تصريحات يعالون حرف النقاش عن جرائم الاحتلال
هآرتس - بقلم: إيال غروس
إن اتهام وزير الدفاع موشيه يعالون لـ "نحطم الصمت" بالخيانة هو مرحلة اخرى في تكتيك "قتل الرسول" تجاه من يكشفون جرائم الاحتلال. ولا يمكن فصل ذلك عن مبادرات مثل "قانون وسم الجمعيات" لاييلت شكيد وحملة "المدسوسين" لـ "إن شئتم". هناك هدف واحد لهم جميعا هو حرف النقاش عن الفظائع التي تكشف عنها منظمات مثل "نحطم الصمت"، ليتحول النقاش عن المنظمات نفسها وشرعيتها وتمويلها وطرق عملها.
حقيقة أنه بدل الاهتمام بعدم شرعية الاحتلال، نحن نهتم بمسألة اذا كان السؤال الذي يسأله محقق "نحطم الصمت". وحقيقة أن وزير الدفاع بدل محاسبته على الجرائم في المناطق، يتهم المنظمة بالخيانة – تؤكدان مدى نجاح هذا التكتيك. يبدو أن هذه هي الطريقة الوحيدة لمواجهة "نحطم الصمت" ومنظمات اخرى تضع أمامنا المرآة.
إن نجاح هذا التكتيك ينعكس في أنه يمكن الافتراض أن المزيد من الناس قد اطلعوا على المواد التي تقدمها منظمة اليمين "الى هنا" للقناة الثانية في موضوع "نحطم الصمت"، قياسا بشهادات هذه المنظمة.
من قرأ تقرير "نحطم الصمت" حول عملية الجرف الصامد، الذي نشر في أيار 2015، رأى شهادات تساعد على فهم العدد الكبير للقتلى المدنيين في اوساط المدنيين في غزة. تم اقتباس جندي من وحدة الهندسة، عمل في مدينة غزة، حيث قال "التوجيهات كانت أن نطلق النار أولا. كل ما تلاحظه أطلق عليه سواء كان مسلحا أم لا... اطلاق النار من اجل القتل. هذا توجيه واضح". وحسب اقوال الجندي فان ضابطا قال إنه يعرف "احتمال قتل الأبرياء. ولكن أنتم... يجب عليكم اطلاق النار دون تفكير". جندي آخر من وحدة المدرعات أضاف أنه "يمكن اطلاق النار على كل مكان بحرية. بالحدود القصوى"، واضاف "اذا سألوا لماذا اطلقنا النار فسنقول إن هناك نقطة اشتباه". ضابط من وحدة سلاح المشاة قال إن الجنود اطلقوا القذائف على هدف معين، رغم أنهم توقعوا اصابة المدنيين بشكل كبير. وحينما سُئل جندي من سلاح المشاة هل يجب أن يكون المشتبه فيه مسلحا، أجاب "يبدو لي أنه ببساطة يكفي أنه هناك". وحينما سئل ماذا يعني اطلاق النار أجاب: "اطلاق النار من اجل القتل"، "لا يوجد أحد لا شأن له".
لا أنوي في هذه المقالة تكذيب الادعاءات ضد "نحطم الصمت" – لقد فعل ذلك رفيف دروكر في مدونته وتحدث عن شرعية الاسئلة التي سألتها المنظمة وبأنها اسئلة ذات صلة بعمل المنظمة وهي اسئلة مطلوبة لتأكيد التفاصيل. وحسب اقوال دروكر فان الامتحان الذي يقرر هو ما ينشر وليس ما يُسأل. والامر الذي لا يجب أن ينشر لا يتم نشره. وحسب معرفتي فان شهادات "نحطم الصمت" لم يستطع أحد تفنيدها أو التشكيك بمصداقيتها. "شهادات" مفبركة مثل شهادات عضو الكنيست أورن حزان، لم يتم نشرها لأنها لم تكن صادقة.
لا أنوي ايضا تفسير خطورة استخدام كلمة خيانة من قبل يعالون من الناحية الجماهيرية والقضائية. إن كل ذلك يعني خدمة لتكتيك "قتل الرسول"، الامر الذي يعني خدمة الواقع، حيث أنه بدل الحديث عما تم كشفه من قبل "نحطم الصمت" سنجد أنفسنا نتحدث عن المنظمة. ولا يساهم يعالون وحده في ذلك، بل ايضا اعضاء كنيست يعتبرون أنفسهم من الوسط أو من اليسار – وسط مثل يئير لبيد وايتسيك شمولي. وتشارك في ذلك ايضا وسائل الاعلام مثل القناة الثانية التي بدل أن تطالب بالاجابات حول الامور التي كشفت في تقارير "نحطم الصمت"، تساهم في مسرحية الجن ضد المنظمة.
خلاصة القول هي أن حكومة اسرائيل مسؤولة عن الاحتلال منذ يوبيل وهي تصادر حقوق اساسية لملايين الفلسطينيين وتتحمل مسؤولية قتل الكثير من الفلسطينيين والاقتلاع اليومي من اراضيهم. هذا قبل أن نتحدث عن الكارثة التي يتسبب فيها هذا الوضع لمواطني اسرائيل.
نحن أمام حرف النقاش من انتقاد الاخلال بحقوق الانسان الى النقاش حول الرسول في محاولة لسلب الشرعية عن المنظمات ونفي ما يتسبب به الاحتلال، من اجل الاستمرار في ذلك ومنع أي نقاش جماهيري وايجاد رأي عام للاحتجاج، هذا الى جانب محاولة ردع منظمات حقوق الانسان عن الاستمرار في تحطيم الصمت.