جمّال المحامل
عميد شحادة
قبل حوالي عام، طلب مني الكاتب أسامة العيسة أن أبحث له عن شخص يدعى علي الجمال، صاحب أطول حكم إداري في سجون الاحتلال، فظننت أن الأمر سهلا، اتصلت بنادي الأسير في جنين ولم يكن لديهم معلومات عن الاسم، وقرأت فيما بعد أن العيسة سأل نشطاء قدامى في الجبهة الشعبية وزملاء سجن سابقين عنه، ولم يحصل على إجابات مرضية، فهناك من نسي الجمال ممن تغنوا به رمزا حسبما كتب أسامة.
في فترة بحثي عن الجمال الذي التقاه العيسة في سجن رام الله نهاية السبعينيات، لم يكن لدي سوى صورة متخيلة للرجل الذي قال أسامة إنه على ما يذكر كان بشاربين عريضين وبياض في الرأس.
طرقت أكثر من عنوان خاطئ في جنين وقراها، وكذلك حصل مع العيسة الذي جاء من بيت لحم الى عصيرة الشمالية في نابلس ولم يجد علي الموصوف هو ذاته علي المقصود الذي نبحث عنه.
أخيرا عرفت عنوان الجمال، دلني عليه شاب يبيع السجائر في سيباط جنين، سألته: هل تعرف علي الجمال؟ فقال طبعا أليس هذا الذي غنى له الناس "علي يا ابن الشعبية سبع سنين إدارية!."
عندما دخلت بكاميرا وكالة "وفا" إلى بيت جمال المحامل الثقيلة، فهمت سبب صعوبة البحث عن مناضل يقف لأول مرة في حياته أمام الكاميرا، في وقت يعتقد الناس فيه أن الأبطال هم فقط من يشاهدونهم على الشاشات، علي لا يحب الثرثرة، لذلك غاب وغُيب.