الجزائر ليست بعيدة عن شهدائنا
يامن نوباني
لأن للشهداء أكثر من جنسية، وأكثر من وطن، تستعد ساحة رياض الفتح "مقام الشهيد"، في الجزائر العاصمة، يوم 16 نيسان المقبل، والذي يصادف في الجزائر يوم العلم، تخليدا للعلامة الراحل عبد الحميد ابن باديس، لإحياء أطول سلسلة قارئة في الجزائر "سلسلة البهاء"، وهو اليوم الذي يصادف أيضًا في فلسطين ذكرى استشهاد خليل الوزير "أبو جهاد"، في العام 1988 في تونس.
صاحبة الفكرة، الشابة الجزائرية ريم صبحي، تقول: خرجت فكرة نقل سلسلة القراءة إلى الجزائر من بلدة جبل المكبر في القدس، عبر الصديقة براء شقيرات، التي حدثتني حول امكانية تنظيم فعالية السلسلة إلى ما بعد حدود فلسطين، وخاصة الجزائر، فوافقت في نفس اللحظة، وشرعت العمل بها الكترونيا، ونشرها، بهدف حشد أكبر عدد من القراء والمشاركين والداعمين.
وتضيف، اتسعت الفكرة، ودخلت معنا شابة ثالثة وهي هنادي بن بلخير، طرحنا عدة أفكار، وناقشنا كيفية تسيير المبادرة، ووضعنا تصورًا لإتمام التحضيرات، والتي كان من نتائجها، تصوير فيديو قصير حول السلسلة، وطباعة شعار السلسلة على ملابس توزع في يومها، حيث ساهم الشاب بشير خراز في مساعدتنا على تصميم الشعار، والذي حمل شعار "من الجزائر نتغنى حبا وننفجر عشقا لفلسطين"، إضافة الى مساهمة إعلامية من قبل الصحفي مصطفى زياتين، كما وعدت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي بدعم الفكرة.
كما أكدت، أن المجموعة تسعى للتنسيق مع مدير الديوان في تلك المنطقة، لتكون الفعالية قانونية، ولحفظ الأمن، حتى لا يتم استغلال تجمهر كهذا في أغراض أخرى من قبل فئات معينة.
وفيما يخص التأثر بالسلسلة التي خرجت من القدس، في آذار 2014، على يد الشهيد بهاء عليان، قالت صبحي: ببساطة بهاء أتى بفكرة عظيمة، ونحن كشباب عربي لا نريد لهذه الفكرة أن تموت، نستكمل حلمه، وننهض بواقع القراءة في أمتنا، ولم لا تكون السلسة عالمية، ما دامت تحمل معنى سامٍ وفكرة شهيد.
براءة شقيرات، صاحبة طرح الفكرة على ريم صبحي والجزائر، قالت أنها تعمل ضمن مجموعة تحت اسم بصمات شبابية، والتي تهدف الى توطيد وتوحيد الأفكار في فلسطين والوطن العربي، وان التواصل مع مجموعات شبابية في الجزائر لإقامة سلسلة القراءة كان ايجابيا ورائعا، حيث رحب الشباب الجزائري بالفكرة وعبر عن سعادته واستعداده للعمل وانجاح السلسلة.
سلسلة بهاء للقراءة، انتقلت من محافظة فلسطينية إلى أخرى، بفضل جيل شاب قارئ، ومتشوق لإعادة الهيبة للكتاب، فكان مركزها الجامعات، فيما تستعد مناطق جغرافية وكليات تعليمية ومدارس وفعاليات ومراكز ثقافية، لتفعيل الفكرة وتجسيدها على الأرض بقوة.
وحدهم الشهداء يملكون حق التنقل إلى كل العالم، دون تأشيرة، ودون أن يستوقفهم أحد، أو يعيدهم من حيث أتوا، ينتشرون في الأجواء ويمتلكون الهواء، بعد أن بدلوا عناوينهم من الأرض إلى السماء. قبل أشهر قليلة نظمت الجامعة الهاشمية في الاردن سلسلة قراءة مشابهة، كما تستعد الاردن بعد أيام لتنظيم سلسة أخرى.
يُشار إلى أن ساحة رياض الفتح "مقام الشهيد"، حيث تقام الفعالية المركزية لسلسة القراءة في الجزائر، هو نصب يخلد شهداء الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة وهي من بنات أفكار الرئيس الراحل هواري بومدين ولكنه بني في عهد الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، في سنة 1982 بمناسبة إحياء الذكرى العشرون لاستقلال الجزائر.