فيديو- قبية: أول هجوم بالطائرات الفلسطينية!
ألف: شقت كلمات خريج الدراسات العليا في جامعة بيرزيت على موسى طريقها، وهي تصف غياب أي ذكر لعملية الطائرة الشراعية عبر"الفيس بوك" ، والتي وقعت في الخامس والعشرين من تشرين الثاني 1987.
يقول : لم أجد شيئاً اليوم حول الموضوع، ولو سألنا عينة عشوائية من ألف فلسطيني، حول ما يعرفونه عن هذه العملية، لكانت النسبة 1 في المئة، أما لو سألناهم عن توقيتها الدقيق الذي حدثت به، فإن النسبة لن تتعدى الأعشار بالألف.
والسبب، كما يعتقد، تزييف الوعي، واختلاف أولويات الذاكرة. غير أن المفارقة التي يقدمها موسى، هي أن الفصيل الفلسطيني الذي نفذها، أنخرط شبابه في تنظيمات الشبيحة والمرتزقة لنظام بشار الأسد، وهذا خطأ قاتل!
ويعتقد الإعلامي هارون عمايرة أن معظم من يستخدمون المواقع الاجتماعية، عدا من يستعملها لأغراض العمل، لا يملكون هذه المعلومة ، فهم في معظمهم جيل فتي ولم يفكروا كثيرا ً في القضايا التاريخية، والثقافة الوطنية، عدا عن قلة قراءاتهم واطلاعهم على القضايا المفصلية التي مرت بها القضية منذ بدايتها.
فيما يحتفظ طلال عبد الله، خريج التاريخ الذي ينشط عبر شبكة التواصل الاجتماعي، بذكرى العملية التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وجمعت في صفوفها جنسيات: سوريا و تونس وفلسطين، إذ هبط الطيارون في معسكر جباريم " الجبارين العمالقة " حيث كانت إحدى وحدات "جولاني"، والذي يقع قرب "الخالصة"، وهاجموا المعسكر ودمروا بعض مهاجعه واوقعوا خسائر كبيرة، ولم يعترف الاحتلال إلا بستة قتلى.
يضيف، استنادا إلى قراءاته في أدبيات الحركة الفلسطينية المعاصرة: حدثت العملية في العاشرة والنصف من مساء يوم الأربعاء، 25 تشرين الثاني 1987، وانقسم المهاجمون إلى مجموعتين. واستمرت نحو 90 دقيقة، وسقط خلالها خالد محمد أكر، وهو سوري الجنسية.
وأثناء عودة المقاتلين بطائراتهم الشراعية أصيبت "شراعية" التونسي ميلود ناجح بن نومه فسقطت فوق مرتفعات الجنوب اللبناني، فاضطرت للهبوط، واشتبك مع جنود الاحتلال إلى أن قضى في اليوم التالي.
يتابع :ساهمت العملية في إشعال شرارة انتفاضة العام 1987، وحملت اسم قبية، وهي القرية التي تقع في قضاء رام الله، وتعرضت في تشرين الأول العام 1953 لمجزرة أوقعت 51 شهيداً من سكانها.
واستنادا لما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية وقتها، بعد انتهاء المعركة نقل جنود الاحتلال جثة الشهيد خالد أكر في نقالة إلى المستوصف الصحي في مستعمرة "كريات شمونة"، ووضعوها خارج المستوصف، وعندما وصل قائد لواء "جولاني" مر بجثمان أكر ملفوفا ببطانية فأدى التحية العسكرية أمام الجثمان، فهمس قائد المعسكر في إذن قائد اللواء إن هذه جثة "المخرب" قائد الهجوم. فقال:"انه يستحق التحية ".
ويقول ساري عبد الخالق، الذي يواصل دراسة الماجستير في الإعلام، أن سبب نسيان أحداث بحجم" الطائرة الشراعية" وغيرها، يعود للانشغال بقضايا اليوم، وبنيران الثورات العربية المشتعلة، ولأن الجيل الشاب مثلنا لا يطالع كتب التاريخ والثقافة الوطنية.
لكن رنا بدر، قالت : "إن الشباب في سنها يعرفون ألفا على شاكلة ميسي، ولا يعرفون خالد أكر!"