الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

"جيومورفولوجية" تآكل ساحل قطاع غزة

محمد أبو فياض

فسر خبراء وباحثون وأكاديميون سياحيون وجغرافيا سياحية، ظاهرة "جيومورفولوجية" وتسارع تآكل ساحل قطاع غزة بصورة خطيرة، بشكل علمي، مقدمين علاجاً تفصيليا وبيئيا بطريقة علمية لهذه الظاهرة وسبل حماية الشاطئ.

وسرد هؤلاء في سبر لأرائهم أجرته وكالة "وفا"، اليوم الأربعاء، الطرق العلمية والعملية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والحديثة التي يتعرض لها شاطئ القطاع، وكيفية حماية هذا الشاطئ، ذو الجذب السياحي المميز.

وفي هذا الإطار، قال الخبير في السياحة الفلسطينية أستاذ الجغرافية المشارك في جامعة الأقصى بغزة د. عبد القادر ابراهيم حماد: إن مناطق مختلفة من ساحل القطاع، الذي يبلغ طوله قرابة 40 كم، تتعرض الى ما يعرف بـ "تآكل الساحل"، وهو عبارة عن اهتراء أو تناقص الشاطئ نتيجة لعوامل مختلفة تتعلق بعملية التعرية البحرية، أي بعبارة أخرى هو فقد أجزاء من الشواطئ بسبب ارتفاع منسوب المياه والأمطار الشديدة وسرعة الأمواج التي تؤدي إلى تآكل الشواطئ.

وأضاف، أن هذه الظاهرة تعتبر من الظواهر الطبيعية الموجودة على مر التاريخ، إذ تتآكل المناطق الساحلية والتربة والكثبان الرملية. ويعتبر تراجع الجروف وتآكل السواحل من الأمور الخطيرة التي باتت تؤرق كثير من الدول الساحلية بما في ذلك السلطة الوطنية الفلسطينية، خاصة في ظل محدودية مساحة قطاع غزة بشكل عام ومحدودية الساحل الفلسطيني في محافظات قطاع غزة، التي لا تزيد مساحتها على 365 كم مربع.

وبين أن هذه المناطق الساحلية خاصة الشاطئية منها، تمثل المتنفس الرئيسي للمواطنين في القطاع، حيث يتميز القطاع بإطلالته من جهة الغرب على البحر لأبيض المتوسط، كما تمثل شواطئ القطاع أهمية كبيرة خاصة من الوجهة الاقتصادية والسياحية سيما السياحة الداخلية، الى جانب كونها المتنفس الوحيد لما يزيد عن  1.8 مليون مواطن فلسطيني يقطنون القطاع.

وتابع: لا شك أن مشكلة تآكل شاطئ البحر لها تأثيرات سلبية كذلك على البيئة البحرية في المناطق التي تتعرض الى هذه الظاهرة، مما يؤدي إلى هروب أنواع عديدة من الكائنات البحرية التي تعيش بالقرب من تلك الشواطئ إلى أعماق البحر. كما تتميز المناطق المتضررة من مشكلة تآكل الساحل بأنها تحتوي على عدد كبير من الصخور البحرية، حيث تعيش بالقرب من شاطئ البحر أنواع عديدة من الكائنات البحرية، علاوة على انها تحتوي على كميات كبيرة من أصداف وحلزونيات البحر، بالإضافة إلى أن رمال تلك الشواطئ تعتبر عامل جذب لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة، التي تلجأ اليها بأعداد كبيرة وهو ما يزيد من أهمية تلك الشواطئ، التي باتت تواجه مخاطر بيئية عديدة.

وقال الخبير حماد: إن عملية التآكل بمحافظة شمال القطاع تعود إلى تآكل المباني القريبة من الشاطئ, والتي تزيد من حدوث الأمواج وتساعد في عملية التآكل، بالإضافة إلى عوامل طبيعية اعترضت الصخور التي من عمل الإنسان وذلك حماية من عبور الرواسب.

أما عن التآكل بمحافظة غزة، فبين أنه يعود إلى بناء مرفئ الصيادين, حيث أدى إلى تقليل كمية الرواسب التي تتحرك مع طول شاطئ البحر باتجاه الجهة الشمالية من الميناء، نتيجة اصطدامها بالحواجز المقامة أو كاسر الأمواج، وهو ما يؤدي إلى انخفاض كمية الرواسب المغذية للشاطئ شمال المرفئ مما يؤثر بشكل سلبي على ساحل البحر والجروف البحرية في المناطق الواقعة شمال المرفئ.

