أطلس فلسطين يعيد الأسماء "المسلوبة" إلى أصحابها
معن الريماوي
في جلسته التي عقدت في الثاني والعشرين من آذار الجاري، صادق مجلس الوزراء على توصيات اللجنة الوطنية للأسماء الجغرافية، باعتماد تسمية "أطلس دولة فلسطين للأسماء الجغرافية".
الأطلس عبارة عن كتاب تُدون فيه أسماء المدن والقرى والبلدات والمعالم التاريخية والتراثية الفلسطينية، بهدف حمايتها من التهويد والتحريف التي يحاول الاحتلال تمريرها، حتى بات الكثير من المواطنين يطلقون تسميات إسرائيلية في تعريفهم للمناطق الجغرافية الفلسطينية.
وكيل وزارة الحكم المحلي محمد جبارين قال: إن أطلس دولة فلسطين يقوم على أساس توثيق الأسماء الجغرافية حتى تبقى في ذاكرة أجيال الشعب الفلسطيني المتعاقبة، خاصة وأن المستوطنات تحاول سرقة بعض الأسماء.
وأضاف، سنشارك في مؤتمر بانكوك في نهاية شهر نيسان ليتم عرضه على الأمم المتحدة، وسنقوم بتوثيقه وتسجيله بشكل رسمي، حتى تبقى أسماء معالمنا ومدننا وقرانا عربية خالصة، ويجري العمل الآن على طباعة هذا الأطلس. وأكد على ضرورة الحفاظ على مسمياتنا الفلسطينية وتوثيقها، كونها غير مستحدثة، فهي موجودة من قبل العهد العثماني.
من جانبه، بين مدير دائرة المساحة ونظم المعلومات جهاد ربايعة، أن مجلس الوزراء شكل قبل خمس سنوات لجنة وطنية مكونة من أكاديميين وشخصيات قيادية، بهدف رصد الأسماء الجغرافية التاريخية من معالمنا وتجمعاتنا، كذلك أسماء الكهوف، والجبال وحصرها وتحديد مكانها.
"انتهت هذه اللجنة منذ سنة من رصد هذه الأسماء، حيث تم مراجعتها وتدقيقها لفظاً من قبل الهيئات المحلية، حيث تم الرجوع الى شخصيات اعتبارية في التجمعات السكانية، وتم تمييز إذا كان الاسم دخيل أم لا". قال ربايعة.
وأشار الى أنه يجري العمل على توثيق الأسماء على " أطلس دولة فلسطين" . ومن المقرر أن تقدم هذه المسودة للأمم المتحدة في مؤتمر تايلند في نهاية الشهر القادم.
" تعتبر هذه الخطوة مهمة في سبيل معرفة كافة المعالم التاريخية المهمة التي بقيت آلاف السنين دون معرفة أسمائها أو أية تفاصيل عنها، بالتالي فإن توثيق مثل هذه الأسماء من شأنه نشر ومعرفة حضارتنا التاريخية المليئة بالتراث والمعالم الأثرية". قال أستاذ الجغرافيا في جامعة بيرزيت عبد الله المناصرة.
وأضاف "هناك بعض المعالم التاريخية التي تم تسميتها بمسميات يهودية، وعلى سبيل المثال يتداول الناس مصطلح جبل أصدم بحرف الصاد، بدل السين، والأول هو مصطلح يهودي، إضافة إلى استخدام مصطلحات غريبة على المناطق الفلسطينية".
من جانبه، قال أستاذ الجغرافيا في جامعة بيرزيت وعضو في اللجنة كمال عبد الفتاح، إن الحركة الصهيونية منذ تأسيسها في العشرينات من القرن الماضي، عملت على إنشاء لجنة يهودية لجمع مسميات "أرض إسرائيل"، وربطت هذه اللجنة الممثلة عن الوزارات، وخبراء التسميات والجغرافيا، بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هذه اللجنة تقوم بعمليات التهويد وتحريف الأسماء وابتكار أسماءٍ إسرائيلية، حيث تعطى أسم عبري مباشرة على كل مستوطنة أو جسر أنشئ حديثاً. وتقوم بتوثيق الاسم في جرائدهم الرسمية.
وتابع" في المقابل، قامت رئاسة الوزراء بعمل مماثل، حيث أصدرت في الآونة الأخيرة قراراً بإنشاء لجنة وطنية خاصة بالمسميات الجغرافية. وعملها الأساسي يتمثل في محاولة جمع المسميات للمواقع الجغرافية الفلسطينية، والتي يقدر عددها ب 80 ألف مسمىً جغرافي. إضافة إلى تدقيقها وجدولتها مستقبلاً".
وقال إن فلسطين أرض الحضارات والمعالم التاريخية، وهذه الأسماء هي جزءٌ من تراثنا الوطني وهذه المسميات كنعانية.
وأشار إلى وجود أطلس فلسطين قديماً، تم نشره في لندن، حيث جمع فيه الطاقم المشرف ما يقارب 32 ألف اسم مكتوب باللغة العربية والإنجليزية.
وشدد على ضرورة الاهتمام من قبل كبار السن الذين لديهم معرفة بأسماء أماكن أو معالم قديمة غير معروفة، ليتم تداولها وتسجيلها بشكل رسمي.
توصيل الرسالة والمعرفة للجيل الحالي بكل ما يتصل بوطنهم فلسطين، من تاريخ ومعالم حضارة استمرت آلاف السنين، حيث أن لكل دولة أطلسها ومعالمها الموثقة، لذا كان الاهتمام بأن يصل هذا الأطلس الى كافة الفئات.
لترجع "ايلات" الى أصل اسمها أم الرشراش، و"نتانيا" الى أم خالد، وغيرها من المناطق كان لا بد من العمل والجهد المستمر من أجل إعادة تداولها من جديد.