مدرسة "الخان الأحمر" باريحا .. مسيرة تعليمية وعرة تتحدي الاحتلال وقساوة الطبيعة
زويا المزين – داخل 9 فصول من الصفيح "الزينكو" والخشب الملتهب يدرس اطفال مدرسة الخان الاحمر ، الواقعة على احد جبال اريحا الوعرة ، وفي مقصف بسيط يمنع الاحتلال تطويره او ادخال مواد تموينية اليه يتناولون طعامهم البسيط، فيما الصفوف مكتظة بالطلاب ، ومع مرور الوقت تزداد الفصول التهابا ، تصبح فيه الدراسة شبه مستحيلة.
على طريق وعرة استمرت اكثر من نصف ساعة من الطريق العام وصل طاقم "الحياة الجديدة" الى الخان الاحمر، وعلى احد جبالها كانت مدرسة الخان الأحمر الاساسية المختلطة ، التي تستمر في غرس العلم لابناء المنطقة رغم اجراءات الاحتلال التي تحاول طرد المواطنين والتضييق عليهم.
في عام 2009 تأسست مدرسة الخان بامكانيات بدائية ، وكانت تتكون من 4 صفوف من الصف الاول حتى الصف الرابع، واستطاعت بعد سنوات من توسيعها وتحسينها أن تضم تسعة صفوف من الأول الى التاسع لتعليم أبناء التجمعات البدوية المحيطة.
فصول ملتهبة
داخل 9 فصول من الصفيح "الزينكو" الملتهب والخشب يدرس اطفال المدرسة، وفي مقصف بسيط يمنع الاحتلال من تطويره او ادخال مواد تموينية اليه يتناولون طعامهم البسيط، فيما الصفوف مكتظة بالطلاب مقارنة بمساحتها ، ومع مرور الوقت تزداد الفصول التهابا ، بسبب حرارة اريحا العالية.
منذ تأسيسها والمدرسة تتعرض لمضايقات وملاحقات الاحتلال المستمرة باخطارات هدم واغلاق، وعدم السماح بادخال كثير من المواد لتطوير المدرسة، تقول مديرة المدرسة حليمة زحايقة "احتياجات المدرسة زادت مع ازدياد عدد الصفوف، الطلبة في الخان لا يعرفون المختبرات العلمية ولا تتوفر لديهم حواسيب او مكتبة للدراسة اضافة الى ان ساحة المدرسة غير مهيئة وتحتاج الى صيانة".
تضيف "ساحة المدرسة المخصصة للعب الاطفال فيها غير مناسبة نظرا لوعورتها، وكثير من الاطفال تعرضوا للاصابات اثناء اللعب فيها".
الالعاب مصادرة
يمنع الاحتلال المدرسة من استخدام الاسمنت او مادة الزفتة او تصليح المدرسة، تقول زحايقة "نحتاج الى انجيل صناعي لجعل الساحة آمنة للعب الاطفال بما ان الاحتلال يمنع تسهيل الساحة بالاسمنت".
وقبل مدة زود القنصل الايطالي المدرسة بألعاب الا ان الاحتلال صادرها تحت ذريعة "حاجة المدرسة الى الاسمنت" بمقدار 5 سم لتثبيت الالعاب في ساحة المدرسة.
"بس بدنا نلعب.. بس بدنا نلعب" تقول المديرة "كان الاطفال يبكون ويطالبون الادارة المدنية التابعة للاحتلال بابقاء الالعاب بعد مصادرتها".
طرق وعرة
وتعاني المدرسة من صعوبة المواصلات منها والي، تشير زحايقة "لا يوجد مواصلات جميع احتياجات المدرسة لا يمكن نقلها بسهولة الى المدرسة ونضطر في كثير من الاحيان الاستعانة بالحمير من اجل ايصال كتب او كراسي للاطفال."
اعتداءات المستوطنين
تتكون المدرسة من 158 طالبا وطالبة و 15 معلمة، وتتعرض الى خطر اعتداءات المستوطنين وشرطة الاحتلال وتهديداتهم، ونتيجة ذلك كثير من المعلمات يطلبن الانتقال من المدرسة.
تقول زحايقة " كل شهرين تنتقل معلمة نظرا لصعوبة الظروف التي تعيشها المدرسة، ما يؤثر على التحصيل العلمي للطلاب".
الطالبة اية عراعرة في الصف السابع تشتكي نقص الامكانيات في المدرسة وصغر مساحتها، تقول "ظروف مدرستنا اصعب من ظروف اي مدرسة اخرى".
"صيف شتا الوضع سيء في المدرسة " وتضيف اية "اكثر ما نعاني هنا هو حالة الطقس، في الصيف تكون درجة الحرارة عالية جدا ونحن نأتي من مناطق وبعيدة والطريق وعرة كما ان درجة الحرارة في الصفوف عالية جدا، وفي فصل الشتاء نتعرض للبرد نظرا لبرودة الصفوف".
المسافات طويلة
في طريقنا الى المدرسة مرت طالبة لم يتعدى عمرها العشر سنوات وهي في طريق عودتها الى المنزل وتضع على رأسها حقيبتها كي تقيها من أشعة الشمس وبيدها قارورة من المياه التي افرغت نصفها على وجهها وزيها المدرسي.
يقطع الطلاب كيلومترات للوصول الى مدارسهم وسط طريق وعرة مليئة بالحجارة والنباتات الشوكية وغير مهيئة للسير، محفوفة بخطر قطع الطرق عليهم من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال.
تقول معلمة الرياضيات في مدرسة الخان الاحمر اسراء زهران "يقطع الطلاب طريق طويلة سيرا على الاقدام في ظل درجات الحرارة العالية ويصلون الي المدرسة في حالة تعب شديد وخصوصا في الحصص الاخيرة من الدوام، ما يؤثر على تحصيلهم العلمي، وكثير من الطالبات تركن المدرسة نظرا لصعوبة الوصول الى المدرسة ونظرا لانهن فتيات يأتين سيرا على الاقدام فخوف الاهالي عليهن من الطريق".
امكانيات بسيطة
وتشتكي المعلمة زهران من ضعف امكانيات المدرسة قائلة "لا يوجد انترنت أو اجهزة كمبيوتر خاصة للمعلمات، لا يوجد ادوات تعليمية مثل المجسمات لشرح المواد بشكل افضل، نظرا لصعوبة نقلها الى المدرسة، اضافة الى بُعد المدرسة وانعزالها عن المراكز المجاورة كل ذلك يؤثر على دافعية الطالب والمعلمة."
"احنا بس خايفين تنهدم " يقول لطالب احمد فلاح، على الرغم من مخاوف الطلبة والمعلمات والاجراءات القمعية التي ينتهجها الاحتلال بحق التجمعات البدوية والعملية التعليمية هناك الا ان طلاب مدرسة الخان الاحمر مصرون على مواصلة تعليمهم مهما كانت الصعوبات.