باريس: تكريم الموسيقار الفلسطيني باتريك الأعمى
كرم مجلس السفراء العرب في باريس، ومكتب الجامعة العربية، الموسيقار الفلسطيني المقيم في فرنسا باتريك الأعمى، لمناسبة يوم المغترب العربي.
كما جرى تكريم قائدة الاوركسترا الجزائرية السيدة زاهية زواوي، والشاعر والكاتب اللبناني صلاح ستيتية، والطبيب المصري علاء الغنيمي، لإسهاماتهم الحضارية وبصماتهم الواضحة في التقارب الثقافي العربي – الاوروبي عامة، والعربي الفرنسي خاصة.
وشدد سفير الجامعة العربية في باريس بطرس عساكر، على أهمية الاعتراف بجهود المغتربين العرب، خاصة الذين تركوا اثارا حضارية لا تمحى في المجتمعات المضيفة، وأسهموا كثيرا في اغناء الحركة الثقافية في بلدان الاغتراب وعملوا طويلا على تقديم صورة مغايرة عن الصورة النمطية التي يحاول الاعلام المغرض اضفاءها عن العرب وثقافتهم وحضارتهم.
وتطرق عساكر الى القضية الفلسطينية بصفتها قضية الاجماع العربي والقضية المركزية للعرب، مؤكدا أن مكتب الجامعة ومجلس السفراء العرب مجندون دوما لما فيه من مصلحة للقضية الفلسطينية، ولكل ما يمكّن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه الوطنية في تقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
بدوره، أكد وزير الثقافة الفرنسي السابق، رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لونغ، أن معهد العالم العربي والذي شكل منذ تأسيسه جسرا حضاريا وثقافيا بين فرنسا والعالم العربي، لم يكن ليستمر في أداء دوره لولا كوكبة من المبدعين العرب المقيمين في فرنسا، ولولا الاصرار على اعلاء قيمة الثقافة والحضارة كقيمة انسانية عليا تتجاوز الفروقات بين الدول والشعوب.
وشدد على اعتزاز معهد العالم العربي بتقديم الصورة الحضارية والثقافية للشعب الفلسطيني، خاصة استضافة المعهد للأيام الثقافية الفلسطينية التي جرت على مدار اكثر من شهر واختتمت منذ يومين، واحتوت على معارض وعروض افلام وندوات مختلفة.
وشكر الموسيقار الفلسطيني باتريك الاعمى سفير فلسطين في فرنسا السفير سلمان الهرفي، ومجلس السفراء العرب، ومعهد العالم العربي، والجامعة العربية، على اختياره لمنحه درع المغترب العربي، مؤكدا ان هذا التكريم هو تكريم للموسيقى خاصة وللثقافة عامة.
وقال: "الموسيقى هي التي مكنته من الاستمرار في فرنسا، رغم قسوة الظروف، ورغم اختياره للموسيقى الكلاسيكية الا أن جذوره في القدس كانت على الدوام حاضرة في أي عمل، وأن النجاحات التي حققها المغتربون الفلسطينيون في أي مكان وصلوه هي افضل برهان على الامكانيات التي يمتلكها الشعب الفلسطيني القادر على تفجيرها ابداعات في كل مجال حين يتمكن من انهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة، وأن يعيش حريته كباقي شعوب الارض".
وكان الهرفي رشح الاعمى لنيل درع المغترب العربي اعترافا بأهمية الموسيقى التي ألفها ودورها في التعريف بالشعب الفلسطيني وبجذوره الممتدة عبر آلاف السنين.
وألف الاعمى الكثير من المقطوعات الموسيقية، الا أن عمله الأهم هو "أوبرا كنعان" وهي الاوبرا الاولى المغناة باللغة العربية الفصحى، وتمتد على ثلاث ساعات بمصاحبة عشرات الآلات الموسيقية الكلاسيكية، وترتكز كلمات الأغاني على ترجمات عربية لعدد من الاساطير الكنعانية القديمة التي عثر عليها في العديد من مراكز الاشعاع الحضاري الكنعاني في الساحل الشرقي للمتوسط.