أنور حامد: أكتب لأتفاعل مع هذا الكون
يامن نوباني
رواية "التيه والزيتون"، آخر أعماله الأدبية، التي بلغت 16 عملا، ما بين روايات، ومسرحيات، ومجموعة شعرية، ونصوص ساخرة، وحوارات، وفي بعض الأحيان كانت أعمالا مشتركة.
أنور حامد.. روائي، وشاعر، وناقد أدبي فلسطيني، ولد عام 1957 في بلدة عنبتا في محافظة طولكرم، وغادر البلاد عام 1976، آخذا معه رائحتها وتفاصيلها، فبقيت فلسطين جوهر ما يخطه قلمه، يحمل درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي، ونظرية الأدب، يكتب بثلاث لغات: العربية، والإنجليزية، والمجرية.
حدثنا عن تطور شخصيتك.. بدءا من بلدتك "عنبتا"، مرورا بما وصلته إليه الآن؟
كان والدي مدرسا للغة العربية وأحد أعمامي متدينا تدينا وسطيا عقلانيا، وبذلك نشأت على حب اللغة، ولاحقا "اللغات"، ومتدينا بشكل مثالي. وأعني بالمثالية أنني كنت آخذ الفكر والمبادئ الدينية على محمل الجد، وعلاقتي بها لم تكن قائمة على "الخوف"، لذلك لم يكن صعبا علي في مرحلة لاحقة أن أغير موقعي منها، حين وجدت تناقضا بين قيمي الشخصية ومثالياتي، التي ترسخت مع تطور شخصيتي، وبعض مبادئ الدين التي تعرفت عليها من خلال دراساتي المتعمقة في أصوله. أعتقد أن هذه السمة "المتشككة" التي لا تأخذ شيئا مسلما به وتخضع كل شيء لإمكانية الجدل والنقض هي التي شكلت شخصيتي الفكرية، ومن ثم الكتابية.
ماذا عن محاولاتك الأولى في الكتابة والنشر؟
كانت محاولاتي الأولى شعرية، نشرت أولها في الملحق الأدبي لجريدة القدس، وأنا في الثاني الإعدادي، بينما نشرت أولى قصصي القصيرة في الملحق ذاته، وأنا في الأول الثانوي.
توقفت عن الكتابة مؤقتا حين غادرت فلسطين للدراسة في أوروبا، ثم عدت إليها لكن بلغة غير العربية. نشرت نصوصا أدبية وصحفية باللغة المجرية في الصحف اليومية، ثم بدأت العمل على نصي الروائي الأول في سن الأربعين، كتبت بضع روايات ونشرتها باللغة المجرية، ثم عدت للكتابة بالعربية منذ عشر سنوات، بدءا بترجمة رواياتي المجرية، وانتهاء بكتابة النص الروائي باللغة العربية من الأساس.
أنظر إلى المشهد الفلسطيني عن بعد، زمنيا وجغرافيا، لذلك فالذاكرة من أهم مصادر كتاباتي، بالإضافة إلى الأبحاث التي أقوم بها لسنوات قبل كل رواية جديدة. ولي مؤلفات بثلاث لغات: العربية، والمجرية والإنجليزية، ومجموعها 16 كتابا، ما بين روايات ونصوص مسرحية وأشعار ونصوص أدبية أخرى.
كيف أثرت الغربة في وعيك للحياة بشكل عام، ووعيك الأدبي خاصة في المجر؟
الغربة كان لها دور حاسم في وعيي النقدي، من جهة أتاحت لي أن أرى المشهد عن بعد دون أن أغرق فيه، وهذا أعطاني فتحة للتأمل. من جهة أخرى احتكاكي بثقافات ووعي مغاير جعلني أعيد التفكير في مسلماتي، وأفكر فيها بشكل نقدي. أظن أن هذا واضح في معالجاتي الروائية. المجر كانت أهم المحطات التي أثرت في وعيي، وضعت الكثير من مسلماتي على المحك، وأفرزت حياتي هناك وعيا أكثر نضجا وتنوعا.