وبخصوص المنطقة الجنوبية الملاصقة للميناء، فهي على العكس من ذلك، تشهد زيادة نسبية في مساحة الشاطئ "من منطقة الشيخ عجلين وحتى جنوب الميناء، بفعل تراكم الرواسب القادمة من الجنوب  على طول شاطئ البحر في الجهة الجنوبية من المرفئ، قال حماد.

وقال حماد إن العديد من الصور الجوية القديمة والحديثة الى تآكل شاطئ البحر بنحو 37 متراً خلال السنوات العشر الأخيرة في منطقة شمال ميناء غزة البحري، بينما أدت تلك المشكلة إلى تراجع مساحة شاطئ مدينة رفح خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى حوالي 12 متراً.

وأشار إلى أن التآكل في شمال وادي غزة يرجع إلي المنافذ والمخارج القريبة, وبناء مصارف الصرف الصحي على فروع الوادي، وكذلك المصارف المائية بواسطة الاحتلال مما أدي إلى منع انتقال الرواسب.

وعن كيفية حماية ساحل القطاع، قال حماد: يحتاج ساحل قطاع غزة إلى حماية الشواطئ من التآكل بإتباع عدة طرق  خاصة به, وذلك تبعاً لنوع الصخور المكونة له وحسب صلابتها في المنطقة, والمنطقة بحاجة إلى إقامة حوائط أو أرصفة مثل باقي سواحل البحر المتوسط وخاصة في الدول المجاورة مثل مصر, وتبني هذه المنشآت موازية للشاطئ غالباً, ويفضل أن تكون مائلة بزاوية كبيرة حتى تصد الأمواج الشديدة وخاصة بفصل الشتاء, والمنشآت عبارة عن كتل من الأسمنت أو من صخور صلبة ومواد مختلفة من الجلاميد والحصى.

وفيما يتعلق بالأسباب التي تؤدي إلي حدوث ظاهرة تآكل الشواطئ، هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلي حدوث هذه الظاهرة وتآكل الشواطئ بما في ذلك في قطاع غزة تقول الباحثة هبة فايز البنا، التي أعدت دراسة علمية بعنوان: ساحـــل قطـــاع غــــزة "دراسة جيومورفولوجية".

وسردت الباحثة هذه الأسباب، منها فعل الأمواج والتيارات البحرية، وتتمثل كل من الأمواج والتيارات المتكسرة حسب ظروف وحالات الموج وتصل الدرجة القصوى والسرعة إلى 1.0متر/ الساعة, وفي فصل الشتاء اتجاه الرياح يكون جنوبي غربي, وتصل السرعة القصوى إلى 4.2 متر في الساعة, وفي فصل الصيف يكون اتجاه الرياح شمالي غربي.

وقالت: إن هناك سبب ثاني هو حركة المد والجزر، حيث يتعرض مستوي سطح البحر لتغيرات مستمرة ما بين ارتفاع وانخفاض على مر التاريخ الجيولوجي لكوكب الأرض, وقطاع غزة لا يوجد لديه سجلات عن تذبذب منسوب البحر, والبيانات غير متوفرة وعملية التذبذب ترجع إلى حركات المد والجزر, وقوة العواصف التي تحمل الماء قرب الشاطئ بالاشتراك مع الأمواج وقوة الضغط وعوامل أخرى. وتشابه مستويات سطح البحر للقطاع مع مستويات ساحل البحر المتوسط الفلسطيني ككل، حيث يصل ارتفاع المد والجزر في فصلي الربيع والخريف على طول الساحل الفلسطيني بالشمال 0.4 متر وإلى 0.15 متر في فصلي الشتاء والصيف على التوالي, ويحدث ذلك مرتين في اليوم بين أعلى وأدنى منسوب, وذلك كل 14 يوما بشكل دوري. وهذه العوامل جميعا تقوم بوظائف النحت والنقل والإرساب في المنطقة الساحلية.

وتحدثت عن قياس عمق مياه البحر لأن قياس العمق عبارة عن هندسة الرواسب للأعماق المائية في غزة، ويلاحظ أن الرواسب تنحدر من 100 متر من خط العمق للشاطئ، بالإضافة إلى 100 متر أسفل عمق البحر، وينحدر بسرعة إلى 1500 متر خارج مياه بحر غزة، والعمق يكون قريباً إلى الاستواء والتساوي حول ميناء الصيد.

