( فيديو ) في مدارس غزة… "رعب" و " ترهيب" بدعوى التوبة وطرد الشيطان
أثار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي نشرته مجموعة "وعظية" تابعة لحركة حماس خلال حلقة دينية بإحدى مدارس قطاع غزة انتقادات شديدة وقاسية من قبل مثقفين ونشطاء مستهجنين أسلوب الرعب والترهيب الذي مارسه هؤلاء "الوعاظ" بحق عشرات الأطفال الأبرياء في ظل غياب واضع لوزارة التربية والتعليم بغزة.
وعلمت "الحياة الجديدة" بأن المجموعة تدعى "سفينة النجاة الدعوية" وهي تابعة للإدارة العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف التابعة لحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة. وتشير مصادرنا إلى أن "الندوة" المنشورة في الفيديو المرفق كانت صباح أمس الثلاثاء في مدرسة النيل بمدينة غزة.
وظهر في مقطع الفيديو عدد من عناصر حماس أو ما يطلق عليهم "الدعاة" وقال أحدهم :" نحن لم نأتي هنا لتمثيل مشهد مسرحي بل لطرد الشيطان من القلوب والعقول وإدخال رضا الله في القلوب" وحمل الفيديو مشاهد قاسية لأطفال يسجدون في ساحة المدرسة من الخوف والرعب والعشرات يبكون بصورة هستيرية في حين أمسك عدد من القائمين على تلك الندوة المايكروفونات والصراخ بها بعبارات "الله أكبر" أمام جمع كبير من الاطفال الأبرياء الذين بدت على وجوههم الصدمة والذهول.
وانتقد العشرات من النشطاء والمثقفين تلك الأساليب في إرهاب الأطفال مؤكدين أنها لا تختلف كثيرا عن وسائل "داعش" ولكنها تتسم بالكثير من النفاق والرياء مؤكدين أن التوبة هي مسألة خاصة بين العبد وربه ولا تقبل مسرحيات الشو الإعلامي والكاميرات والتصوير وحفلات التكبير.
وقال الدكتور طريف عاشور معلقا على الفيديو :" ما الذي يحصل في غزة ؟ إلى أين يذهبون بالأطفال ؟ 10 سنين و12 عاما يتوبون عن ماذا ؟ من يسيطر على مدارس غزة ؟" ورد عليه سمير الزيد مؤكدا أن محتوى الفيديو يحمل كارثة قائلا :" أين الآباء , هؤلاء مجرمون وليسوا معلمين".
ووجه الناشط أحمد نعيم رسالة للآباء في قطاع غزة قائلا :" كيف تتركون أبناؤكم لهذه الموجة , سوف ينظروا اليكم مستقبلا بأنكم كفار, فأنا اليوم نادم شديد الندم أني في يوم من الايام كنت اعتقد ان الشيخ الفلاني أفضل من والدي أو أني كنت أصنف أبي ما دون المسملين". وطرح نعيم عددا من الأسئلة التحذيرية قائلا:" ما هو الدين وما غايته وهل هذه الاشكال هي الدين وهل الحوار المستخدم هو حوار ديني عقلي أم حوار يستهدف الاطفال الجهلة بهدف السيطرة عليهم" محذرا من القادم.
من جانبه قال نور عودة معلقا على الفيديو:" مشهد سوريالي في احد مدارس غزة برعاية الواعظين التابعين لحماس والذين اتوا لطرد الشيطان من قلوب الاطفال ! والله انكم انتم الشياطين والمرضى كيف تزرعون الرعب في قلوب الاطفال بهذه الطريقة وأي ذنب وأي شيطان يمكن أن يسكن قلوب الاطفال , هذا مشهد رعب وليس مشهد توبة , ووزارة التربية والتعليم مطالبة بموقف مما يحدث من تشويه لعقول الاطفال وزرع الرعب في قلوبهم.
فضل عاشور وصف المشهد بعدد من الكلمات قائلا:" بكاء وعويل ومن ثم توبة والعودة إلى الله … هذا ما قام به طفل بريء عمره 14 عاما في احد مدارس غزة خلال مسرحية هيستيريائية يقوم بها مشايخ يجوبون مدارس غزة وترسلهم هناك وزارة حماس للتربية والتعليم.
وختم الناشط ضياء البرغوثي عبر صفحته على الفيسبوك معلقا:" تمثيلية قبيحة والاقبح انها تحدث في مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم ووزيرها غائب .
ويوجد في قطاع غزة وفقا لإحصائيات حصلت عليها "الحياة الجديدة" ما يقارب الـ698 مدرسة حكومية وخاصة ووكالة الغوث بينها 473 مدرسة حكومية تسيطر عليها حركة حماس منذ عام 2007 يدرس بها 232 ألف طالب بقطاع غزة.
عن الحياة الجديدة