استطلاع للرأي: إسرائيل عنصرية أكثر
كشف استطلاع للرأي امس الاثنين، عن عنصرية دولة إسرائيل حاليا مقارنة بالوضع قبل عامين، وأن هناك عنصرية موجهة ضد العرب.
ونفذ الائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل استطلاعا خاصا قبيل اليوم العالمي لمناهضة العنصرية، حيث أجري الاستطلاع في إسرائيل من خلال مركز الاستطلاعات "رافي سميث"، وستعرض نتائجه في جلسة اللوبي لمناهضة العنصرية في الكنيست الإسرائيلي الثلاثاء، في اليوم الخاص الذي أقرته الكنيست للاحتفاء بهذا اليوم.
وأجري الاستطلاع في تاريخ 7/3/2016 وشملت العينة 500 مستطلع/ة، 400 من المجتمع اليهودي و100 من المجتمع العربي فوق جيل الـ18 عامًا.
وأظهرت النتائج أن 52% من المستطلعين رأوا أن إسرائيل عنصرية أكثر مقارنة بالوضع قبل سنتين. و79% من الإسرائيليين على قناعة أن هنالك عنصرية موجهة ضد العرب، و77% ادعوا أن هنالك عنصرية ضد طالبي اللجوء. و75% ادعوا أن هنالك عنصرية في المجتمع الإسرائيلي ضد الإسرائيليين من أصول أثيوبية. و25% من الإسرائيليين ذكروا أنهم تعرضوا لموقف أو تصريح عنصري في العام الأخير.
وبينت النتائج أن 73% من المُستطلعين أكدوا بأن الصيغة الأفضل لمحاربة العنصرية في المجتمع في إسرائيل هي التربية والتعليم. وأن غالبية الجمهور (72%) يشعرون أن شبكات التواصل الاجتماعي تتسبب بالتطرف في الأجواء العنصرية في إسرائيل.
وجاء في النتائج، أنه في الوقت الذي يرى فيه 52% من المستطلعين أن إسرائيل عنصرية أكثر مقارنة بالوضع قبل سنتين، فإنه وفقط 11% يعتقدون أن إسرائيل أقل عنصرية، و37% يعتقدون أنه لم يطرأ أي تغيير على الوضع، بينما 67% من المجتمع العربي يعتقدون ويشعرون أن إسرائيل أصبحت أكثر عنصرية، وبالمقابل 49% من اليهود يشعرون أن إسرائيل أصبحت أكثر عنصرية.
وحسب معطيات الاستطلاع فإن الجمهور في إسرائيل يدّعي أن غالبية العنصرية موجهة ضد العرب، وضد اللاجئين الأفارقة والمواطنين من أصول إثيوبية، وحوالي 79% من المجتمع في إسرائيل يؤمنون أن العنصرية هي بالأساس تجاه العرب و77% يؤمنون أن هناك عنصرية تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء، و75% ادعو أن هناك عنصرية في المجتمع في إسرائيل اتجاه اليهود من أصول إثيوبية، بينما يعتقد 41% أن هناك عنصرية ضد الشرقيين و39% اتجاه متحدثي الروسية و20% اتجاه الإشكناز.
وأوردت النتائج أن 25% من الجمهور في إسرائيل (من العرب واليهود) أشاروا إلى أنهم تعرضوا إلى عنصرية بشكل شخصي في السنة الأخيرة. مع الإشارة إلى أن الشباب من جيل 18 – 28 هم أكثر من تعرّضوا وواجهوا حالات عنصرية بشكل شخصي. وأن حوالي 73% من المستطلعين ادعوا ان التربية هي الامكانية وأفق العمل الأهم لمواجهة العنصرية في المجتمع في اسرائيل وليس سن القوانين وتنفيذها، وفقط 11% أكدوا أهمية أن تكون القيادات السياسية وغيرها نموذجًا هي الطريق والسبيل الفعال. و6% فقط اعتبروا سن قوانين لمناهضة العنصرية هي الطريقة الفعالة و6% آخرين اعتبروا تنفيذ القوانين ضد العنصرية هي الطريقة الفعالة.
ووفق النتائج فإن غالبية الجمهور 72% يشعر أن شبكات التواصل الاجتماعي تتسبب بالتطرف في الأجواء العنصرية في إسرائيل، بينما ادعى 24% فقط أن شبكات التواصل الاجتماعي تعكس صورة الأجواء في المجتمع بشكل حقيقي.