ما أول أعمالك الأدبية؟
أول أعمالي الأدبية كانت نشر قصة قصيرة بعنوان "الصفعة" في جريدة القدس وأنا في الأول ثانوي، ولكن أول أعمالي المهمة كان روايتي الأولى باللغة المجرية "حجارة الألم"، والتي صدرت لاحقا باللغة العربية عن دار أوغاريت في رام الله.
وكانت مغامرة خطيرة، فأنا كتبتها بلغة بدأت في تعلمها وأنا في الثالثة والعشرين، لكنها لاقت استقبالا جيدا من النقاد والقراء المجريين، وقال عنها رئيس الجمهورية المجري السابق ما معناه "لقد نقلت المشهد الفلسطيني إلى غرف جلوسنا"، بمعنى أنها ساهمت بأن ينظر القارئ المجري إلى حياة الشعب الفلسطيني كتفاصيل حميمة لأشخاص من لحم ودم واحلام ومخاوف، لا كأرقام باردة في نشرات إخبارية.
هذا التنوع والكثافة في اصداراتك من أين أتى؟ وهل تعتبر نفسك محظوظا بكتابات أكثر من جنس أدبي؟ وأين تجد نفسك فيها؟
انا أعتبر نفسي روائيا وناقدا أدبيا بالدرجة الأولى، لأنني أملك مشروعا روائيا ومشروعا نقديا. أكتب الشعر بغزارة، ولكني لا أعتبر نفسي شاعرا، لأني لا أملك مشروعا شعريا.
"في بداية حياتي الكتابية، أي في سن 16-19 كنت أكتب أشياء تنشرها الصحف والمجلات الـ "mainstream"، وبعضها لا تجرؤ على نشرها لأسباب "أخلاقية"، ولم تكن كتابات إباحية، بل كنت أستخدم فيها بعض العبارات "الخادشة للحياء" ولم يكن هذا مقبولا وقتها، فلجأت إلى نشرها في مجلة كانت تصدر في باريس اسمها "الرغبة الإباحية"، ولكن لم تكن الكتابات إباحية".
بدأت أبحث عن اسم فني، حتى لا تقع المجلة التي كانت تصلني سرا بيد الوالد، ويقرأ ما أكتب فقلت أسمي نفسي "أنور مزيد"، ثم استبعدت الفكرة لأني ضد "العشائرية"، ثم تحولت إلى "أنور العنبتاوي"، ويعد إطار ضيق أيضا لا أحبذه، فقلت اذن "أنور الفلسطيني" لا، فهذه إقليمية مرفوضة أيضا، وماذا عن "أنور العربي"؟ القومية شيء لا بأس به، ولكنها كانت أضيق من نظرتي الإنسانية الشاملة، ولا بد من التدويل، فخطر ببالي "أبو الأسود الدؤلي" فصحت: وجدتها! "أبو الأنوار الدؤلي" وهكذا كان، فإذا صادفتم عددا قديما من مجلة "الرغبة الاباحية"، ووجدتم قصة قصيرة بتوقيع "أبو الأنوار الدؤلي".. فهذا أنا.
في أحيان كثيرة يكون لنا معلم "شخص أو موقف أو مرحلة"؟ هل علم أحدهم أنور؟ ما الذي قاد أنور ليكون كاتبا؟
أصبحت كاتبا بشكل عفوي قائم على جاهزية سليقية. والدي كان مدرسا للغة العربية وآدابها، أخذت عنه حب اللغة العربية، ولاحقا حب اللغات بشكل عام. بدأت القراءات الأدبية في سن مبكرة، وفي لحظة ما أحسست أن لدي ما أقوله.
