فيديو: وبمشاركة اسرى محررين- القصبغلي يغني للوحدة الفلسطينية في عرض البحر
"وحدة يا شعب، والله طريقنا مر وصعب، إيد مع إيد وقلب على قلب، يجمع بين قلوبنا الحب، ونزرع بين الأمة الحب، ولما نكون أخوة وأحباب، على الحلوة والمرة صحاب، نبني وطنا ونفتح باب، وصفحة جديدة لكل الشعب".
هذه الكلمات غناها الفنان الفلسطيني زياد القصبغلي خلال مشاركته في رحلة بحرية للأسرى المحررين ضمن صفقة " وفاء الأحرار" والتي نظمتها جمعية الأسرى والمحررين " حسام" في عرض بحر مدينة غزة، لإدخال الفرحة في قلوب المحررين.
ويقول القصبغلي لمراسل قدس نت "سلطان ناصر" إن هذه الكلمات من أغنيته الجديدة خصصت للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي أتعب الفلسطينيين وزاد همومهم، متمنياً أن يكون لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بداية لإنهاء هذا الملف الصعب.
" زهرة المدائن"...
ويوضح القصبغلي أنه عندما وصلته الدعوة من قبل الجمعية بأن يشارك بالغناء للأسرى المحررين َشعر هو وزملائه في فرقة " زهرة المدائن" بسعادة وفرح شديد، قائلاً :" بكل صراحة عندما وجهت الدعوة لنا أن نغنى كنت سعيد جداً بأن أشاهد الأسرى المحررين وأعيش معهم سعادة التحرير الجملية:"
ويتابع :" وأغني لهم وندخل في قلوبهم البهجة والسرور ونشعرهم أننا أهل وأصحاب وقضية واحدة، وكنا عندما كانوا خلف القضبان نغنى لهم ونتمنى أن يكونوا بيننا وبين أهليهم، وهذه فرصة أننا موجدين وسط بحر قطاع غزة عنوان الحرية أن نغنى لهم".
ويؤكداً الفنان الفلسطيني على أن الأسرى عنواناً من عناوين القضية الفلسطينية، وأن غزة والضفة وطن واحد لا يمكن تفريقه، قائلاً :" كل إنسان في غزة والضفة والشتات يتمني اللحظة التي تتم فيها المصالحة ونكون يد وهدف ومقاومة واحدة مسئول واحد وهذا لا يكرهه أحد " .
أنا لن أعيش مشردا ...
وغني القصبغلي مجموعة من الأغاني الوطنية الفلسطينية وخاصة التي تتعلق بالأسرى وأهدى الأسرى المحررين والموجدين حلف قضبان السجن والشعب الفلسطيني أغنية "أنا لن أعيش مشردا، أنا لن أظل مقيدا، أنا لي غد وغداً سأزحف ثائراً متمردا، أنا لن أخاف من الـ ... أنا لن أعيش مشردا", من كلمات الشاعر الفلسطيني هارون هاشم يحيى .
ويؤكد القصبغلي على أن هناك علاقة قوية بين الغناء الوطني والفن المقاوم والإنسان الفلسطيني الذي يحب وطنه وأنه يغنى إلى الذين قاوموا الاحتلال الإسرائيلي ودخلوا السجن من أجل القضية الفلسطينية، وقدموا أنفسهم من أجل أن نكون أحراراً .
نصف أعمارهم ...
ويعبر الفنان الفلسطيني محمد غبن عازف "آلة الكمان" والذي شارك القصبغلى الغناء عن سعادته بوجوده بين الأسرى المحررين الذين أمضوا في السجون الإسرائيلي أكثر من نصف أعمارهم، قائلاً :" هذا أقل ما يمكن أن نقدمه كفنانين فلسطينيين لهؤلاء الأبطال الذين دفعوا ضريبة حبهم لوطنهم من سنوات عمرهم".
وبدوره يشير الفنان ماهر الجمالي " عازف رق" إلى أنه يتمنى أن تكتمل فرحة اليوم بوجوده مع الأسرى المحررين، بأن يتم الاتفاق بين الرئيس ومشعل خلال لقائهم في القاهرة، ويكون أول المغنيين فرحة بالمصالحة، مبيناً أنه يأمل أن يكون أيضا أول المغنيين نصراً بخروج كافة الأسرى من سجون الاحتلال الظالم.
