الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس    34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري    الاحتلال يعتقل 13 مواطنا من مخيم بلاطة شرق نابلس    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس  

الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس

الآن

فيديو- نابلس فقدت دمشقها

فاطمة إبراهيم

على زاوية باب ضيق لدكان يغص بأنواع من التحف والأنتيكا يقف الخمسيني عزام القدومي محييا المارة من الشارع المرصوف لخان التجار بنابلس. قبل أن يقترب منه أحد الزبائن سائلا عن طاولة زهر سورية "أو الشيش بيش كما تسمى هنا"؛ يضحك القدومي ويرد "كلهن بدهن سوري .. راح السوري يابا".

افتتح القدومي محله قبل ثلاثين عاما، كان يعرض منحوتات وخزفا وأوان نحاسية مستوردة من سوريا، بعدها زاد الطلب على بضاعته، فاشتغل ببيع الأدوات الموسيقية والغرابيل وطاولات الزهر وكلها سورية.

الحانوت فيه كل شيء على حاله، سوى خلوه من بضاعته الأساسية.

تغير إيقاع الحياة في دمشق، غيرته الحروب، فتغير معه إيقاع العمل في نابلس. فُقدت أنواع من البضاعة واستبدلت بأخرى تقل عنها جودة، حتى الأعواد الموسيقية تغير صوتها وقالبها.

يتذكر القدومي أعواد  إبراهيم سكر، وموفق خليفة، والزرياب، وهي أعواد مشغولة بحرفية عالية، ولا يجد وجها للمقارنة بينا وبين الموجود في السوق الآن، مصرية الصنع أو تركية.

يقول القدومي: "كثير من البضاعة كانت تفقد على الطريق عند نقلها أو تصلها القذائف فيخسر التاجر  كامل الحمولة المصدرة إليه، وحتى إن وصلت فإن أسعارها أعلى بكثير من السابق، لذلك اتجهنا للاستيراد من دول أخرى".

على مدخل الحانوت يتدلى عود مصري يقول القدومي إن دوزان أوتاره يختلف عن عود الزرياب السوري المتقن في صنعه والمميز في رنة لحنه، وعلى الجهة اليمنى للمدخل يوضع طبل مصري أيضا لا يشبه مثيله السوري، حتى دلات القهوة المنتجة في الهند لا تضاهي تلك القادمة من حلب أيام عزها.

"الإتقان السوري مفقود في غيره من السلع الأخرى، مثلا المنتجات المصرية كثيرة العدد قليلة الجودة، الناس تحن إلى الحس السوري في هذه المشغولات" يضيف عزام القدومي.

يتحسر جميل الرمحي صاحب محل للتراث الشعبي في خان التجار بنابلس على أيام الشام قائلا: "مستحيل أن تجد بديلا للبضائع السورية. الشغل السوري لا مثيل له".

في السوق القديم أغلقت محال كان اعتمادها على المنتجات السورية، وغيرت أخرى توجهها فأصبحت تستورد البضاعة من تركيا ومصر وحتى الهند والصين، لكن المشتري الفلسطيني ظل يبحث عن الأقمشة السورية المشهورة بنعومتها ومتانتها، كما بقي الفلاح يبحث عن الغرابيل السورية ذائعة السيط في كل القرى والسهول الفلسطينية والتي انتهت تماما من سوق نابلس.

يقول الرمحي: "يأتي الفلاحون دائما للسؤال عن الغرابيل، لكننا توقفنا عن جلبها لصعوبة ذلك". ويضيف: "الشوام يحبون أهل نابلس كثيرا ونحن نحبهم، اعتدنا على عاداتهم وفضلنا منتوجاتهم، حتى بيوتنا تشبه البيوت الشامية القديمة".

وكأن نابلس قطعة دمشقية ارتبطت بها اجتماعيا وعرفيا واقتصاديا، تحن أسواقها ومحالها للنكهة السورية الغائبة عنها منذ أكثر من 4 سنين، ويردد بائعوها "الله عأيام الشام وشغل الشام وريحة الشام".

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025