كتبت أول نصوصي في الثانية عشرة، نشر أول نص لي (قصيدة) وأنا في الرابعة عشرة. أعدمت الكثير جدا من النصوص، لأنها لم تكن ناضجة لغويا أو حياتيا. ولم يكن لي "معلم" محدد، معلمي الدائم هو الحياة طبعا، التجارب والقراءات والمعارف التي أكتسبها.
وعودة إلى "ما الذي قادني لأكون كاتبا"؟ هي الرغبة في التفاعل مع هذا الكون، ولا أومن بقدرة الكتابة على التغيير، ولكني واثق أنها تترك أثرا ما، فهي مثل إلقاء حجار في بركة ما. والكتابة أيضا بالنسبة لي هي فعل شغب، وأنا كنت مشاغبا دوما، بأسئلتي المحرجة وتجاوزي للخطوط الحمراء، وهذا ما أفعله في كتاباتي، بهدف تحريض القارئ على إعادة التفكير في مسلماته، عسى أن يخرج برؤية خاصة به، ويتحرر مما توارثه من دون تفكير.
تسأل أصدقاءك: متى بتطلع الخبيزة؟ هل السؤال عفوي مرتبط بطبيعتك مع الأرض وفلسطين؟
الخبيزة تعني أكثر من شيء بالنسبة لي: المذاق البري، علاقتي مع الطبيعة الفلسطينية حين كنت طفلا أجوب البراري، وأقطف الزعتر، والشومر، وأشياء أخرى، وكذلك الحنين إلى نمط حياة بسيط أفتقده.
كتبت مرة: أقذف في هذا الفضاء بأسئلتي الكثيرة، عسى أن تولد لدى قرائي أسئلة كثيرة أخرى، نبحث معا عن إجابات لها؟ عن ماذا يسأل أنور؟ وهل وجد الاجابات؟
الأسئلة بالنسبة لي لا تهدف للوصول إلى إجابات محددة، بل للتأمل والبحث. هذا هدف رواياتي أيضا: إثارة الأسئلة، وإعادة التفكير بالمسلمات، الخروج بالقارئ من حالة الثقة المريحة إلى حالة التشكك ورؤية احتمالات أخرى، وتحريضه على الغضب حتى ولو كنت أنا ككاتب هدفا لغضبه. وهذا ما حصل في كل رواياتي تقريبا.
البعض شتمني بشكل شخصي، وآخرون هاجموني، وكلما زادت حدة الهجوم ازددت سعادة، لأنني عندها أحس أنني نجحت في إثارة المياه الراكدة. وطبعا هناك الفريق الآخر، وهم من يعبرون عن مشاعر حب وتماهٍ مع ما أكتب. هذه هي المعادلة التي أطمح دائما للوصول إليها: تنشيط الاختلاف والجدل. لا أحب الصوت الواحد، وأرى فيه مظهرا من مظاهر الموت الفكري.
آخر أعمالك "التيه والزيتون"، من أين جاءت التسمية؟ ماذا أراد أنور في كتابه الأخير؟
"التيه والزيتون" جاءت من هذا التيه الكبير الذي نحن فيه، والبعض سيقول إن مسألة الهوية لدى الفلسطيني ليست إشكالية، فملامح الانتماء واضحة ومحددة. لا أظن. فهناك التباس كبير في هذا الموضوع: علاقة الفلسطيني بالفلسطيني، بالعربي، بالآخر، بثقافته، بقيمه الاجتماعية، بالعائلة.
الموضوع ليس موضوعا روائيا، ولكنني دائما أختار تحديات في كتاباتي الروائية، وكما في كل رواياتي لن أقدم للقارئ ما يتوقعه، وبالشكل الذي يرغبه، مواضيع رواياتي ليست صارخة، ومعالجتي الروائية غير مباشرة، ربما لن يلحظ القارئ حتى أن الموضوع مطروح، ولكنه سيجد نفسه دون أن يدري يتعامل مع الأسئلة أثناء متابعته لأحداث قد تبدو بعيدة عن السياق الذي توقعه.
