أيقونات لم يعلن عنها في كنيسة المهد عمرها 1200 عام
أسامة العيسة- داخل كنيسة القديسة هيلانة، في كنيسة المهد، يمكن رؤية، مجموعة من الأيقونات الجدارية، التي اكتشفت في شهر آذار عام 2007 م، ولم يتم الإعلان عنها.
وكشفت الأيقونات خلال عمليات ترميم روتينية، في الكنيسة الصغيرة المغلقة والتي لا تفتح إلا بناء على تنسيق مسبق، ليؤدي داخلها حجاج الصلوات.
وتحتفظ الأيقونات ببهائها، منذ اكتشافها، وهي مجموعة أيقونات جدارية على مختلف أنحاء الغرفة، تحمل ميزات هذا النوع من الفن في الكنائس والذي كان أثار ضجة في حينه، وخلافا بين رجال الدين، وتولى الدفاع عن الأيقونات، الراهب يوحنا الدمشقي، الذي كان وزيرا للأمويين، وترك دمشق، إلى أحد الأديرة في برية القدس، وساهم في ترجمة الأناجيل إلى اللغة العربية، وخاض دفاعا مريرا عن فن الأيقونات، وما زالت الأدبيات التي كتبها بهذا الشأن يعاد طبعها حتى اليوم.
ويرجح ان عمر هذه الأيقونات نحو 1200 عام، وتعتبر كنيسة المهد واحدة من أقدم الكنائس في العالم، بنتها القديسة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي تبنى الديانة المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية الشرقية، وفتح ذلك حملة بناء للكنائس في الأماكن التي يُعتقد انها جرت فيها أحداث الأناجيل وتولت ذلك والدته هيلانة التي حظيت بإطلاق اسمها على هذه الكنيسة الصغيرة الموجودة في القسم المخصص للاتين في كنيسة المهد.
وكنيسة القديسة هيلانة، عبارة عن غرفة كبيرة، تظهر وكأنها جزء من منظومة الكنيسة الدفاعية، وعندما أزال العمال القصارة القديمة التي تغطي جدرانها، ظهرت اللوحات الفنية القديمة على الزوايا والجدران، والمدهش أنها كانت بحالة جيدة نسبيا، رغم تغطيتها بالقصارة في وقت لم يحدد ولسبب أيضا لم يعرف.
وبعد هذا الكشف توقف العمال عن العمل، بأوامر من إدارة البطريركية اللاتينية، وتم استدعاء خبراء من إيطاليا مختصين بالترميم، عملوا على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللوحات الفنية.
وأعادت أعمال الترميم الإيطالية، الوهج من جديد للوحات الفنية الجدارية، باستخدام مواد خاصة، في حين لم تتمكن الطواقم الإيطالية من ترميم بعض اللوحات التي لم يعد يوجد منها إلا قطعا صغيرة ومتناهية الصغر في هذا المكان أو ذاك.
وبعد انتهاء ترميم اللوحات، عاد العمال، إلى الغرفة المبنية بحجارة كبيرة، واستخدموا مواد محلية لترميم الأرضية والجدران والأبواب والآبار والشبابيك في الغرفة.
وتلاصق الغرفة قاعة ما بين العمدان وهي القاعة الرئيسة في كنيسة المهد، من جهة الشمال، ومن المرجح أنها وقسم آخر من الغرف بني في وقت لاحق من تشييد الكنيسة في القرن الرابع الميلادي، لأسباب دفاعية، حيث تعرضت الكنيسة، إلى اعتداءات خلال الحروب التي شهدتها فلسطين خلال اكثر من ألفي عام على الأقل.
ولم يكن الخطر الذي يحدق بالكنيسة يأتي من الخارج، ولكنها كانت مسرحا للخلافات بين الطوائف المسيحية المختلفة، التي حظي كل منها برعاية خاصة من دول خارجية.
ومن الغريب، انه رغم مرور كل هذه السنوات على هذا الكشف، إلا ان بطريركية اللاتين لم تعلن عنه حتى الآن.
عن الحياة الجديدة