دير البلح.. مدينة الصيادين... 600 صياد يرمون شباكهم في البحر يوميا وسلاحهم الصبر
فاطمة بدوان- في مدينة دير البلح الساحلية على شاطئ البحر، يرمي الصيادون شباكهم وسلاحهم الصبر فمهنة الصيد مهنة الصابرين، فالبحر لا يعطي السمك وحسب بل يعلم الصبر والعطاء.
مدينة دير البلح تعانق أمواج البحر وتحتضن رماله وتتخذ من ذلك البحر رمزا للعطاء، فسكان دير البلح يذهبون إلى بحرهم كلهم ثقة بعطائه فبحر دير البلح لا يعرف إلا العطاء ولا يرد أحدا خائبا.
مدينة دير البلح أو تلك المدينة التي يحق لنا أن نطلق عليها مدينة الصيادين، فعندما تمر بالسيارة على شاطئها تجد بائعي السمك مصطفين على طول خط البحر بصناديقهم التي تحتوي على الأنواع المختلفة من الأسماك الطازجة لتصبح مركزا يقصده كل من يحتاج إلى أنواع السمك.
ويقول نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين إنه يوجد في مدينة دير البلح أكثر من 600 صياد معظمهم يعمل بشكل دائم بالرغم من العوائق التي تعترضهم.
ويؤكد أن نقابة الصيادين تقدم العديد من الخدمات لتنمية الصيد في القطاع بدعم من قبل العديد من الجهات الدولية منها UNDP والإغاثة الإسلامية ووكالة الغوث ومؤسسة ميرسيكو وإعداد المشاريع منها توزيع الشبكات والحسكات وترميم غرف الصيادين التي تم قصفها في حرب غزة الأخيرة
ونوه عياش إلى أن سمك قطاع غزة يعد من أجود أنواع الأسماك على المستوى العالمي ويستطيع منافسة العديد من أنواع السمك الخارجي، موضحا أن كميات صيد الأسماك تصل إلى 1500طن، مشيرا إلى أن هناك العديد من المواد التي تدخل في صناعة الحسكات مثل فيتر كلاس والمولدات، بالإضافة إلى المواتير والمولدات التي لا تدخل إلى القطاع بسبب الحصار والعوائق الإسرائيلية.
ويقول الصياد ادهم الأقرع الذي يبلغ عمره 25عاما ويعمل في مهنة الصيد منذ نعومة أظافره عندما كان عمره 10 سنوات "لا يمكنني أن ابتعد عن الصيد لاني ابن صياد وساجعل أبنائي صيادين، بالرغم من كونها مهنة متعبة تحتاج إلى جهد وكد فهم يجرون الشباك الممتلئة بالأسماك، هذا بالإضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليهم".
ويوضح ادهم أن كمية الصيد تختلف من موسم لآخر، ويكون الصيد وافرا قي أشهر آذار ونيسان وأيار، منوها إلى أن أشهر أنواع السمك التي يخرجها بحر دير البلح هي سمك البلميدا والغزلان والسردين وطرخون، بالإضافة إلى المحابر وسرطان البحر.
وأكد الأقرع أنه يتجه إلى نقابة الصيادين عند أي مشكلة تواجهه والتي غالبا ما توفر له الحلول.
أما التاجر إسماعيل القهوجي الذي يبلغ من العمر 63عاما والدي يعمل في مهنة بيع السمك من ثلاثين عاما يرى أن هذه المهنة كانت في السابق تدر الدخل الوفير أما بعد تحديد قوات الاحتلال الاسرائيلي مساحة الصيد في البحر بعدة أميال فقط أصبحت ذات دخل متوسط .
وأشار القهوجي الى انه كان يعمل صيادا من ثم انتقل إلى مهنة البيع "الدلال"، مؤكدا أن هذه المهنة تسري في دمه ولا يمكنه تركها.
وأوضح إسماعيل القهوجي أن الناس في مدينة دير البلح لديهم إقبال كثير على شراء السمك فهي من الوجبات الأساسية التي يعشقونها كبيرا وصغيرا .
وأكد المواطن محمود خالد من سكان مدينة دير البلح انه يعشق الأسماك ويفضل الغزلان من بين هذه الأنواع وعادة ما يشتري الأسماك أسبوعيا .
وأشار إلى أن أسعار الأسماك تختلف حسب المواسم، فعندما تتوفر الأسماك بكثرة تكون أسعارها مناسبة وفي متناول الجميع، أما عندما تندر أنواع الأسماك تصبح أسعارها باهظة ولا يستطيع الجميع الحصول عليها .
وأضاف محمود انه يفضل شراء السمك من البائعين على شاطئ البحر لأنه يكون طازجا وأكثر جودة وأسعاره اقل
عن الحياة الجديدة