هي فلسطين يا "هيمان"-حسن سليم
الدول لا تقاس بطول اسمها، بل بما تحمل من معنى ودلالة، ولكل من اسمه نصيب، ولهذا "كانت تسمى فلسطين، صارت تسمى فلسطين" وستظل دائما فلسطين.
"هيمان" الذي له من اسمه نصيب حيث هو هيمان بدولة "ابناء عمومته" اسرائيل، وجد في فلسطين اخيرا ضالته، ليقدم اوراق اعتماده لدولة "أبناء عمومته" لينهش في جسد العذراء فلسطين، وظنه انه يطال منها، دون ان يعلم انها مثل مريم التي تنجب دون ان يطأ فراشها رجل.
دولة "أبناء عمومته" اسرائيل، بالطبع كانت سعيدة، باصراره على احقية اليهود بأرض فلسطين، داعيا الى التحام اليهود والعرب، ليكونوا قوة الله على الارض، مال وقوة وعقول بشرية، وهو يتغنى عن جهل بفضل اليهود بتحقيق الازدهار للفلسطينيين والعرب.
"هيمان" الذي عرض فكرة الاندماج مع "اليهود" والتحالف معهم لبناء دولة قوية، وشطب خيار قيام دولة فلسطينية، لا يسعى لحل كما قال...!! وانما لا يريد غير لعق احذية ساسة دولة الاحتلال، وإن لم يكن الامر كذلك فهو لا يعبر سوى عن جهله بالسياسة، لأن حل الصراع لا يحتاج الى مجرد فكرة يطرحها "استعراضي" مهووس مشوه بفكره ونسبه، على مواقع التواصل الاجتماعي من "هاشتاغ وفيس بوك"...!!
ولا يعلم غبي السياسة هذا، ان الفلسطينيين اصحاب حق عندما يطالبون بقيام كيانهم المستقل على أرضهم، وليسوا مجرد متشردين يطلبون الاقامة في كنف دولة، ويبحثون عن الخبز وان كان مغمسا بالدم، دون حرية وكرامة، كما يقبل غيرهم، ولا يفهم "هيمان" ان الصراع هو مع الاحتلال وليس مع اليهود، حيث فلسطين ارض الرسالات والفلسطينيون ورثة الانبياء، وما فكرة الاندماج التي يتحدث عنها الا تعبير عن جهل وفقر مدقع في تاريخ الصراع والسلام المنشود.
وان كنا لا نخجل اننا شعب تحت الاحتلال، فنفتخر ان كفاحنا لم يتوقف للخلاص منه، ولا يعيرنا ان نسبة الفقر لدينا هي الأعلى، لكن منسوب الكرامة أعلى بكثير من عائدات النفط المستخرج من رمال الصحراء المتحركة.
ان العلاقات العربية العربية، وعلاقة الدم، تفرض ان تكبح دولة الامارات من ينبح من الصغار، مشوها عمق العلاقة مع الكبار، وينثر سموم الجهل.
رحم الله الشيخ زايد، الذي له في ذاكرتنا روح الاصالة العربية، وارث الحكمة، ودماثة الخلق وحسن الموقف والكلام، وله في قلوبنا المحبة والوفاء، ولهذا لا نرى لهيمان صلة بالشيخ الزعيم الحكيم، ولا علاقة له بإرثه الطيب الجليل.