طلبة لا نمطيون يضيئون زوايا معتمة
علاء حنتش
جلست المواطنة غزالة عيسى (60 عاما) تحاول حبس دموعها تارة وتبتسم أخرى، وهي تتأمل طالبات مدرسة سميحة خليل، وهن يتحضرن لتكريم مجموعة من أمهات الشهداء الاطفال والطلبة، لمناسبة عيد الأم بطريقة لا نمطية.
المواطنة عيسى عادت في ذاكرتها قرابة 6 أعوام لتتراءى لها ابنتها سمر رضوان، التي درست في مدرسة سميحة خليل، وكانت تتحضر لإكمال دراسة التوجيهي، لكنها استشهدت في الثاني من نيسان 2010، بعد أن دهسها مستوطن على طريق اللبن.
حفل التكريم الذي نظم في قاعة مقر التجمع الوطني لإسر شهداء فلسطين في مدينة البيرة، لم يكن نمطيا، وحمل رسالة تؤكد عمق الوعي لدى مجموعة من الطالبات أسسن شركة "لافا الطلابية"، وقررن أن تكون أمهات الشهداء الفئة المستهدفة ضمن نشاطاتها.
المدير العام للشركة الطالبة تسنيم خليف، قالت إن هذا التكريم يؤكد اهتمام أبناء شعبنا وعدم نسيانه لهؤلاء الأمهات اللواتي فقدن ابناءهن.
وأضافت: "حرصنا من خلال هذا النشاط على ايصال رسالة للشركات والقطاع الخاص بإعطاء اولوية لاسر الشهداء في برامج المسؤولية المجتمعية، وعدم تركهن فريسة للفقر".
بدوره، اعتبر الامين العام لتجمع اسر شهداء فلسطين محمد صبيحات، أن هذا النشاط يؤكد أن الجيل الحالي من الأطفال والشباب لديه من الوفاء والوعي ما لا يتصوره احد، ويؤشر على أن الهبة الشعبية عززت روح الانتماء لدى هذه الفئة العمرية تجاه الوطن واسر المناضلين خاصة امهات الشهداء.
ولفت الى أن التكريم رغم بساطة الاعداد له، الا أنه حمل رسالة عميقة للقطاع الخاص ورجال الاعمال الذين يخشى البعض منهم تقديم الدعم والاسناد لاسر الشهداء حتى لا يتم وضعه في خانة دعم "الارهاب" كما تسميه دولة الاحتلال.
وشدد صبيحات على أن الرسالة يجب أن تدفعهم للدعم اللائق لاسر الشهداء لانه واجب وطني تجاه هذه الشريحة خاصة النساء والاطفال وأسر المناضلين.
ولفتت مديرة المدرسة انعام زيدان، الى أن انخراط الطالبات في المسؤولية المجتمعية واختيار تكريم امهات الشهداء يؤكد الوعي الكبير لديهن، ويعزز انتمائهن للوطن.
من جهتها، أشارت رئيس مجلس اولياء الأمور رانيا البرغوثي، إلى وجود توجه عام عند الطالبات للأنشطة المرتبطة بتعزيز الانتماء الوطني، وهناك ميول واضحة لديهن لتكريم شريحة مناضلة قدمت اغلى ما تملك، إضافة للانخراط في حملات مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي.