الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

"قرطبة".. مسرح "للسيرك الصغير"

زهران معالي

في مدرسة نابلس المختصة في تعليم فنون السيرك، يجد كثير من الأطفال فرصة لإظهار مواهبهم. الطفلة راما أسامة النجار (9 أعوام) تواصل تدريباتها منذ عامين على الجمباز.

وقالت النجار التي تطمح بأن تصبح لاعبة جمباز عالمية، إنها تمتلك الليونة في جسدها منذ نعومة أظفارها، وانضمت لمدرسة نابلس للسيرك متحدية الصعاب؛ لتنمية موهبتها، واختارت الجمباز بعد أن خاضت عدة تدريبات على فنون السيرك الأخرى.

والدة راما، أسماء أبو صالحة أوضحت أنها لاحظت أن طفلتها عندما بلغت العامين كانت كثيرة الحركة وتتمتع بليونة عالية بجسدها، وأنها لم تغفل تنمية تلك الموهبة لديها، فواضبت على تدريبها حتى اهتدت لمدرسة نابلس للسيرك عند بلوغ ابنتها سن السابعة.

وأضافت: "موهبة راما الآن تطورت وبدأت تشارك في العروض خارج نابلس وهذا فخر لعائلتها، يجب على العائلات تنمية المواهب لدى أطفالها، فهناك الكثير من المواهب التي تبقى مطموسة نتيجة نظرة الناس لهم، يجب أن نخرج جيلا متعلما متقنا للمهارات".

الطفلة راما، واحدة من بين مائة طالب وطالبة أصغرهم تسعة أعوام، مشاركين بمدرسة نابلس للسيرك التي أسستها مجموعة "السيرك الصغير" عام 2006، وانتقلت منذ قرابة العام لمبنى مدرسة قرطبة القديمة الذي يقارب عمره اليوم 200 عام، يمارسون مهاراتهم في فنون السيرك المختلفة أبرزها "الجمباز، "الجاكلنز" اللعب بالكرات، واللعب بالحلقات، و"يوني سايكل" دراجة هوائية ذات عجلة واحدة، والمشي على الركائز، التهريج ومسرح الكوميديا، ألعاب هوائية وألعاب خفة.

منذ عام التحق الطفل أمير السلعوس (13 عاما) بمدرسة السيرك بعد أن علم بوجودها عن طريق صديقه، قال: "أريد الاستمرار بممارسة مهاراتي في لعبة الطابات الثلاث المعروفة بـ"الديابلو".

وأضاف أنه شارك في العديد من العروض والنشاطات، ودائما كان يلحظ نظرة الناس، الذين اعتادوا على مشاهدة عروض السيرك على شاشات التلفاز، مؤكدا أن انضمامه لمدرسة السيرك جعله أكثر ثقة بنفسه.

ويشرف على التدريبات في مدرسة نابلس للسيرك عدد من المختصين الذين تلقوا تدريبات فيها منذ بداية تأسيسها، بينهم المدرب خالد أبو رزق (23 عاما)، الذي أوضح أنه التحق بالمدرسة قبل 11 عاما، ويعمل فيها منذ عام 2011 مدربا للعبة الجمباز.

بدوره، قال مدير المدرسة محمود المصري لـ"وفا"، إن فكرة السيرك بدأت بمجموعة شبابية عام 1999، حولوا الطرائف والنكات الشعبية المتداولة إلى "اسكتشات" مسرحية، مرتدين لبس التهريج وبدأوا مسيرتهم في شوارع نابلس وأزقة بلدتها القديمة.

وأضاف، إن عام 2004 كان نقطة تحول في الإبداع لدى مجموعة "السيرك الصغير"، بعد قدوم مجموعة سيرك ألمانية متخصصة بتعليم الأطفال، تضم عشرة مدربين، قدمت العديد من ورشات العمل والتدريبات على فنون السيرك المختلفة في نابلس.

وأوضح المصري أن مجموعة "السيرك الصغير"، التي تتكون من سبعة شبان تربطهم الصداقة، واصلت تدريباتها وبدأت بتعليم أطفال المدينة بعد تأسيس مدرسة نابلس للسيرك عام 2006، على فنون السيرك بخبراتهم التي تلقوها من الألمان، إضافة لاجتهاداتهم وتدريباتهم الذاتية.

وأشار إلى أنهم استأجروا مدرسة قرطبة التاريخية من آل عبد الهادي، واستغرق ترميم المبنى 4 أشهر، وذلك لاتساع قاعاته وارتفاعاتها وسعة المساحة فيها لتناسب كافة الفنون.

وبيّن المصري أن المدرسة تهدف لبث الفرح والسعادة لمن يشاهد العروض، وبناء شخصيات جديدة في المجتمع وإكسابهم مهارات وزيادة ثقة الطلاب بأنفسهم، وتحسن طرق التعبير عن احتياجاتهم، وإيصال رسالة للعالم بأن الفلسطيني يحب الحياة.

وتعتبر فنون السيرك من الفنون الغريبة على المجتمع الفلسطيني، إلا مدرسة نابلس للسيرك استطاعت خلق نموذج جديد من فن السيرك، وذلك من خلال دمج الفن الشعبي والدبكة الشعبية بالفنون الأدائية بالسيرك، حيث كان أول عرض للمدرسة في ألمانيا حيث دمج المشاركون الدبكة الشعبية بالجمباز، وفق المصري.

وتتكون أقسام المدرسة من "قسم الجمباز والأكروبات، الحركات الأرضية، الدحرجة، والوقوف على الأيدي، وألعاب التوازن، والسير على الكرات البلاستكية، إضافة لقاعة خاصة بالتدريبات الهوائية، وقاعة خاصة بـ"اللعب بالكرات"، وغرفة لتطوير المعدات والتخطيط للعروض، وساحات للتدريب ومسرح لعروض الأداء".

وأضاف المصري أن المدرسة شاركت بالعديد من العروض في مختلف محافظات الضفة الغربية، وتستهدف مناطق "ج"، كما أشرفت على تدريب مجموعة سيرك في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.

وعلى المستوى العالمي، أوضح أن مجموعة "السيرك الصغير" شاركت في عدة مهرجانات للسيرك في عدة دول أوروبية بينها ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، ونفذت جولة من العروض في كافة المدن الدنماركية.

ونوه المصري إلى الصعوبات التي تواجه مدرسة السيرك وأهمها الدعم المادي، حيث لا تتلقى سوى 35 شيقلا شهريا رسوما رمزية من الطلبة المشاركين، وتعتمد على المساعدات الخارجية في ظل نقص المعدات والآلات للتدريب.

ودعا الجهات المختصة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة بدعم قطاع السيرك، وقال: "لسنا كرة قدم ولا سلة حتى يتم دعمنا، الشباب غير محصورين بكرة القدم والسلة، هناك فنون إبداعية أخرى يجب دعمها".

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024