ومن جانبه يرى الفنان محمد الرشيدي أن الفن هو رسالة الشعوب ورسالة الأسير والمناضل، ورسالته اليوم هي محاولة إدخال جزء بسيط من الفرحة في قلوب الأسرى المحررين، مشيراً أنهم دائما يغنون للأسرى سواء في داخل السجون أو خارجها، قائلاً :" هم جزء من حياتنا كفنانين فلسطينيين وقضية شعب كامل".
نقود لا يعرفها...
ومن جهته عبر الأسير المحرر نافذ أحمد حرز عن سعادته وفرحته بالرحلة البحرية، قائلاً :" منذ 26 عاماً لم أشاهد وألمس مياه بحر غزة"، موضحاً أنه أعتقل عام 1985 على إثر اتهامه بأعمال ضد الجيش الإسرائيلي وحكم بالمؤبد وأمضي 26 عاماً داخل السجون الإسرائيلية وتنقل فيها من سجن لأخر.
ويستذكر حرز أنه عندما تحرر من السجن أعطته الإسرائيلية المسئولة عن الأمانات مجموعة من النقود كانت أمانات له قبل 26 عاماً تقدر في الوقت الحالي بقيمة (3 شكيل) وأنه عندما كان في السجن لم يتعامل بالنقود ولا يعلم إذا كانت قديمة أو جديدة.
30 حفيد أولهم...
ويقول حرز إنه قرر عندما نقل من معبر كرم أبو سالم إلى المعبر مصري، أن يعطي هذه النقود لأول حفيد له يقابله، إلا أن ابنه محمد تمكن من الوصول إلى الجانب المصري وكنا محاطين بالأمن ويمنعون الاقتراب منا فشاهدني وتوجه نحوي وتعاطف الأمن المصري مع المشهد وسمح له بالوصول عندي.
ويوضح أنه لأول مرة يعانق فيها ابنه محمد منذ 26 عاماً لأنه كان ممنوع من الزيارة أمنياً، قائلاً :" أعطيت ابني محمد النقود وقلت له أنت يا بابا أول واحد تأخذ مني مصروف فرد عليه (محمد) " بالفعل أنا أول واحد أخذت منك مصروف بحاتي وسأحتفظ به لأنه نقود قديمة".، مشيراً إلى أنه عندما علم اخوان محمد في البيت بموضوع النقود طلبوا منه أن يقاسمهم فيه، ولكنه رفض إعطائهم أي شيء لأنه من والده.
رسائل للوحدة ...
ووجه حرز في ختام حديثه رسالة للرئيس عباس وخالد مشعل قال فيها:" أدعو الجميع من منطلق المصلحة العامة ومصلحة القضية الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية لأنها ضرورة وهي تجسد للقوة ومواصلة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي فإذا أردنا أن نحرر الوطن يجب أن نكون موحدين".
ويتابع :" لا نستطيع أن نتقدم خطوة واحدة في تحرير فلسطين، طالما الانقسام موجود، فنحن مدعون إلى العمل على تكريس الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والفصائل الفلسطيني وأن يكون هناك تسامح من الجميع .
رسم الابتسامة...
ويبين موفق حميد مدير العلاقات العامة في جمعية الأسرى والمحررين " حسام" أنهم قاموا بهذه الرحلة بغرض رسم الابتسامة على وجوه الأسرى المحررين من داخل السجون، حيث يوجد عدد كبير منهم لم يرى البحر منذ عقود من العمر وكانوا يحلموا بذلك.
ويوضح أنهم أردوا إعادة للأسرى المحررين ذاكرتهم بالبحر لأنه بالنسبة لهم رمز الحرية، حيث كان الأسير دائما يرسم البحر داخل السجن ويهديه لأبنائه وزوجته، فأردوا أن يكون ذلك حقيقة بالنسبة للمحررين، مشيراً إلى أن هذه الفعالية جزء من سلسلة الفعاليات التي تقيمها الجمعة تضامناً من الأسرى المحررين ومع الأسرى الذين لا زالوا خلف القضبان.
ويدعو حميد الرئيس محمود عباس ووزير الأسرى عيسى قراقع، وكافة الفصائل بضرورة العمل على توفير حياة كريمة للمحررين وتأمين لهم راتب شهري يمكنهم من ممارسة حياتهم بشكلها الطبيعي إلى جانب توفير شقق سكنية لهم.