فاجعة المعتمرين ولحظات الانتظار الأصعب..
لا يزال نحو 30 شخصًا من مصابي حافلة المعتمرين التي انقلبت مساء أمس الأربعاء، يتلقون العلاج في المستشفيات الأردنية.
وقال تامر الفقيه من بلدة قراوة بني زيد قضاء رام الله، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، لدى عودته من الأردن بعد أن ذهب للاطمئنان على مصابي الحادث الذي أسفر عن وفاة 16 معتمرًا، إن 13 شخصًا من أبناء بلدته كانوا على متن الحافلة لحظة وقوع الحادث، مشيرًا الى أن اثنين منهم توفيا (عمّته وأحد أقاربه)، بينما أصيبت والدته التي كانت معهم بكسور في الأطراف، وتعاني من مشاكل في الكلى نتيجة الحادث، ولا تزال تخضع للعناية المكثّفة في مستشفى البشير.
وأوضح الفقيه أن المصابين يتوزعون على مستشفيات (معان الحكومي، عالية الحكومي، الخدمات الطبيّة في العقبة، ومستشفى البشير في عمّان)، مشيرًا إلى أن غالبية الإصابات جرى التعامل معها ولا تزال تحت الإشراف الطبي وأن أربع حالات منها وصفت بانها "في وضع صعب".
وكان المواطن إبراهيم عباهرة من مدينة جنين تحدّث لـ "القدس" دوت كوم عن اللحظات الأصعب التي عاشها وعائلته قبل أن يعرفوا أي تفاصيل عن طبيعة الحادث وهويات الضحايا، خاصةً وأن زوجته واثنين من أقاربها كانوا على متن الحافلة.
ويقول عباهرة الذي عاش ساعات من الانتظار بعد الحادث، مع تسارع الأخبار التي تؤكد ارتفاع عدد الضحايا، كان الحزن والبكاء يخيّم على منزلنا في بلدة اليامون غرب جنين، خاصة مع انقطاع الاتصالات وعدم توفر معلومات دقيقة حول التفاصيل والأسماء.
وأشار إلى أنه كان تواصل مع زوجته منذ غادرت الوطن، ولم يخطر بباله أن تتحول هذه الرحلة إلى حزن وألم، موضحًا أنه وعائلته عاشوا ساعات ثقيلة، وأنه وما أن أشرقت الشمس حتى توجه إلى عمّان وقال "الكوابيس لازمتني طوال الطريق".
وبيّن أنه بدأ البحث والسؤال عن أقاربه لحظة وصوله المستشفى، وتنفّس الصعداء، عندما علم أن رفيقة دربه وصال على قيد الحياة رغم أنها مصابة، وتتلقى العلاج في مستشفى معان بسبب إصابتها بكسور ورضوض.
وأشار ألى أن شقيق زوجته (عادل 57 عامًا)، وزوجته كفاية (52 عامًا) أصيبا، موضحًا أن حالة كفاية وصفت بأنّها حرجة جدًا.
وبحسب البيانات التي أعلنتها الجهات الرسمية اليوم الخميس، تبيّن أن 9 أشخاص كانوا على متن الحافلة من بلدة سعير قضاء الخليل، وقد توفي أربعة منهم (بينهم طفل وطفلة)، وتوفي أيضًا أربعة أشخاص من بين ستة معتمرين من بلدة دير الغصون قضاء طولكرم، كما توفي اثنان من بين 13 شخصًا من بلدة قراوة بني زيد، وتوفيّت سيّدة من دير بلوط قضاء سلفيت، ومُسنًا من مدينة جنين.
الليلة الماضية عاشت مئات العائلات الفلسطينية ساعات ثقيلة وصعبة، ولعدة ساعات ظلّت الخطوط الهاتفية مشغولة جدًا بين عمّان والضفة الفلسطينية، وجاءت الردود كما يتمنّى القلب حينًا، وذرفت الدموع حزنًا في بيوت 16 عائلة فلسطينية.
عن القدس المقدسية