الأشواك والأعشاب البرية تغزو أراضي بيت حانون
زكريا المدهون
منذ توقف العدوان الإسرائيلي صيف العام 2014، لا يزال المزارع محمد الكفارنة من بلدة بيت حانون الحدودية أقصى شمال قطاع غزة، محروما من الوصول الى أرضه الزراعية لاستصلاحها وفلاحتها من جديد.
تبعد أرض الكفارنة (69 عاما) عن الحدود الشرقية لبيت حانون حوالي 300 متر، وبالتالي تدخل ضمن ما تسميه قوات الاحتلال الإسرائيلي (المنطقة العازلة) التي يحظر على الفلسطينيين الوصول اليها شمال وشرق قطاع غزة المحاصر.
بالنسبة للمسن الكفارنة كانت بيارات البرتقال والليمون واللوز المزروعة على مساحة خمسة دونمات "جنة الله على أرضه"، لكن هذه الجنة تحولت الى "صحراء قاحلة"، بسبب أعمال التجريف والتدمير الإسرائيلية خلال العدوان الأخير، والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم.
ويضيف الكفارنة أن قوات الاحتلال المتمركزة على المناطق الحدودية تطلق النار على المزارعين الذين يحاولون الوصول الى أراضيهم لاستصلاحها، مشيرا الى أن أرضه تعتبر مصدر رزق أسرته الوحيد.
وتفرض قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ عدة سنوات منطقة أمنية عازلة على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع تمتد لحوالي 500 متر، وتزيد في أوقات أخرى حسب مزاج الجندي الاسرائيلي.
وبفعل المنع الاسرائيلي تكبد المزارع الكفارنة خسائر فادحة في ظل الأوضاع المادية الصعبة التي يمر بها.
وتعرض قطاع غزة لثلاث حروب في أعوام 2008 و2012 و 2014 ألحقت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
تشكل "المنطقة العازلة" 25% من مساحة الأرض الزراعية في قطاع غزة كما يوضح منسق الشبكة المحلية لدعم المزارعين صابر الزعانين.
وأكد الزعانين لـ"وفا"، أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تستولي على تلك المنطقة بسبب احتفاظها بالخزان الجوفي للمياه التي تقوم بسرقتها.
في حين بلغت خسائر المزارع علي حمد 250 ألف دولار أميركي بعد تجريف قوات الاحتلال الاسرائيلي لأرضه خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة.
وتعمدت قوات الاحتلال خلال ذلك العدوان تدمير القطاع الزراعي من خلال قصف وتدمير آلاف الدونمات الزراعية وآبار المياه، والذي تقدر خسائره بملايين الدولارات.
ولا يزال حمد وأسرته محرومين من الوصول لأرضهم الزراعية التي تقع ضمن منطقة الاحتلال العازلة والتي تبعد عن الحدود 700 متر.
يقول حمد (70 عاما): "إن أرضه تبلغ مساحتها 18 دونما كانت مزروعة بالزيتون والحمضيات بأنواعها والخضروات، لكن اليوم لا تنبت فيها الا الأشواك والأعشاب البرية".
ويتابع: "أحاول بين الفينة والأخرى رفقة أبنائي الوصول الى أرضنا وزيارتها وسط مخاطر كبيرة"، لافتا الى تعرضهم لإطلاق نار في عديد المرات، مؤكدا تمسكه بأرضه والصمود في وجه المحاولات الإسرائيلية.
وتعد بيت حانون من أشهر مناطق قطاع غزة بزراعة الحمضيات، لأن أرضها خصبة جدا كما يوضح الزعانين الذي يقطن البلدة، وكانت في الماضي القريب قبلة لسكان القطاع بسبب بساتينها الخضراء وهوائها العليل.
وعن مكانة البلدة الاقتصادية، يقول الناشط الزعانين لـ"وفا": "في موسم قطاف الحمضيات كانت تتوفر ألف فرصة عمل لمواطنين من خارج بيت حانون، إضافة الى مالكي البيارات".
ويعاني الشريط الساحلي الضيق من أوضاع اقتصادية متردية منذ حوالي عشرة أعوام بسبب الحصار الاسرائيلي، حيث تبلغ نسبة البطالة أكثر من 40% بعد وصول عدد العاطلين لحوالي ربع مليون شخص.
ويؤكد الزعانين أن قوات الاحتلال بقوة السلاح تمنع المزارعين من استصلاح أراضيهم الزراعية أو حتى الوصول اليها، متوقعا أن يتعرض المزارعون للمضايقات الإسرائيلية خلال موسم الحصاد في الأول من أيار المقبل.
وتمنع قوات الاحتلال الفلسطينيين من استصلاح وزراعة "المستوطنات المخلاة" شمال القطاع لمسافة تصل 3 كيلومترات كما يشير الزعانين، وتشترط ألا يزيد ارتفاع المزروعات عن 80 سم في المناطق الحدودية.