ظروف الحياة الصعبة تجبر سيّدة غزية على جمع الحجارة لبيعها!
مع إشراقة كلِّ صباح جديد، تستعد السيّدة الغزيّة "جهاد أبو محسن" أو "جيهان" كما تحب أن يطلق عليها، للخروج مع طفلها الصغير "كريم" ذو الأعوام الخمسة، للبحث عن مزيد من ركام المنازل المدمرة في الطرق ومكبات النفيات لجمعها وبيعها.
أبو محسن (48 عامًا) من سكان مناطق العشوائيات القريبة من محررات رفح جنوب قطاع غزة، لا تتوانى في قيادة عربة يجرها "حمار" لتضع عليها ما تجمعه وطفلها كريم من الحجارة، من مناطق خانيونس ورفح، لتنقلها إلى مناطق فارغة بالمحررات لتكسيرها ومن ثم وضعها مرةً أخرى على العربة لبيعها لمصانع تعمل على شراء تلك الحجارة لإعادة تدويرها.
وتوضح أبو محسن لـ "القدس" دوت كوم، أن ظروف الحياة الصعبة التي تعيشها أجبرتها على العمل، خاصةً وأنه لا معيل لها، مشيرةً إلى أن زوجها مسنٌ لا يقوى على العمل، ولذلك تضطر إلى جانب طفلها، للعمل حتى تستطيع توفير ما تحتاجه عائلتها.
وتستمر أبو محسن في العمل لساعات طويلة قد تصل أكثر من 8 ساعات يوميًا لكي تستطيع جمع أكبر عدد من الحجارة وبيعها، مشيرةً إلى أن المصانع المختصة تشتري الحمولة الواحدة من العربة من 8 إلى 10 شواكل فقط.
وأوضحت أنها تبذل جهودًا مضاعفة من أجل العمل بشكل يومي وعدم التقاعس في توفير احتياجات عائلتها التي تعيش في منزل من الصفيح لا يتعدى المئة متر ويفتقد لأدنى مقومات الحياة.
وتقول إنّها تفكّر كثيرًا بالمضاعفات الصحية لعملها الشاق جدًا لكن التفكير بمستقبلها ومستقبل عائلتها يغلب على تفكيرها بوضعها الصحي الذي من الممكن أن يكون له أثار خطيرة مستقبلاً.
وتشير أبو محسن إلى أنها تتعرض في بعض الأحيان لمضايقات، إلا أنها لا تهتم لها، معتبرةً أن العمل "ليس عيبا" ما لم يمس كرامة وأخلاق الإنسان، وأنها ستستمر في العمل حتى تستطيع توفير قوت عائلتها ودواء زوجها المريض بعدة أمراض مزمنة وغيرها.
وتظهر الإحصائيات الحقوقية أن العوائل التي تعيش تحت خط الفقر وصلت إلى أكثر من 80% من سكان القطاع. وأن البطالة وصلت إلى أكثر من 60%. فيما حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع لن يصبح صالحًا للعيش مع حلول عام 2020، وهو ما يعني أن الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءًا.
عن القدس المقدسية