من قرأوا "التيه والزيتون" حتى الآن أعطوني انطباعات متباينة، ووجدوا فيها شيئا مختلفا، وهذا أسعدني لأنه يعني أن النص مفتوح على أكثر من تأويل.
كروائي وناقد، هل الرواية الفلسطينية بخير؟ وهل تأثيرها يمتد خارج جغرافيا فلسطين؟ ومن خلال تنقلاتك المتعددة هل لمست أنها أثبتت نفسها؟
هل الرواية الفلسطينية بخير؟ لا أدري، ولكن هناك علامات فارقة فيها، منذ البدايات العظيمة (غسان كنفاني، وإميل حبيبي، وجبرا إبراهيم جبرا) وحتى الآن. فهناك روائيون لديهم مشاريع ورؤية روائية متميزة، ولا أعني بذلك الأسماء المنتشرة أكثر من غيرها بالضرورة، بل هناك أسماء تبدع بهدوء، وتتجنب الضجيج الشعبوي، والعلاقات العامة، ولكن صوتها الروائي قوي ونفاذ، ويوجد أكثر من اسم في بالي، ولكني سأتجنب ذكر أسماء لتفادي الحساسيات الشخصية.
لدينا مشكلة أيضا، مشكلة كبيرة: هناك خلط بين الرواية كعمل فني يستخدم أدوات جمالية غير مباشرة، والخطاب السياسي والأخلاقي المباشر. فثقافتنا موبوءة بالخطابة، والمباشرة، واللغة المشحونة، والانفعالية، والرواية تكاد تختنق بهذه الآفة، والقراء يبحثون عن الكلمات الكبيرة، ويريدون أن يروها مضاءة بكشافات في اللغة السردية، والحوار، والشخصيات، يريدون اقتباسات رنانة ينشرونها في وسائل التواصل الاجتماعي، ويريدون دائما "قضايا كبرى"، ولا مشكلة في ذلك، على ألا تختزل تلك القضايا ولا تسطح وتقتل فنيا بالمعالجة المباشرة.
كيف تبدو علاقتك بالجوائز؟
"روح المنافسة" هذه الروح مفقودة تماما لدي، على كافة المستويات سواء المهنية، والإبداعية، والعاطفية، والاجتماعية. أبتعد طوعا وبشكل عفوي عن المساحات التي يستهدفها آخرون بشكل شبه حصري، ودائما أجد مساحات مغايرة أمارس فيها شغفي، وذاتي، ومساحات ليس فيها اصطدام أو تقاطع، في مدارات أخرى، ومن يقترب مني بما فيه الكفاية يدرك هذا بكل سهولة، واذا اقترب ولم يدرك وبدأ يتوجس مني عندها أدرك أن هذا الاقتراب كان وهميا.
لدي ست روايات منشورة بالعربية حتى الآن، وصلت إحداها "يافا تعد قهوة الصباح" إلى القائمة الطويلة لجائزة "البوكر" العربية، أما جوائزي الأهم فهي جمهور قرائي، من العرب وغيره. أنا عضو في جمعية إبداعية اسمها "كتاب بوش" نسبة إلى "بوش هاوس" وهو المقر السابق للخدمة العالمية "لبي بي سي"، وتضم هذه الجمعية الكتّاب البريطانيين والعالميين الذين عملوا في "بي بي سي" منذ انطلاقها، ومن بينهم أسماء يشرفني أن أكون مدرجا معها في قائمة واحدة ولو شكليا، مثل: الطيب صالح، وجورج أورويل.
