"لقاء وفاء" في رام الله لتأبين الفنان نذير نبعة
أقيم مساء اليوم الأربعاء حفل تأبين للفنان التشكيلي السوري الراحل نذير نبعة، وذلك في متحف محمود درويش في مدينة رام الله.
وألقى الشاعر محمود أبو الهيجا عريف الحفل، وأحد أصحاب مبادرة التكريم، بيان لجنة التكريم، ومما جاء فيه: "دائماً مع الفن ثمة الأمل، لطالما يظل بحادثته، خطاباً للروح ومبعثاً لتوهجه الأخاذ، مثلما يظل صيرورة حياة، لا تسكنه سوى التجليات، والتحولات من رؤيا وفكرة وتطلع، إلى قصيدة ورواية ولوحة، وإلى مبحث في الوجود والواقع، وفي الشك واليقين لمجابهة القلق والعدم. لهذا لا نودع اليوم صاحب اللون واللوحة نذير نبعة، وحضوره الحي ما زال وسيبقى لا فوق هذا القماش النبوي المطرز بحكايات فراشاته الطيعة لشغفه فحسب، وإنما أساساً سيظل هذا الحضور دائماً، على بساط المريد في بيت الذاكرة الوطنية لفلسطين وشعبها، وثورتها التي قصفت عمر اليأس بعد أن أوقدت شعلة الأمل في ليل الهزيمة الحزيرانية، فجاءها نذير نبعة بأيقونتها وبخطابها التشكيلي لوحةً وملصقاً، وجاءها دلالة من دلالات عمقها العربي وبعدها الإنساني إذ هي مشروع حرية وتحرر".
وتابع: ومع نذير عرفنا سوريا الفلسطينية، وفلسطين السورية، أدركنا وحدة الدم والمصير، وأننا أمة واحدة، ومعه سنظل نعرف ونؤمن أن روح البلاد العربية بقدر ما هي قحطانية وعدنانية فهي شامية أيضاً في مشرقها وحتى في مغربها، نذير نبعة... أهلا وسهلا بك في فلسطين".
وبدوره، قال وزير الثقافة إيهاب بسيسو في كلمته: "نجتمع اليوم لا لكي نرثي نذير نبعة العربي السوري الذي شكل مدرسة في العروبة والانتماء، بل نقف لنتحدث عن نذير الإنسان الذي حمل الحلم الفلسطيني، ونحن نتحدث عن نذير كما نتحدث عن كثير من المثقفين الذين سخروا أقلامهم لفلسطين، ونحن نتحدث عن نذير نستحضر الصغير أولاد أحمد الذي رحل بالأمس، نتحدث عن نذير الذي جاء ليرسم من أجل العمق الفلسطيني.
وأضاف: إننا نتذكر مسيرة بلاد وصراع أشقاء يحاولون عرقلة مسيرة الحرية، لكن عزاءنا أن أمثال نذير سينتصرون للحياة فيها، فكيف لنا أن ننسى أن هذا الفنان هو من أبدع شعار حركة فتح، كما أبدع الكثير من الأعمال، وألهم الكثير من الفنانين العرب، فننحني إجلالاً لمسيرته وإبداعه وانتمائه، ونبرق بالوفاء من هنا له، أينما حلت روحه، بيننا أو في السماء.
بعد ذلك عرض شريط عن نذير نبعة أعده وقرأ تعليقه الشاعر عرفات الديك.
كما ألقى الفنان نبيل عناني كلمة الفنانين التشكيليين التي قال فيها: إن نبعة كان متواضعاً ويرفض أن يضع طلابه لقباً أمام اسمه.
كما ذكر أن حياة نبعة قُسمت فنياً إلى ثلاث مراحل هي: الدمشقيات التي امتدت من 1975 إلى 1991، ثم التجليات بين 1991 و2010، ثم المدن المحروقة التي جاءت من 2010 حتى وفاته.
وأردف عناني إن نبعة ركز على "البوسترات" الخاصة بالقضية الفلسطينية في أعماله، ومجد من خلالها الفدائي الفلسطيني الذي كان في نظره طوق النجاة بعد هزيمة حزيران.
أما كلمة أهل الفقيد فقد ألقتها نيابة عنهم الإعلامية هبة طحان، ومما جاء فيها: من أسرة نذير نبعة الصغيرة إلى الأسرة الفلسطينية الكبيرة، برحيله فقدنا الأب والزوج والصديق والموجه المتفهم، أحبكم نذير حباً لا شائبة فيه، وأحببتموه حباً أكده هذا الوفاء، وإننا نثمن هذه المبادرة لما تشير إليه من اعتراف بالخدمات التي قدمها نذير للثورة الفلسطينية، ولكم أن تعرفوا أن الراحل الغالي فارق الحياة وهو على ثقة بأن الشعب الفلسطيني سيواصل كفاحه حتى يحصل على حقوقه، وأن سوريا ستستعيد دورها ومكانتها.
وفي نهاية التكريم، جاءت كلمة المناضل أحمد عبد الرحمن، التي قال فيها: إن أحداً لم يكن يتصور أن الثورة الفلسطينية يمكن أن تنطلق من غير سوريا، فهي المكان الذي نحن فيه لسنا آخر، بل نحن أبناؤها.
وتحدث مطولا عن قصة شعار العاصفة، حيث قام عبد المحسن أبو ميزر رئيس تحرير جريدة الثورة بالتعريف بين نذير نبعة وأبي عمار وأبي جهاد، وقدما له الأفكار الأولية التي أنتجت في النهاية شعار العاصفة.
ودعا عبد الرحمن إلى جمع اللوحات التي تتحدث عن فلسطين من أعمال نذير نبعة، ضمن مساعي حفظ الذاكرة من التزييف، ولـ"الحفاظ على هذا التراث الحضاري الفني".