خلال لقائه عددا من نواب التشريعي ... رئيس البرلمان المالطي: ترأس بلادي للاتحاد الأوروبي سيعزز التعاون مع الجانب الفلسطيني
- مقرر لجنة الهجرة واللاجئين في "مجلس أوروبا" في فلسطين لإعداد تقرير حول الأزمة الإنسانية في غزة
قال رئيس البرلمان المالطي أنجلو فروجية إن بلاده ستترأس الاتحاد الأوروبي لمدة ستى أشهر في الفترة المقبلة، وهذه فرصة لتطوير أفق وسبل التعاون بين الجانبين الفلسطيني والطلياني لإبراز الدبلوماسية البرلمانية بشكل أكبر.
وأضاف فروجية الذي يزور فلسطين، خلال لقائه عددا من أعضاء المجلس التشريعي، أنه خلال ترأس بلاده للاتحاد الأوروبي سيسعى لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية أمام البرلمانات الدولية الأخرى والذي من شأنه أن يحث حكومات الدول الأوروبية التي لم تعترف بدولة فلسطين لغاية الآن أن تعترف بها، إضافة إلى حث المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للضغط باتجاه تحقيق السلام.
وطرح رئيس البرلمان المالطي رغبة بلاده بتشكيل لجنة مشتركة، ضمن مجموعة عمل ما بين الجانبين المالطي والفلسطيني على غرار جمعية صداقة برلمانية متفرعة النشاطات، لتبدأ بالسعي لبذل الجهود الحثيثة لإيجاد الحلول لمشكلة المياه في فلسطين ومن ثم الانتقال إلى الميادين الأخرى التي تهدف لتحقيق السلام.
وأوضح أن هذه الزيارة جاءت بهدف تعميق أسس وآفاق التعاون بين الجانبين، إضافة إلى السعي قدما لتعزيز دور البرلمان المالطي في إحياء عملية السلام من خلال هذه المبادرة.
وشارك في اللقاء أعضاء المجلس التشريعي، رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، وفيصل أبو شهلا، وقيس عبد الكريم، وعيسى قراقع، ونجاة الأسطل، وأمين عام المجلس التشريعي إبراهيم خريشه.
ووضع أعضاء المجلس التشريعي الوفد الضيف بصورة الأوضاع في فلسطين، وما تنتهجه حكومة الاحتلال من إجراءات تعسفية وقمعية بحق شعبنا، بما فيها أعضاء المجلس التشريعي، والعقبات التي تعترض سير العمل في المجلس والمتمثلة في الاعتقالات المتكررة والعراقيل المختلفة والتي تمنع النواب من حرية الحركة والتنقل داخل أرجاء الوطن، والقيام بالعمل البرلماني على أكمل وجه.
وتطرق الأحمد إلى أن أعضاء المجلس التشريعي يمثلون كل من الضفة الغربية وغزة والقدس، وأنه وفقا للقانون فإن أعضاء المجلس هم أعضاء في المجلس الوطني أيضا، وبالتالي فإنه إضافة إلى عملهم البرلماني لديهم دور سياسي أيضا كممثلين للمجلس الوطني.
وأشار إلى أن الانتخابات كان يجب إجراؤها منذ فترة لكن الظروف الحالية والمتمثلة في الانقسام حالت دون عقدها بموعدها المحدد، علما أنه تم التوافق مع "حماس" على إجراء انتخابات بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية، معربا عن أمله بأن تتكلل الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة بالنجاح، وأن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية ومن ثم إجراء الانتخابات.
وأشاد بالعلاقة الوطيدة التي تربط الجانبين الفلسطيني والمالطي، وتمنياته في تطوير العلاقة مع البرلمان المالطي، وتعزير فرص التعاون المستقبلي بين الجانبين.
من جهته، قدم النائب عيسى قراقع شرحا مفصلا تناول فيه صور وأوجه المعاناة اليومية التي يتعرض لها شعبنا، وأوضاع الأسرى الفلسطينيين والفئات العمرية المستهدفة من قبل حكومة الاحتلال سواء كأسرى أو شهداء والتي كان معظمها من الأطفال.
وفي سياق متصل، استقبل نواب المجلس التشريعي فيصل أبو شهلا، وربيحة دياب، ونجاة الأسطل، وعلاء ياغي)، مقرر لجنة الهجرة واللاجئين في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ايفا لينا جانسون.
وشدد النواب على اعتزازهم بالعلاقة مع مجلس أوروبا وجمعيتها البرلمانية، التي تعتبر علاقة تاريخية، وقد بدأت في إطار لجنة الشرق الأوسط التابعة للجنة البرلمانية، والتي ساهمت في تعزيز الديمقراطية وتوطيد أسس التعاون ما بين الجانبين.
ونوه النواب إلى الممارسات القمعية التي يتعرض لها شعبنا، حيث تم التطرق إلى الشأن الداخلي الفلسطيني وصعوبة الوضع في قطاع غزة وما تتعرض له من حصار خانق، إضافة إلى العراقيل المختلفة والتي تضعها حكومة الاحتلال، والسياسات المستخدمة إزاء كل من الزراعة والبناء ومواد الغذاء، والصيد، والتي تم تحديد بعضها في اتفاقية أوسلو، ولكن قامت إسرائيل بانتهاج سياسات مخالفه لما تم الاتفاق عليه.
وأشاروا إلى المشاكل التي يعاني منها المواطنون في غزة والتي كان أبرزها البطالة، والصعوبات المتعلقة بإعادة الاعمار جراء الحروب المتتالية على القطاع، إضافة إلى المشاكل الأخرى الناجمة عن الانقسام.
وأوضح النواب أيضا أن الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة من جراء الحروب المتتالية أدت إلى تدمير كبير في المنازل والبنية التحتية، ما فاقم الحاجة الى ترميم هذه المنشآت ولكن عملية الترميم عمليه صعبة جدا، وذلك مرده إلى نقص الاسمنت وباقي المواد اللازمة للبناء، والتي يمنع الاحتلال دخولها إلى القطاع.
وأوضحوا أن شعبنا في غزة يعاني من ظروف لا إنسانية تفتقر لأدنى متطلبات الحياة، حيث يعاني من مياه الشرب الملوثة والمختلطة بالمجاري، والتي تفيض من حين لآخر على المنازل خاصة في فصل الشتاء.
وبين النواب أن العقلية الأمنية الإسرائيلية بقيت على حالها منذ عام 1967، حيث تتذرع إسرائيل بالذرائع الأمنية للتنصل من الاتفاقيات، أو في تبرير الانتهاكات المتكررة بحق شعبنا، وتعمل بأسس ممنهجة على تقويض حل الدولتين، والاستمرار في حصارها على قطاع غزة، ومصادرة الأراضي، والتسريع في عملية الاستيطان، ناهيك عن استمرارها في محاولاتها المختلفة لتهويد القدس وتفريغها من سكانها الأصليين، وهذا يندرج في إطار مخططاتها لتقويض إقامة الدولة الفلسطينية.
من جهتها، أكدت يانس أن العلاقة مع فلسطين ذات أهمية كبيرة في تعزيز التواصل، مضيفة: "أنا سعيدة جدا بوجودي في فلسطين، وهذه الزيارة تندرج في إطار إعداد تقرير حول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث سأعرض هذا التقرير على الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وسيتم العمل من خلال هذا التقرير على حث الدول الأعضاء الـ47 لإيجاد الحلول لهذه الأزمة الإنسانية".