مضى علي 12 عاما مع "البي بي سي"، حصيلتها ما يربو على 100 مقال على الموقع الإلكتروني، وبرنامج إذاعي، وأكثر من سلسلة إذاعية حول مواضيع متفرقة، وتقارير تلفزيونية قصيرة، ومقابلات طويلة مع شخصيات لم أكن أحلم يوما أن التقيها، ومنها: دانييل بارينبويم، وأوركسترا "ديوان الشرق والغرب" التي أسسها مع إدوارد سعيد الشاعر أدونيس، والمفكر نعوم تشومسكي...وكان هناك مشروع مقابلات إذاعية مع محمود درويش، سوى أن الموت وقف بيننا.
وعلاقتك الشخصية بالعائلة؟
حين كانت ابنتي تدرس في باريس، قلت لها حاولي أن تستقري هناك، افردي جناحيك وحلقي، وعودي إلى العش في المواسم، عيشي حياتك متحررة من الدفء الحارق لأحضان العائلة. وكان أكثر ما استغربته أنها عادت طوعا إلى لندن، لتبقى على مقربة.
صحيح أنني لم أكن يوما "أبا تقليديا" يفرض سلطة باتريركية، ولكني مع ذلك احترت في قرارها. الأبوة في أفضل أحوالها تتضمن غريزة "تملك" تدفعك إلى حب طفلك بمنظورك الخاص، الذي قد لا يكون بالضرورة منظوره، وأنا دأبت على تحريض ابنتي وابني على التمرد على أي نزعة كهذه يلحظانها مني. أحاول ألا أجعل حبي لهما يتحول إلى أنانية أبوية.
يتردد حامد بين فينة وأخرى على فلسطين، التي يكتب لها في كل مرة، فيتفقد أوضاعها وما صارت عليه، وكثيرا ما يعود إلى ما كان، في أحداث رواية "يافا تعد قهوة الصباح" تدور في مدينة يافا الفلسطينية وقرية بيت دجن القريبة منها في أربعينيات القرن الماضي. ولا تتحدث عن رحيل ومهجرين ومخيمات لجوء، بل عن أسواق، وحمامات تركية، ورحلات عائلية إلى شاطئ طبريا، وسهرات في ملاهٍ ليلية. لا تغزو أجواءها استعدادات الحرب، وأصوات الرصاص، ولا بطولات ومآسٍ بل سهرات رمضانية وزيارات أعياد الميلاد، تقاليد الأعراس وطقوس حياة المدن والقرى، بتفاصيلها اليومية الصغيرة، بتقاليدها وروتينها، بأعيادها ومواسمها.
يتقاسم الحضور في مشاهد هذه الرواية إقطاعيون، وفلاحون، وأميون، وخريجو جامعات راقية، ومسلمون ومسيحيون ويهود، ومثقفون، وبلطجيون، ونساء يلتزمن المطبخ وفتيات يطمحن الى التحليق. هي حياة تحررت من الذاكرة، ومشاوير عادت للأرصفة، وحكايات انبعثت في المقاهي، يافا نفضت عن شاطئها الليل، يافا تعد قهوة الصباح، بينما "التيه والزيتون" رواية عن الوطن المنفى والمنفى الوطن، فيما تطل جنين 2002 قصة الجندي الذي حاصر المخيم فحاصرته حكاياته.. البيوت التي هدمها فهدت عليه أسطورته، وقصة الصبية التي كتبت يومياتها في الحصار، فسحرت بين الجدران الضيقة شموسا، واستعارت من الذكريات أجنحة، حلقت بها فوق الزمان والمكان، في هذه الرواية ينقل الكاتب المواجهة بين الحكاية والأسطورة إلى مستوى آخر: لا يقف الفلسطيني خطيبا فوق رأس الإسرائيلي يردد شعارات عن حقوقنا يقابلها الآخر بابتسامة ساخرة أو هزة من رأسه، ولا "يفحم الآخر" بقوة منطقة، و"قدرته الخارقة" على الإقناع، بل يجعل الحكاية تتجسد عفويا في المشاهد اليومية لحياة الآخر لتصدمه في مسلماته وتغرقه في فيض من علامات الاستفهام.