فيروس "الروتا".. المتهم في التسبب بإسهال وتقيؤ الأطفال
علاء حنتش
تكثر في أوساط الأطفال حالات الإسهال والتقيؤ، وما أن تسأل أحدا عن ذلك حتى يقول أنه فيروس يلوث الجو نتيجة الأحوال الجوية، وربما يذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، دون الاستناد إلى حقائق علمية وطبية.
ويعتبر فيروس "الروتا" واحدا من أهم أسباب الإسهال والتقيؤ، ليصبح جزءا من برنامج التطعيم الوطني كإجراء وقائي، وللحد من انتشاره لما يترتب على نتائجه آثارا صحية قد تؤدي للوفاة إذا لم يتم الانتباه لها خاصة الجفاف عند الأطفال.
وأشارت أخصائية الأطفال في مجمع فلسطين الطبي لمى الأخرس إلى أن فيروس "الروتا" من أهم المسببات للإسهال والتقيؤ، ويسبب التهاب المعدة والأمعاء ما ينتج عنه ما يعرف بالإسهال المائي الحاد وغالبا يأتي مع القيء، والحمى، وآلام في البطن وهو غير مقتصر على فئة عمرية ولكن خطورته إذا أصاب الأطفال ونتج عنه جفاف.
وأوضحت الأخرس أن فيروس "الروتا" سبب رئيسي للإسهال الشديد عند الرضع والأطفال الصغار في العالم، وهناك عشرات الآلاف من حالات الوفاة تحدث سنويا على مستوى العالم نتيجة الجفاف الناتج عنه ومضاعفاته، لأن نسبة السوائل في جسم الأطفال أكبر منه في كبار السن.
وحول أسباب الفيروس، قالت الأخرس "هناك مسببات للإصابة بالفيروس كالماء الملوث، وانتقاله عبر الهواء نتيجة العطس والسعال للشخص المريض، إضافة إلى انتقاله من خلال ملامسة اليد للبراز وعدم تنظيفها بشكل جيد يصل إلى الفم، وهذا غالبا ما يحدث مع الأمهات اللواتي يقمن بتنظيف أطفالهن، ما يساعد في انتقال العدوى لها ولأبنائها الآخرين.
وأوضحت أن أعراض الإصابة هي ارتفاع الحرارة المصاحب للإسهال المائي أو الدموي الحاد والتقيؤ، وتستمر في بعض الحالات إلى أكثر من أسبوع، إضافة إلى مغص معوي في بعض الأحيان.
ولفتت إلى أن نسبة حالات العلاجات الخارجية للمصابين بالإسهال والتقيؤ التي تصل الطوارئ في قسم الأطفال تتراوح ما بين 70-80%، ودخول للمستشفى 25%، وهذه نسبة تقريبية، حيث تكون أسباب الإسهال مختلفة ومتعددة وجزء منها يكون نتيجة فيروس "الروتا" بعد التأكد من الفحوصات الطبية.
وشددت الأخرس على أهمية عدم إهمال الوالدين أو التلكؤ في مراجعة الطبيب في حال بدت على أطفالهم الأعراض السابقة، ويفضل إحضارهم للمستشفى للحصول على خدمة طبية وفحوصات حتى لا يعاني الأطفال من مضاعفات الجفاف.
من جهته، أكد مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة د. ضياء حجيجي، أنه تم تسجيل حالات عديدة لهذا الفيروس في فلسطين، وأن الوزارة أدخلت طعم فيروس "الروتا" هذا العام إلى برنامج التطعيم الوطني، من باب الحرص على صحة وسلامة المواطنين والحد من هذا الفيروس.
وأوضح أن الوزارة نجحت في توفير 300 ألف جرعة، ستصل على دفعتين أو ثلاثة على أبعد تقدير، وهي الكمية اللازمة لهذا العام، وستكون متوفرة خلال الأيام المقبلة، وأن عدد الجرعات اللازمة لكل طفل جرعتين يفضل اعطاؤها من الشهور الأولى من الولادة.
وبين أن حالات عديدة دخلت المستشفيات خاصة الأطفال الرضع نتيجة الفيروس، الذي لم يثبت أن نشاطه مرتبط بفترة زمنية معيّنة أو فصل من الفصول.