وردة الأمل وفلسطين المعلمة
حسن التدريس والتعليم، والابداع في هذا الحقل التربوي العظيم، ستقول فلسطين بعد اليوم، وقد تبوأت مكانتها كأفضل معلم في العالم، بشخصية ابنتها الماجدة "حنان الحروب" ستقول بأن ذلك الابداع لا ينبع من امتلاك ناصية المهنة وتقنياتها فحسب، بل في الاساس، من تقوى النفس الفلسطينية وتطلعها بشغف الامل، لحياة العدل والحق والجمال والحرية، وبقدر ما هي التحديات والمعضلات التي تواجهها هذه النفس جسيمة وخطيرة ومصيرية، بقدر ما تكون استجابتها خلاقة وبطولية في آن.
قد يصعب تصديق ذلك في المستقبل حين يسجل التاريخ وقائع الاستجابة الفلسطينية للتحديات التي واجهتها، والواقع ان ما يفعله الفلسطينيون رغم سياسات الاحتلال الاسرائيلي التعسفية، خاصة بحضورهم الابداعي على اكثر من مستوى، أمر من الصعب ادراكه بحق، دون الايمان بحقيقة قوة الارادة الحرة، التي تصوغ حضورها في ساحات المواجهة والعمل والبناء والابداع سوية، على نحو اسطوري.
لن يكون امرا عابرا لا في المعنى المباشر ولا في الكناية ولا المجاز، ان افضل معلم في العالم من فلسطين رغم هذا الواقع الصعب الذي تعيشه، واقع الاحتلال المتوغل في سياساته الدموية العنيفة ضد ابنائها، انها ايقونة اخرى تضاف الى ايقوناتها التي تشع بنور التطلع الانساني للسلام العادل والعيش الكريم دون احتلال ولا عنف ولا تطرف ولا عنصرية ولا ارهاب.
كما أنه لن يكون امرا عابرا لا في المعنى ولا في الواقع، ان تذهب فلسطين اليوم وهي في لجة المواجهة، الى ان تزرع وردة الامل لشعب الامل، ببناء مشفى خاص لمعالجة مرضى السرطان القبيح، انها التحديات التي نواجه بهذه الارادة الحرة وانها التطلعات الواقعية التي نؤمن اننا سنحققها ان لم يكن اليوم فغدا، طالما اننا بهذه الارادة نتقدم خطوة اثر خطوة على طريق الحرية.
نعم لن يكون كل هذا الحضور الفلسطيني الخلاق إلا فاعلا في هذا الواقع حتى يتغير، فلسطين بمثل هذا الحضور اليوم تستحق تكريم العالم اجمع بانصافها وتمكينها من نيل حريتها واستقلالها، فشعبها ليس شعبا خاملا او استهلاكيا في المجتمع الانساني، وهو يقدم كل يوم امثولة في العطاء والابداع من اجل خلاص العالم بحد ذاته من آفة العنف والغطرسة والارهاب، ومن اجل هذا نحن هنا صامدون ونواصل حضورنا الابداعي بالعمل والامل.
كلمة الحياة الجديدة _ رئيس التحرير