وبينت أن جيولوجية الساحل تعود إلى العصر الثالث والرابع، والرواسب بالمنطقة عائدة للعصر الحديث ما يقرب حوالي 160 مترا، وهي من الكركار البحري ورمال الكوارتز ملتصقة ببعضها وسمك طبقة الكركار البحرية تتراوح ما بين 150-15مترا ورواسب الكركار القاري من الطمي والرمال، وتكون في مهب الرياح ويصل سمكها إلى 25 مترا. وأن الرواسب بالقرب من وادي غزة تتكون من اللوس الرملي والحصى والطين، ويصل سمكها من 20-10 مترا ووجود الرمال بكثرة بالقرب من خان يونس ورفح، وتوجد متقطعة الرمال بمنطقة الجنوب من 3-2 كم من الساحل.

وأشارت البنا إلى أنه لا توجد بيانات عن كمية الرواسب بمنطقة الدراسة, ولكن تتوفر بعض البيانات عن الرواسب حول ميناء غزة, وهي رواسب من الحجر الرملي الجيري,وعملية نقل الرواسب تكون بطيئة ولكنها مستمرة، ويرجع ذلك إلى عوامل التعرية البحرية وانحدار الشاطئ يكون ثابتاً بمعدل 3 سم كل سنة منذ 6000 سنة. وتكون باتجاهات مختلفة وعلى ارتفاعات متعددة الرواسب وتحتاج معرفة كمية واتجاه الرواسب إلى حسابات ومبررات فيزيائية ودقة في النتائج وحساب الجودة.

وذكرت أنه تم معرفة نوع رواسب القاع بالمنطقة المغمورة بالمياه والتي تتكون من الرمل الناعم على أعماق مختلفة للمياه وخاصة على عمق 24.5 متراً, ويوجد الطين بالقرب من وادي غزة على عمق 100 متر وتتميز منطقة ميناء الصيادين بوجود نتوءات صخرية وكتل من الرمال.

وفي عملية القياس بمنطقة ميناء غزة، وجد أن اتجاه الرمال يأتي من دلتا نهر النيل على طول الساحل ووجد أن جزءاً من الرواسب يتم نقل مكوناته إلى القاع بسبب عوامل التعرية، ومعظم الرواسب تكون معقدة، وهي تحدث بسبب حركات متعددة ومختلفة وتحدث على طول الساحل, وتختلف في النوع والحركة العشوائية, وذلك نتيجة قوة الرياح ومدى توفرها مما يساعد في أماكن توزيع الرواسب ومدي القدرة على تكوين الكثبان الرملية العالية كما في ساحل فلسطين ومصر, والسلاسل في قطاع غزة، ومن خلال الأسباب الستة السابقة تحدث عملية التآكل للساحل، قالت البنا.

بدوره، أكد القائم بأعمال عميد كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية د. ناصر أبو العون، في تعليقه على هذه الظاهرة، على ضرورة إنشاء حواجز خرسانية وكاسرات للأمواج على طول منطقة شاطئ البحر في المناطق المتضررة، وهو يعتبر من الحلول الفعالة والمستخدمة في مكافحة وتقليل نسبة تآكل الشواطئ، ويمكن أيضاً إلى جانب ذلك القيام بتغذية شاطئ البحر بالرواسب.

وقال: إنه يجب العمل من اجل إيجاد حلول للمشكلة وحماية شاطئ البحر من التآكل والنحت، وهو ما يتيح أمام استغلال شاطئ البحر واستثماره سياحياً واقتصادياً، كما أن من شأن ذلك زيادة أماكن السياحة للمصطافين، وفتح مشاريع استثمارية سياحية يمكنها المساهمة بتحسين الأوضاع الاقتصادية.

يذكر أن "جيومورفولوجية"، هي علم شكل الأرض، وتركز على دراسة التضاريس، (كالجبال والسهول والأودية والأنهار والصحاري والسواحل) وأسباب نشأتها وتطورها. وهذا العلم هو علم خاص بدارسة الظواهر الطبيعية الموجودة على ظهر الأرض من ظواهر وإنشاءات خاصة طبيعية نشأت الأرض بها، ويقوم علم تشكل الأرض بتحليل التضاريس والبحث لفهم تاريخ وتطور وتنبؤ التغييرات المستقبلية عن طريق مجموعة من عمليات الملاحظة الأرضية وتجارب في المختبرات ونماذج رقمية.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024