وفي تعليقه على هذه المعطيات، قال المحامي نضال عثمان مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية: "رغم أنها معطيات مقلقة، إلا أن فيها جانب يدعو للتفاؤل، إذ أن الجمهور في إسرائيل واع أكثر للعنصرية ووجودها ويعرف أن يشخّص وعلى ما يبدو معني بالقضاء على العنصرية. الاعتراف بالمرض هو أمر ضروري لبداية العلاج والعنصرية هي داء مجتمعي خطير جدًا ممكن أن يؤدي انتشاره إلى انهيار المجتمع بأسره.
وأضاف: "حان الوقت ليأخذ منتَخبو الجمهور والقيادات والوزارات المختلفة هذه المعطيات بجدية وأن يبدأ بالعمل ضد العنصرية في المجتمع في إسرائيل قبل حدوث الانهيار المجتمعي الكبير".
بدورها، عقّبت النائبة عايدة توما-سليمان، رئيسة شريكة للوبي لمناهضة العنصرية في الكنيست، أن هذه النتائج "تظهر أن العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي موجهة اليوم ضد المواطنين العرب وكل من يُشتبه به بأنه "غير يهودي". لقد فقد المواطنون الشعور بالأمن والأمان على المستوى الشخصي وفي الحيز العام والعنصرية ومظاهرها المتطرفة هي أحد الأسباب الأساسية لذلك.
وقالت: إن التشريعات العنصرية في الكنيست تشرعن الممارسات العنصرية بين المواطنين، وعنصرية مؤسسات الدولة تعطي بدورها الشرعية لاستمرار الوضع القائم. وإن مكافحة العنصرية تتطلب جهودا سياسية ومجتمعية وتربوية. وهنا أشد على أيدي المنظمات التي تعمل جاهدة لمحاربة العنصرية من خلال التربية لقيم المساواة وترسيخ شرعية التعددية".
بدوره، قالت النائبة ميخال بيران(حزب العمل): "ليس مفاجئ أن كثير من الناس لديهم شعور بان اسرائيل بدأت تتحول الى دولة عنصريه، ويوجهون إصبع الاتهام الى الشبكات الاجتماعية. التستر الذي يمكننا من التعبير عن الكراهية من غير الظهور للعيان، الأمر الذي يضعنا أمام تحد جديد لأنه على ما يبدو أنه لم نجد الآليات المناسبة لمحاربة العنصرية في الشبكات الاجتماعية".
وفي أعقاب المعطيات المُشار إليها، وأيضًا الاستنتاجات التي خلص إليها الاستطلاع، تقرر في الائتلاف لمناهضة العنصرية وبالتعاون مع المنتدى للتربية للحياة المشتركة، إطلاق حملة إلكترونية موسعة تعمل على نشر رسالة المنظمتين الفاعلتين في مجال مناهضة العنصرية وأيضًا التأكيد على الحلّ، الكل يبدأ من التربية والتعليم.
وتخاطب الحملة، وفق تقرير للائتلاف، الجمهور الواسع آخذة بعين الاعتبار أنّ الائتلاف لمناهضة العنصرية والمنظمات الشريكة يولون أهمية كبيرة لهذه الاستراتيجية في التغيير المجتمعي.
ويؤمن الائتلاف لمناهضة العنصرية بأن التربية لا تقتصر على جهاز التعليم الرسميّ، إنما تتعلق بكل وسيلة نشر، مقولة أو حيّز يتم من خلالها تصميم عالم القيّم التي يحملها الأفراد، وذلك يشمل التصريحات غير المسؤولة والمُحرضة التي يطلقها سياسيون ورجال دين، والإعلام الذي يعمل على تغطية الوقائع بصورة موجَهة ومضللة، التربية في المنزل وفي محيط الأصدقاء، والشبكة العنكبوتية والمنشورات التحريضية التي تنشر وتعمم عبرها، فكل هذا مجتمِعًا يشكل بوصلة للتربية أو أدوات للتربية، مما يجعل استعمالها الخاطئ يقودنا إلى الوضع الحاليّ الذي نعيشه اليوم.
ورأى الائتلاف لمناهضة العنصرية، أنّ هنالك ضرورة لتعزيز تربية مغايرة مع استعمال صحيح للأدوات التي ذكرت أعلاه، وأن تجاهل إحدى الأدوات قد يضر في معركتنا، جميعًا، ضد العنصرية ومن أجل نشر قيّم التسامح والحياة المشتركة. وأنه من المهم التشديد أنّ التربية لتعدد الثقافات هي الأداة الموجهة التي تُمنح للأفراد لتجاوز الاختلافات الثقافية مما قد يساهم في وقف تفشي العنصرية. وأن التربية لتعدد الثقافات لا تعني فقط التعرف على ثقافة الآخر، إنما خلق بيئة جديدة تعكس الاختلافات الثقافية بصورة بنيوية.
ــ