"القصر الأموي في خربة المفجر"... أول كتاب بالعربية حول قصر هشام
صدر حديثا عن دار الناشر في رام الله كتاب جديد بعنوان "القصر الاموي في خربة المفجر"، لكاتبه باحث الآثار الفلسطيني حمدان طه.
ويروي الكتاب قصة هذا الموقع الأثري المهم الذي انخرط الكاتب في العمل فيه بحكم موقعه السابق كمدير عام في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.
يتكون الكتاب من ستة فصول تشمل تاريخ البحث الأثري، وفلسطين تحت الحكم الأموي، ووصفا للموقع، وفنون القصر والمواد الحضارية وادارة الموقع الأثري. والكتاب من القطع الكبير ويحتوي على توضيحات وصور فائقة الجودة.
ويقع القصر الأموي على بعد بضعة كيلومترات الى الشمال من مدينة أريحا، ويعرف الموقع بأطلال خربة المفجر، ونسب القصر الى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (724-743م)، المذكور في كتابات القصر.
ويتكون الموقع من القصر والساحات والحمام والمسجد وبقايا ضيعة زراعية. وقد استخدم القصر على الأرجح كمنتجع شتوي ومركز لضيعة زراعية قام اقتصادها على زراعة سهول أريحا الخصبة. وتم تزويد القصر وري السهول المحيطة بالمياه التي جلبت من نبعي النوعيمة والديوك البعيدة، من خلال جسور المياه التي كانت تصب في بركة المفجر غرب القصر، وتتسع لما يزيد عن ثمانية آلاف متر مكعب.
وقال الكاتب طه، "إن قصر هشام يعتبر من روائع الحضارة الاسلامية المبكرة في فلسطين، وهو نتاج حضارة شابة استلهمت التراث اليوناني والروماني والبيزنطي والساساني الذي سبقها، وأعادت تكوينه بصورة إبداعية من جديد، وهي الفترة المؤسسة للحضارة العربية الإسلامية في فلسطين، والتي ترافقت مع بناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس، وانشاء مدينة الرملة والعديد من المآثر الأموية في فلسطين".
ولفت "الى ان كتابه الجديد هو أول كتاب يصدر باللغة العربية حول موقع قصر هشام".
بدوره، قال مدير دار الناشر سعد عبد الهادي: "نفخر بإصدار هذا الكتاب الذي يعتبر مرجعا مهما لأحد أهم المواقع الأثرية في فلسطين"، مشيرا الى انه من المتوقع أن يلقى الكتاب اهتماما على مستوى الباحثين والمهتمين في فلسطين والخارج، لما لقصر هشام من أهمية وجماليات فائقة.
يذكر ان حمدان طه هو باحث مستقل في علم الآثار والتراث الثقافي، درس علم الآثار في جامعة بيرزيت والجامعة الأردنية وحصل على درجة الدكتوراه في آثار الشرق الأوسط من معهد آثار غرب آسيا في جامعة برلين الحرة في ألمانيا. وانخرط منذ سنة 1994 على إعادة تأسيس دائرة الآثار الفلسطينية في وزارة السياحة والآثار وعمل مديرا للدائرة، ومن ثم وكيلا مساعدا لقطاع الآثار والتراث الثقافي، ووكيلا للوزارة حتى نهاية العام 2014. وأشرف على عدد كبير من التنقيبات الأثرية في فلسطين، الى جانب مشاريع الترميم والتأهيل. وألف أكثر من عشرة كتب في مجال الآثار والتراث الثقافي، وعشرات المقالات والدراسات المنشورة في الدوريات العالمية.