بسيسو لـ"وفا": يوم الثقافة الوطنية سيكون مختلفا هذا العام
- الفعاليات الثقافية ستبقى مستمرة ولن تكون موسمية أو مرتبطة بذكرى أو مناسبة
خالد جمعة
قال وزير الثقافة إيهاب بسيسو إن يوم الثقافة الوطنية سيكون هذا العام مختلفا من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ، حيث تم ربط يوم ربط يوم الثقافة الوطنية بيوم الأرض ضمن فعاليات تمتد على مدار سبعة عشر يوماً من 13-31 آذار.
وأضاف بسيسو في حوار لوكالة "وفا" اليوم، سنختتم الفعاليات في الحفل المركزي، وحرصنا هذا العام على أن تكون طبيعة الفعاليات شاملة لكافة مجالات الإبداع، من ندوات أدبية وثقافية وإطلاق كتب وأمسيات شعرية وعروض فنية ومسرحية وموسيقية.
وأردف: كما تشمل الفعاليات تكريم شخصيات ومؤسسات كان لها دور في تفعيل النشاطات الثقافية في المشهد الفلسطيني.
وذكر وزير الثقافة أنها المرة الأولى التي تنظم فيها الفعاليات في جميع الأماكن التي يمكننا الوصول إليها بما في ذلك المناطق المهمشة والمهددة بالمصادرة، خصوصاً تلك التي تعرف بمنطقة "ج".
غزة ومكانتها في فعاليات الوزارة:
وردا على سؤال حول مشاركة غزة في فعاليات يوم الثقافة الوطنية، أجاب بسيسو: رغم رفضي المطلق للتقسيمات المناطقية، إلا أن غزة لم تغب مطلقا عن اهتمامنا بالأخص في الجانب الثقافي والفني، حيث تم توقيع اتفاقيتين في مجالي المسرح والفنون التشكيلية قبل أسبوعين، ويجري العمل والإعداد لتوقيع اتفاقية ثالثة في مجال المسرح عبر الصندوق الثقافي سيعلن عنها قريبا، إضافة إلى أن غزة حاضرة ضمن الإصدارات الثقافية التي ستصدر عن وزارة الثقافة ضمن المنشورات الخاصة بيوم الثقافة الوطنية.
وقال: وأود الإشارة هنا إلى أن الإعلان الذي تم عن الفعاليات في الضفة والقدس والتي تتجاوز 70 فعالية، لا يعني بالضرورة أنه لا يجري التنسيق لفعاليات مشابهة في غزة، وحتى في ظل تعقيدات المشهد والتي لا تخفى على أحد، نبقى مصرين على العمل ضمن أجندة ثقافية وطنية جامعة كما حدث في الإعلان عن يوم القراءة الوطنية والذي جرى تنفيذه في ساحة الكتيبة في مدينة غزة بالتزامن مع محافظات الوطن الأخرى.
وبشأن الفعاليات الثقافية الأخرى المنوي تنظيمها بعيدا عن نشاطات يوم الثقافة بعد الحادي والثلاثين من آذار، قال بسيسو: نحن نعد لمعرض فلسطين الدولي للكتاب، والذي سيصادف ذكرى ميلاد الشاعر الكبير الراحل توفيق زياد في السابع من أيار والذي كان له دور هام على المستويين الثقافي والنضالي.
وشدد على أن الفعاليات لن تكون موسمية أو مرتبطة بذكرى أو مناسبة، مضيفا: وزارة الثقافة تحرص على ربط الأحداث والتواريخ الهامة بالفعل الثقافي، كي نحقق من خلالهما وعي التواصل بين الأجيال الثقافية، وتعزيز دور الثقافة نفسها كفعل نضالي وكإحدى ركائز الصمود الوطني الفلسطيني.
أهمية المشاركة الشعبية بالفعاليات:
وأضاف بسيسو: إن تعزيز المشاركة الشعبية في الفعاليات سيضمن استمرار هذه الفعاليات حتى في ظل توقف دعم وزارة الثقافة كما يحدث مثلا في يوم القراءة الوطني الذي اعتمدته الوزارة كاستكمال للمبادرة الشبابية التي انطلقت قبل عامين في القدس من أجل إطلاق أطول سلسلة بشرية للقراءة حول أسوار القدس والتي كان لي شرف المشاركة فيها.
وردا على سؤال حول ملاحظة تزايد اهتمام الوزارة بالفعاليات الأخيرة بفئة الأطفال والشباب، وإن كان هذا يأتي ضمن نهج جديد تتبعه الوزارة، أجاب بسيسو: إن هذا يأتي ضمن رؤيا ونهج نعمل على تكريسه كي يصبح جزءا من الحالة الثقافية العامة، فالوقت لا ينتظر أحدا، ومن المعروف أنه كلما بكرنا في اكتشاف الموهبة ورعايتها، فإنها تثمر بشكل أفضل إبداعياً، وهذا حفز الوزارة على الاهتمام بهذه الفئة من منطلق معرفتنا بضرورة منح الجيل الشاب فرصة للتعبير عن نفسه، وفي النهاية فإن الموهبة التي تستحق ستفرض وجودها بشكل مستقل.
السياسة الثقافية للوزارة:
وحول السياسة الثقافية للوزارة قال بسيسو: إن العمل في الوزارة يخضع للسياسات الثقافية التي تعتمد على تعزيز الإبداع والهوية الوطنية وتوسيع قاعدة المشاركة في الفعل الثقافي بما يشمل القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية من أجل تحقيق التكامل والتراكم في الفعل والذي ينسجم مع ضرورة إحداث نهضة ثقافية مطلوبة تقوم على أسس، وليست معلقة في الهواء ولا تعتمد على مشاريع جزئية هنا وهناك،.
وتحدث عن أهمية " تأسيس نهج ثقافي لا يتأثر بالمتغيرات، بتوفير ما يضمن له الاستمرارية عبر مأسسة العمل الثقافي"، مضيفا: ولتحقيق ذلك فقد أعلنا مثلاً أن العام القادم سيشهد عقد مؤتمر عن الراحلة فدوى طوقان في ذكرى ميلادها المئة، وهذا لا يمكن المغامرة بالإعلان عنه دون ارتباطه بمشروع متكامل لضمان تنفيذه.