الأونروا : مواهب وإبداع غزة يظهر من خلال فعاليات فنية دورية
زار مدير عمليات الأونروا في غزة السيد بو شاك معرض "منتجات نسائنا" المنظم من قبل مركز شؤون المرأة في منتجع الشاليهات في مدينة غزة، وتأتي زيارته ضمن نشاطات التواصل مع المجتمع في قطاع غزة، وقد شمل المعرض على مجموعة متنوعة من المنتجاتالجميلة والأنيقة يدوية الصنع وكذلك بعض الأغذية من طهي وتحضير النساء حيث يهدف المعرض إلى زيادة فرصهن في الوصول إلى السوق المحلي.
وقالت هدى أبو عودة البالغة من العمر 36 عام والتي تعيش مع عائلة مكونة من 9 أفراد في بيت صغير في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة: "لقد تعلمت التطريز عندما كنت طالبة في مدارس الأونروا وأحببته، ثم بدأت في تعليم أختي، وبعد فترة بدأنا التعاون وبيع منتجاتنا في المجتمع"، وأضافت هدى مفتخرة "أريد أن أثبت للجميع أنه بالرغم من الإعاقة لدي المقدرة لأن أكون ناجحة". ومنذ أن بدأت هدى في بيع منتجاتها، قامت بتوسيع مشروعها الصغير ليشمل اليوم عشرة نساء أخريات مساهمات في المشروع، من ضمنهن أربعة نساء لديهن أيضاً إعاقة، حيث أصبحت هدى وأختها المعيلان الرئيسيان لعائلتهن.
وفي نفس اليوم وفي مكان آخر من غزة، احتفل الأخوين ديما وحمدي شعشاعة في افتتاح مشغلهم/معرضهم الذي أطلقوا عليه اسم "تذكار".وقالت ديما في تعليقها على افتتاح معرضها: "في غزة، لا يوجد فقط مكان للصراع والفقر فقط، ولكن يوجد مجال للإبداع أيضاً"، وقد جذب الإفتتاح عشرات الغزيين لزيارة ورؤية منتجاتهم بما فيهم مدير عمليات الأونروا والذي يولي اهتمام كبير لمشاريع العمل والمبادرات التي يشرف عليها الشباب.
وقال حمدي شعشاعة البالغ من العمر 28 عام في تعليقه على الوضع الاقتصادي في غزة: "إن الشباب في غزة يعانون من البطالة، وبالنسبة لي كان الحل للتغلب على ذلك من خلال الإبداع، معظم الناس لديهم هوايات أو مواهب، وبالتالي عليهم أن يخرجوا ذلك إلى التطبيق".
يعتبر قطاع غزة واحد من أعلى الأماكن في العالم الذي يرتفع فيه معدل البطالة، وخصوصاً بين أوساط الشباب، فبحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، وقف معدل البطالة العام في الربع الثالث من عام 2015 عند نسبة 62.95% للشباب، بينما وقفت النسبة للشابات عند 84.2%.
وأضافت ديما أيضاً والتي تبلغ من العمر 26 عام: "إنني آمل أن نكون مثالاً إيجابياً للشباب هنا، أريد أن تصل قصة نجاحنا إلى الجميع وأريد أن أقول بأن كل واحد لديه المقدرة إذا ما آمن بنفسه أو آمنت بنفسها".
مثل جميع الفنانين، يأمل حمدي وديما بأن الحصار سيرفع عن غزة يوماً وسيتمكنوا من عرض منتجاتهم خارج قطاع غزة وأن يصلوا إلى أسواق عالمية، وأن يُظهروا للعالم بأن الشباب في غزة لديهم الإمكانات ليكونوا موهوبين ومبدعين، حيث ما زال الأمل يحدوهم بمستقبل أفضل.
يحاول معرض الفنون "شبابيك" بشكل إبداعي التغلب على الحصار والقيود المشددة على الحركة من خلال منح الناس نافذة على العالم المختلف من حولهم عبر الفنون والصور، حيث قال شريف سرحان وهو أحد مؤسسي المعرض: "هدفنا أن نمنح الناس هنا الفرصة ليروا العالم المختلف من حولهم، وليحظوا بتجربة مختلفة من خلال الفنون والصور"، ففي 16 مارس افتتح معرض "شبابيك" أبوابه لمعرض صور تحت عنوان "بالقرب من هنا"، وعرض فيه صور لحوالي 18 مصور شاب يعيشون في 10 دول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ومن خلال صورهم، قدم المصورون صور عن أماكن وأشخاص مختلفين إلتقطت لهم في أماكن سكنهم في تونس والجزائر والقاهرة وعمان وإربيل والخرطوم ورام الله مثل صور عمّال النظافة، ومنتزهات ترفيهية مهجورة أو صور لأطفال لاجئين في المخيمات.
وقد جذب المعرض الكثير من الفئات العمرية سواء من الذكور أو الإناث وخبراء في مجال التصوير أو أشخاص عاديين، حيث أضاف شريف سرحان "عندما بدأنا العمل في معرض "شبابيك" في عام 2009، كان عدد المشاركين في افتتاحيات المعارض في ذلك الوقت ما بين 20 إلى 25، واليوم حوالي 250 شارك في حفل الافتتاح، وأحياناً يزيد الحضور عن عدد 250، حيث يزداد اهتمام الناس في غزة بالثقافة بشكل عام وليس بالثقافة الفلسطينية فقط".
وفي اليوم التالي، وفي مكانٍ آخر من مدينة غزة، لم يستمتع الزبائن في مطعم اللايت هاوس الشهير بمنظر البحر الجميل فقط بل إطلعوا أيضاً على المشغولات المطرزة يدوية الصنع والتي تنوعت ما بين شالات الرأس ومحافظ ومرايا مزينة بإطارات مطرزة وحقائب يدوية مطرزة، والتي عرضت في معرض تحت إشراف شيرين الريس البالغة من العمر 36 عام إلى جانب والدتها البالغة من العمر 60 عام.
وقالت شيرين في تعقيبها على تنظيمها لمعرضها: "يتوجب على كل واحد لديه فكرة أن يسعى إلى تنفيذها وتطبيقها، وكل ما يحتاجه هو أن يبدأ في الخطوة الأولى وأن يتجاهل أي معيقات محتملة والتي قد تحول بينه وبين تنفيذ فكرته"، وقد أكدت أنه بالرغم من الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيين في غزة، فإنه ما زال يوجد جوانب إيجابية وأفكار من الممكن أن تساعد الناس في التغلب على أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
وبالنسبة للكثير من الغزيين وخصوصاً الشباب، فإن الفنون والإبداع ليسوا فقط هواية ولكن حاجة وضرورة ومخرج من دوامات البطالة والفقر والإحباط وفقدان الأمل.