صانعات الـ "سكر كيك" في القدس يتفوقن على زملاء المهنة من الرجال
جبر: معدل اجور العاملات والعاملين تصل من 800- 1000 دولار شهريا
ملكي سليمان - لم تعد بعض الأشغال والصناعات يحتكرها الرجال ومحرمة على النساء، وذلك نتيجة للنظرة المجتمعية التقليدية التي ظلت سائدة لسنوات طويلة، الا ان بعض النساء قررن تحدي هذه النظرة وبدأن يمارسن اعمالا واشغالا جديدة نجحن فيها.
ومن بين هذه الاشغال صناعة الكيك بأنواعه المختلفة وصناعة الشنط النسائية يدويا وتصميم الملابس النسائية.
وقطع عدد من النساء شوطا كبيرا في انتاج الكيك والحلويات في مدينة القدس، فقد بدأن المشروع بالعمل اليدوي لعدة سنوات ثم ادخلن الماكينات لانتاج كافة انواع الحلويات والكيك للمناسبات المتعددة ويفكرن في افتتاح العديد من الفروع لهن في محافظات الوطن بعد ان نجحن في تسويق منتوجهن داخل مدينة القدس واحيائها.
تقول رزان جبر مديرة معمل (سكر كيك) لانتاج الجاتوه والحلويات بحي شعفاط بالقدس انها صاحبة الفكرة وبدأت ممارسة عملها في بيتها قبل ثلاث سنوات ونصف السنة بمفردها حيث استأجرت محلا صغيرا قريبا من منزلها، وبعد مرور خمس سنوات اصبح يعمل لديها ست عاملات في الفترة الصباحية واربعة عمال في الفترة المسائية في مجال التوزيع والتسويق.
وأضافت ان معدل رواتب العاملين والعاملات يتراوح بين 800 - 1000 دولار، مشيرة الى ان هذه الرواتب تعتبر في مدينة القدس متوسطة في حين في الضفة الغربية مرتفعة نظرا لان ظروف المدينة لها خصوصية مختلفة عن الضفة.
وتابعت جبر: "حتى الآن ليس لدينا اي فروع في المحافظات ولكننا نفكر في المستقبل بافتتاح العديد من الفروع خاصة في مدينة رام الله لان انتاجنا جيد ومرغوب".
وقالت: "لا نعاني من اية مشاكل في التسويق واغلب الزبائن من مؤسسسات المدينة والاحياء المجاورة للقدس والافراد الذين يحتفلون بمناسباتهم ويطلبون منا اشكالا واصنافا خاصة وتزيينها وفقا لكل مناسبة وبالتالي فان الاقبال على الشراء يزداد صيفا اكثر من بقية فصول السنة".
وحول العاملات في المعمل تقول جبر: "العاملات لديهن خبرة في تصنيع الكيك والحلويات بأنواعها واشكالها وحصلن على دورات تدريبية في بعض الكليات المهنية في مدينة القدس"مشيرة الى ان ظروف القدس غير المستقرة الآن اثرت اقتصاديا على العمل وبالتالي لا بد لنا من التوازن بين النفقات والمصاريف والدخل.
وتضيف: رغم الوضع نحن مستمرون في عملنا ونعمل الآن على اعداد خطة لتطوير عملنا ولدينا العديد من الخيارات لتطبيقها على ارض الواقع لكنها بحاجة الى مزيد من الوقت، وبعد ان كان عملنا يدويا ادخلنا العديد من ماكينات الانتاج لتلبية طلبات الزبائن ولكن جودة ونوعية الانتاج لم تتأثر، كما ان العاملات في المعمل هن سيدات متزوجات ولديهن عائلات وهذا يؤثر على عدد ساعات العمل وبالتالي شغلنا رجالا لسد النقص في الانتاج وكذلك لتسويقه وتوزيعه.
وتخلص جبر الى القول: "نظرة المجتمع لعمل المرأة بشكل عام وعملنا في صناعة الكيك متفاوتة ومتغيرة لكنني اعتقد انها بدأت تتجه نحو النظرة الايجابية في ظل استمرار تردي الاوضاع الاقتصادية خاصة لنساء معيلات لأسرهن بعد غياب الزوج او الاب او الابن، كذلك فاننا متفوقات على الكثير من الرجال الذين يمارسون نفس مهنتنا".