إقصاء النواب العرب.. ربّ ضارة نافعة ! موفق مطر
ربّ ضارة نافعة، وربّ قرار من الكنيست بإقصاء نواب عرب يكشف عورة دولة نتنياهو الاقصائية التمييزية، ويوقف عجلة الخداع التي انتجت وهما اسموه (ديمقراطية دولة اسرائيل)!! ربما يضر القرار بمصالح الجماهير العربية في اسرائيل، وقد يؤدي هذا القرار الى تقليص صوتهم وحقوقهم، لكن المنفعة من القرار عودة الحراك الجماهيري العربي في الداخل الى الشارع، طالما أن الدولة (اسرائيل) التي تدعي انها لكل سكانها قد منعت المواطن العربي الفلسطيني في اسرائيل من نيل حقوقه عبر وسائل نظامية ارتضاها، وانتخب نوابه للكنيست لأجل تحقيقها بالوسائل السلمية. قد يكون قرار الإقصاء مناسبة لدفع الشكاوى والقضايا للبرلمانات الدولية، لاثارة الشبهة حول شرعية الكنيست من أساسه، ومن يدري قد ينقلب السحر على الساحر اذا ما تضامنت البرلمانات العربية والصديقة وحاصرت الكنيست، وبينت للعالم حجم الخداع الذي مارسته دولة إسرائيل على العالم، وتمارسه نخبتها الحاكمة، المحكومة بتوجهات اقل ما يقال فيها انها تتنفس عنصرية. نعم ليس من مصلحة الجماهير العربية ترك أي فراغ في منظومة التشريع الاسرائيلية، بل بالعكس فان احراز أي تقدم لشغل مقعد إضافي هو انتصار للجماهير العربية وحقوقها، لكن اذا تجبر وائتلف ذوي النزعة العنصرية، مع ذوي النظرة القصيرة المدى، مع المتكسبين واللاعبين على حبال الائتلافات، وأقصوا نوابا عربا من الكنيست، فالأمر حينها لن يكون كما كان قبله، فعلاوة على الايمان بان الحق لا يؤخذ بقرار وإنما ينتزع بقوة الشارع إن لم يأت بقوة نظام والقانون.. سيكون لزاما على الجماهير العربية إعادة قراءة موضعها في النظام السياسي الإسرائيلي، وإعادة النظر في التحالفات، ما ينتج قوة تأثير واضحة على صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة، ومن يدري فقد يساهم تكتل عربي يساري في إسرائيل إلى إفراز كنيست بمقاس ميليشيات المستوطنين، يليق بما يريده نتنياهو (اسرائيل اليهودية). العرب الفلسطينيون في الداخل اثبتوا عجز المنظومة الصهيونية عن (اسرلتهم) وصهينتهم او تهويد ثقافتهم ومعالمهم العربية، والأهم من كل ذلك برهنوا على انهم ملح الارض وصخرها وشجرها، ودماء عروقها، اعطوها حيواتهم فاعطتهم اسمها، ولنا في ذكرى يوم الأرض قبل اربعين عاما حكمة. الجماهير العربية في الداخل تعلم يقينا ان الأرض هي جوهر الصراع، لأنها روح الثقافة الشعبية العربية، وقد أدرك صناع القرار في إسرائيل هذا الأمر، ويعلمون ما يفعلون، لذا نراهم يتسابقون على الاستيلاء على روح الأرض الفلسطينية في الانسان، وروح الانسان الفلسطيني في الارض، ولعلهم يدركون جيدا ان النائب العربي في الكنيست لا يمثل ألاف المواطنين الفلسطينيين في اسرائيل وحسب، بل يمثل ارض فلسطين العربية، لذا يسعون لإقصاء فلسطين نهائيا من منظومتهم السياسية، ظنا بحلم ولادة (اسرائيل اليهودية).