يعالون ينضم الى مبيحي الدم
هآرتس - بقلم: أسرة التحرير
يعتبر وزير الدفاع موشيه يعالون الوزير المعتدل في الحكومة، مثابة "الراشد المسؤول"، الذي يحافظ على سمة النزعة الرسمية في داخل طائفة الوزراء، ممن يخدمون المستوطنين المتطرفين ويحرضون ضد العرب واليساريين، بدلا من ان يجدوا حلولا للضائقة الامنية التي يعيشها مواطنو اسرائيل.
انضم يعالون أمس (الاول) الى هذه العصبة، حين وصف في حديث مع تلاميذ ثانوية اعضاء منظمة "نحطم الصمت" "خونة". فقد قال ان "ما كشف النقاب عنه في القناة 2 هو انهم يسألون الجنود اسئلة لا تعلق بطبيعة النشاط والاخلاق، يدخلون فيها كل أنواع العناصر التي هي من حيث المضمون سر عملياتي. وحين ينشرون هذه المادة في الخارج، فان هذا خطير للغاية – هذه خيانة. فلو كانوا احتفظوا بهذا لانفسهم، هو الحال ذاته أيضا". هكذا قال يعالون حين تناول التقرير الذي بث في القناة 2، والذي يستند الى تسجيلات التقطها بكاميرا خفية نشطاء منظمة "حتى هنا"، وظهر فيها نشطاء من "نحطم الصمت" يجبون شهادات من جنود مسرحين ويسألونهم ضمن امور اخرى، عن اخطارات عن انفاق في حدود قطاع غزة، عن آليات يستخدمها الجيش الاسرائيلي وعن مكان القوات والانظمة العملياتية.
مشكوك ان يكون وزير الدفاع، الذي لم يجد من الصواب ان يشجب، مثلا، نشر بنيامين نتنياهو لوثيقة شتاوبر في 1995، أو تسريب العرض الالكتروني للقتال في غزة في زمن "الجرف الصامد" – على علم بالمعنى الخطير لاقواله. فقد استسلم يعالون بجبن لرياح اليمين المتطرف والتي سيطرت على الحكومة، وهو يساهم في اباحة دم أعضاء المنظمة، تلك الاباحة التي تتم في الاشهر الاخيرة بقيادة رئيس الوزراء وبعض من وزراء الحكومة.
ان هدف هذا التحريض، الذي بدأ قبل نشر "المكتشفات" ضد المنظمة، هو دحرها الى خارج القانون، ومعها تحويل كل معارضة للاحتلال الى أمر غير شرعي. وينضم الى دائرة التحريض هذه كل من يحاول جني الارباح السياسية من خلال الغمز لليمين، فيما يتصدر "محققو الارباح" رئيس يوجد مستقبل يئير لبيد.
ان من شأن التحريض منفلت العقال ضد "نحطم الصمت" ان يؤدي الى نتائج مأساوية، مثلما حصل في الماضي في اعقاب حملات العنف اليمينية. في هذه الحالة سيكون دم نشطاء المنظمة على أيدي وزراء الحكومة، الذين يتنكرون للمسؤولية التي تقع على عاتقهم بحكم منصبهم، ويحرضون ضد المنظمة كآخر المعقبين على الانترنت.
مؤسف بقدر لا يقل عن سلوك الائتلاف هو صمت المعارضة وتنكرها لـ "نحطم الصمت". فباستثناء ميرتس الذي تقف الى يمين المنظمة، وتسيبي ليفني، التي شجبت تصريحات يعالون، يصمت اعضاء المعارضة في ضوء صيد الساحرات الذي يجري امامهم. ليس أعضاء "نحطم الصمت" وحدهم هم عرضة للخطر بل الديمقراطية الاسرائيلية بأسرها.