أطفال ابو مازن.. للمستقبل وليس كحطب للنار؟! - موفق مطر
لا يعجبهم، كلام الرئيس محمود عباس أبو مازن، حول الطفولة، وحماية أطفال فلسطين، ولن يعجبهم موقفه الصلب الرافض زجهم في الصراع الدموي، لأنهم لا يستطيعون رؤية (ذواتهم) إلا بدمائهم المسفوكة، ولا يقدرون على رفع أسمائهم إلا بالتسلق على سلالم درجاتها من عظامهم الغضة!.
الثورجيون، الوطنجيون، (العونطجيون) تنهال سهامهم على الرئيس اثر كل مناسبة يجدد موقفه من زج الأطفال الفلسطينيين في أتون الصراعات ذات الطابع العنفي، فهؤلاء الذين فتحوا نيرانهم على الرئيس اثر مقابلته مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، بعد قوله إن أجهزة الأمن الفلسطينية تحرص على تفتيش حقائب الأطفال ومصادرة سكين قد يحملها احدهم حتى لا يقتلوا مجانا على الحواجز الاسرائيلية، هؤلاء الذين لا يجيدون إلا نفخ أدخنة الشيشة في مقاهي (التحشيش النظري) وينادون بثورة الأجيال، ويحسبون الانتفاضة بالعداد!، يتغافلون عن سقوط الفضيلة والقيم في معظم دول العالم، ويحاولون إقناعنا،أن الذي سيشاهد أطفال فلسطين في (محرقة الاحتلال الاسرائيلي) سينتفض بوجه الدولة المتمردة على القانون الدولي، فيما صور أطفال سوريا والعراق بعشرات الآلاف لا يلتفت إليها احد، ولا تظاهرة واحدة من اجلهم مدفوعة بالإيمان بالسلام من اجل مستقبل الانسانية، رغم أنها صور واقعية لو قدر للجبال رؤيتها لانهارت.
يسهل على المجففة مشاعرهم وأحاسيسهم بعوامل البيئة والمناخ الاجتماعي والثقافي المزيف الموروث، رؤية أدمغة الأطفال متناثرة من رؤوسهم، أو متابعة صور مأساوية لأطفال بعمر الزهور، ينزفون من جراح غارقة في أجسادهم بلا حول أو قوة، ومنعت عنهم كل وسائل الاسعاف، لأن أدمغة هؤلاء عاجزة عن إيجاد سبل الحياة لهم، فيرون موتهم حلا، يؤمن لهم فرصة سرقة مرتبة وصيف البطل، فالطفل البريء الضحية يجعلونه بطلا، ثم يرسمون صورة الوصيف فيلبسونها وأخذتهم نشوة تمجيد (المأساة).
لا مأساة أفظع من ارتضاء الموت للأطفال، ولا هبوط فكريا ادنى من النفخ في صورة الضحية، (فالفارغون) (المفرغون) (المتفرغون) لاصطياد الأفكار والقيم والمواقف النبيلة كتلك التي يبديها الرئيس الإنسان أبو مازن علنا، لا ينتهزون وقوع الطفل الضحية فريسة ليشبعوا نهمهم فيما يدعونها ظلما (المواقف الوطنية) وحسب، بل للتعلق بها والارتفاع لإبراز الذات حين تأخذ الجاذبية روح الطفل الضحية إلى الفضاء الأعلى.. فروح الطفل عندهم ليست أكثر من (مصعد ميكانيكي شفاف)، لكنها عند الرئيس الانسان كالأرض، نحبها، نحميها فتحيا.
يا سادة.. يجب أن تعلموا أن المهمة الأولى للرئيس محمود عباس أبو مازن ولأي قائد أو زعيم يقود شعبه إلى الحياة والحرية والاستقلال هي الحفاظ على المستقبل، وإلا ما نفع مناهج ووسائل النضال الوطني كله؟! فلماذا لا ترون المستقبل في أطفال بلادنا، أم تراكم ترونهم مولودين ليكونوا كجذوع حطب لنيران مواقد المشاريع الشخصية والخاصة والحزبية الفئوية؟!.