مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

حلّت الفاجعة وكان الأمل

رامي سمارة وإيهاب الريماوي

مساء الأربعاء السادس عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2015، غادر بيت شقيقته لإحضار عشاء من مطعم على مدخل مخيم قلنديا شمال القدس، وما أن وصل إلى مبتغاه حتى فاجأته قوة راجلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

عندما لمحهم، أدار مقود سيارته عائدا من حيث أتى، لكن رصيفا إسمنيتا يتوسط الطريق أعاق حركة مركبته. لم يكن يخشى هكذا موقف، فهو اعتاد أن يلتقط بكاميرته اجتياحات الجيش للمخيم، التي عادة ما تكون في ظلمة الليل، أراد فقط أن يعود إلى منزله ليحضر الكاميرا.

ترجل أحمد جحاجحة من المركبة ليتفقد ما حل بها بعد حادثة الارتطام، لم يمهله الغزاة كثيراً، عاجلوه بزخات رصاص، أصابت إحداها قلبه.

ظل مصيره معلقاً بين أيدي جنود اختطفوا جسده، علم الجميع أنه أصيب فقط، انطلق أفراد اسرته بحثا عنه في المستشفيات، تقدمتهم والدته، لكن لا أثر له.

 ساعات وورد خبر يقين: "استشهد أحمد جحاجحة". ظل جثمانه 18 يوما حبيس ثلاجات الاحتلال، إلى أن سُلم في الثالث من كانون ثاني/ يناير، ووري الثرى في مقبرة المخيم.

جريئ مقدام، تجده عند أقرب ما يكون من نقاط التماس مع جنود الاحتلال خلال المواجهات ليلتقط صورًا أوضح ما تكون لاعتداءات الجنود وبطشهم، وفي أحلك الظروف وأخطرها يكون في الميدان، قال علي جحاجحة شقيق أحمد.

"بعد نجاحه في الثانوية العامة، التحق بجامعة القدس ليدرس التجارة بطلب منا، لكنه في نهاية المطاف لحق رغبته، فذهب للكلية العصرية ليدرس الإعلام".

جحاجحة الشهيد كان على وشك التخرج نهاية  الفصل الدراسي الحالي، أتقن التقاط الصور، فأصبح رصيده منها نحو 4000، جمعها في البومات الكترونية.

نشط في الهبة الشعبية الأخيرة، وانصب اهتمامه نحو تغطية الأحداث الميدانية، عمل على فضح ادعاءات الاحتلال وجرائمه، عاد يوماً من مواجهات اندلعت على المدخل الشمالي لمدينة البيرة مصاباً بعيار معدني مغلف بالمطاطي في رأسه دون أن يعلم أحد بذلك.

قالوا لعلي: يوم جنازة الطفل أحمد شراكة في مخيم الجلزون، صعد شقيقك على عامود بارتفاع 6 أمتار وقيّد قدميه وتتدلى ليصور الشهيد مسجى في قبره.

قبل أسبوعين من استشهاده، عاد أحمد يشكو لعليّ هدوء الأوضاع، حينها أسرّ له بأن في خُلْدِه أمل بإقامة معرض لصوره التي تتناول في معظمها أوجه الفجيعة، قال له: "أريد أن أًصبح مصوراً يعرفني الناس من صوري لا من توقيعي عليها، كما أود أن أشق طريقي في مجال الإعلام لأصبح مشهوراً".

المعرض أراد أحمد أن يكون مشروع تخرجه من الكلية، كخطوة أخرى على طريق احترافية يطمح لها، واستهلها بالانضمام لفريق "مركز قلنديا الإعلامي" كأحد المؤسسين.

على مدار شهر، عمل زملاء أحمد وأصدقاؤه على تجهيز قاعة اللجنة الشعبية الكائنة قرب مدخل مخيم قلنديا، لفوا جنباتها بقماش أسود ألصق فوق ألواح من الخشب، طبعوا  120 صورة التقطها أحمد بعدسته وعلقوها على الجانبين.

في منتصف القاعة، مجسم على الأرض لخارطة فلسطين ازدانت بالشموع، وبجوارها أقيمت خيمة عنوانها "الصمود"، علقت عليها صور كافة شهداء المخيم الـ69.

وفي آخر القاعة زاوية خاصة بصور أحمد في مراحل عمره الذي توقف عند الثالثة والعشرين، على يمينها مقتنيات شخصية، كوفية، وسترة طبعت عليها كلمة "TV PRESS"، وخوذة وكمامة تقي من الغاز، وكاميرا، وبطاقة اعتماده كطالب إعلام صادرة عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إضافة إلى درع تكريم وأربع صور شخصية للشهيد.

في الحادي والعشرين من آذار/مارس أهدى أصدقاء أحمد جحاجحة والدته سارة هذا المعرض في عيد الأم، وعنونوه كما أراد "الفجيعة والأمل"، ووضعوا يافطة ترحب بالحضور كتب عليها: "لأنهم قضوا من أجل حلم شعب بأكمله وجب علينا تحقيق جزء من أحلامهم".

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024