بالصور- رسومات لأطفال فلسطين في غزة والضفة والقدس والناصرة والشتات تجسد احلامهم وحقوقهم المسلوبة
غزة :عطية شعت
لا تشبه احلام وامنيات ورسومات اطفال فسطين في الداخل والشتات سواها لدى اطفال العالم ،فحلم سلسبيل شموط (10سنوات ) من مخيمات الشتات ببيروت العودة الى وطنها والعيش بوطن امن ، وطموح ألاء موسى (11سنة ) من طولكرم الذهاب لجدتها بنابلس بدون حواجز تقمعها ،وحلم نغم امطير (10 سنوات ) من غزة سفر والدها للعلاج ،وامنية كاترينا كرم (10 سنوات ) من الناصرة هوية فلسطينية ووطن تتمتع فيه بكامل حقوقها ، تلك الاحلام عبرت عنها رسومات لأطفال فلسطين تجمعت في معرض فنى مشترك ومتزامن بنفس الوقت في غزة ونابلس والناصرة والقدس و لبنان ،تحت عنوان "سوا"، بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذى يوافق الخامس من ابريل في كل عام .
الرسومات التي كسرت الحواجز والحدود ، تداخلت فيها مخيلة الاطفال البريئة مع ألوانهم القاتمة والفاتحة لتعبر عن حقوقهم المسلوبة بفعل الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية بحقهم وبحق اهلهم العزل ،برسالة مفادها كلنا "سوا " لفضح جرائم الاحتلال بحق الاطفال واغتياله لبراءتهم وانسانيتهم ،كلنا "سوا "من اجل الحفاظ على هويتها الفلسطينية والتجذر بأرضنا واعادة حقوقنا .
في ميناء غزة تهيأ عشرات الاطفال المشاركين بالمعرض للتعرف على رسومات نظائرهم من الضفة والقدس والناصرة ولبنان ، والتواصل معهم مباشرة عبر السكاى بى ،ويقول الطفل احمد حمدان (11عام) ، اشعر بالفخر لمشاركتي بالمعرض حيث تعرفت على رسومات زملائي في مناطق مختلفة من فلسطين وخارجها ، واشعر ان كل اطفال فسطين يعانون تقريبا من نفس الانتهاكات لان الاحتلال واحد "
فيما يرى زميله عبد الرحمن كلاب ،ان المعرض سمح له بالتواصل مع اطفال الضفة والقدس حيث نقل لهم تحيات اطفال غزة ودعمهم لانتفاضتهم ،مشيرا الى اطفال فلسطين حقوقهم مغتصبة ،ومن حقهم ان يتمتعوا بالأمن والسلام وان تكون لهم دوله حرة ، متمنيا ان يأتي اليوم الذى يزور فيه الضفة والقدس دون ان يتوقف على حاجز إسرائيلي ،او يحتاج لتصريح
أما الطفلة أية دحلان (12عام) ، قالت : «حاولت انا وزميلاتي وزملائي عبر الرسومات استعراض حياة الأطفال بغزة ومدى الصعوبات التي يواجهونها نتيجة غياب الكثير من حقوقهم الأساسية ، متمنية ان يكون هناك اهتمام بالطفل، وان ينعم بحقوقه بالسفر والعلاج والتعليم والصحة والسكن والامن والامان ، أما عن أمنيتها الشخصية، قالت :"أتمنى إقامة معرض فنى يجول العالم ليشاهدوا حجم معاناة الأطفال بغزة .
من جهتها قالت المدير العام لجمعية الثقافة والفكر مريم زقوت: "إن الفعالية جاءت بمناسبة التوقيع العالمي على حقوق الطفل الفلسطيني بالاشتراك مع مؤسسات في كافة أنحاء الوطن في الداخل والشتات لأكثر من 132 رسمة للأطفال".
وأضافت "يحلم الأطفال بوطن أفضل وبمستقبل أجمل وعلينا كمسئولين أن ننقل أمنياتهم وأحلامهم إلى قادة شعبنا للعمل سوياً لتحقيق تلك الأحلام والأمنيات التي لم تتحقق لجيل الشباب منذ زمن".
وتابعت قولها: "رسومات الأطفال تخطت الحدود وحواجز الانقسام والحصار والاحتلال، داعية الجميع لتحقيق الأحلام ليعيش أطفالنا بحياة أفضل مما نعيشها اليوم".
و عكست اللوحات وعي الاطفال “لعالم الكبار” ولقضاياه المعقدة. كما وسيطرت معاناة الاطفال وحقوقهم المسلوبة بالتنقل والسفر والعلاج والسكن والامن والامان على مواضيع اللوحات، ويقول مدير نادى الشروق والامل خليل فارس بهذا الصدد :"لاشك ان الظروف السياسية التي يعيشها الفلسطيني انعكست بسلبياتها على كافة فئات الشعب ، لكن الطفولة نالت النصيب الأكبر منها وهو ما توضحه رسوماتهم البريئة والبسيطة فنيا ولكنها ذات عمق ووعى بمجمل الظروف والانتهاكات الإسرائيلية التي تمارس ضدهم وضد اهلهم الغزل
واضاف فارس : الاطفال يريدون ايصال رسالة للعالم وللمؤسسات الاممية ،بأنهم يحبون الحياة كباقي اطفال العالم ،وأنهم جل ما يتمنوه العيش بأمان ،والتمتع بطفولتهم بمعانيها الجميلة التي يحتفظون بها داخل كينونتهم.
وعن الهدف من اقامة المعرض ،قالت نبيلة الزعيم منسق الضغط والمناصرة بجمعية الثقافة والفكر الحر والمشرفة على تنظيم المعرض :" إن المعرض يهدف إلى عرض رؤية مشتركة لأطفال فلسطين في غزة والضفة والقدس وأراضي 48 المحتلة والشتات ، ذات توجه إنساني أخلاقي ، وخلق مساحة تواصل للطفولة المسروقة في فلسطين."
واضافت الزعيم : على الرغم من أن الرسومات عبرت عن واقع بالغ الصعوبة والسوء، فإنها تضمنت إيحاءات مبهرة تناشد العالم وتستصرخه من أجل التدخل لوضع حد لمعاناتهم.
المعرض نفذته واشرفت عليه جمعية الثقافة والفكر الحر وبمشاركة اطفالها في مركزي الشروق والامل ونوار بالتعاون مع الحركة الاجتماعية (لبنان-مخيمات الشتات )،و مركز الطفولة الناصرة ،والمركز الفلسطيني للإرشاد (القدس – نابلس-قلقيلية – طولكرم )، ومنطقة غرب خانيونس التعليمية (وكالة الغوث الدولية )،وجمعية الهلال الفلسطيني ،ومركز العمل التنموي معا .