محرقة الأسرى ..الى متى ؟!- موفق مطر
لا يمكن ان ننعم بهدوء وامان، فيما نيران ( محارق المعتقلات الاسرائيلية ) تحول اجساد اخوتنا وابناءنا الى رمادعلى هيئة انسان ، فالمناضلون الفلسطينييون هناك يقتلون باشكال عدة ، منها الأمراض ، واساليب التعذيب النفسي ، والحرمان من الحقوق ، وافظع ما يحدث هو التنكيل بكرامة الانسان ، واساليب اكراههه على الكفر بالمبادىء الوطنية.
لقد اجمعت القوى الوطنية والفعاليات الشعبية ، على ان السلام والاستقرار والامن مشروط باطلاق حرية الأسرى ، وهذا ابسط موقف يمكن ان يقدمه الأوفياء للمناضلين المقاتلين من اجل الحرية والتحرير والاستقلال.
نعتمد على كفالة وضمان القوانين والشرائع الدولية حقوق المناضلين من اجل الحرية ، واقترابنا من تجسيد الدولة ، يسهل الارتقاء بقضية الأسرى لجعل حريتهم احدى ثوابتنا الوطنية ، ونتمسك برهن حريتنا بحريتهم، كما رهنا مستقبل المنطقة والسلام في المنطقة بقيام دولة فلسطين الحرة المستقلة ذات السيادة ، بعاصمتها القدس الشرقية ، والاقرار بحقوق اللاجئين وعودتهم وفق القرارات الدولية.
انطلقت حركة التحرير الوطنية الفلسطينية في الكفاح لهدف تحرير الأرض وحرية الانسان الفلسطيني ،وخاضت معارك غير مسبوقة لتحرير الأسرى،وشهد تاريخ الثورة الفلسطينية عمليات نوعية لتبادل وتحرير الأسرى، ما يعني تلازم النضال من اجل الحرية ، فكلنا في معتقل كبير ما دامت مفاتيح ارض الوطن وحدودها وسمائها وبرها وبحرها ومواردها في يد سلطة الاحتلال .
تناضل قيادتنا السياسية وتعمل باقتدار وفق منظومة القوانين الدولية ، على وضع ملف الأسرى أمام محكمة الجنايات الدولية ، والمنظمات الحقوقية كمجلس حقوق الانسان ، ووزراء خارجية الدول الكبرى والاتحاد الاوروبي ، ومعظم دول العالم ذات التأثير المباشر على دولة الاحتلال ، او تلك التي يجب ان تعلم اكثر عن جرائم الاحتلال الممنهجة بحق الاسرى وانتهاكات سلطاته لحقوقهم.
كلنا يعلم ان الرئيس محمود عباس قد اوقف المفاوضات بسبب رفض دولة الاحتلال الوفاء باتفاق قضي باطلاق حرية الأسرى القدامى على اربعة دفعات ، عندما تنصل من تنفيذ الدفعة الرابعة والأخيرة ، التي كانت تضم مجموعة من المواطنين من سكان المناطق المحتلة في العام 48 ، وهذا دليل على مدى تفكير القيادة بوحدة مصير الشعب الفلسطيني ، وبقدرة هذا الشعب على ربط حرية مناضليه باي تقدم في العملية السياسية مع دولة الاحتلال، فليست اسرائيل من تفرض الشروط ، مادام على هذه الأرض قيادة وطنية تمثل ارادة هذا الشعب العربي الفلسطيني الحر .
الهبة الشعبية ، وتوسيع قواعدها ، ونظم فعالياتها ، وتعزيز صفوفها ، ومضاعفة الضغط على دولة الاحتلال ، واشعارها بحجم كلفة الاحتلال واستيطان ، عامل رئيس بالتوازي مع ضغط المعركة الدبلوماسية والسياسية في ميدان المجتمع الدولي سيقصران عمر الاحتلال وعمر( زنازين محارقه ) المسماة معتقلات .
حرية الأسرى قضية وطنية ، لايجوز لفصيلً أو تنظيم اخذها على انها شأن خاص ، كما لا يحق اخذها للاستهلاك السياسي ، والاستحواذ على نصيب من مشاعر الجماهير ، وعلى الجميع التفكير بان عمل القوى الوطنية الفلسطينية مع توجهات القيادة الفلسطينية على الصعد المحلية والعربية والدولية ، وتحديدا في المنظمات الأممية، وحشد كل الجهود والخبرات الوطنية من أجل تحريرهم ، سبيلنا القويم ورسالتنا الوطنية والانسانية للأسرىولشعبنا وللعالم ، ان الحرية هي اثمن واعظم هدف نناضل لتحقيقه ، وان مصالحنا الوطنية العليا فوق كل اعتبار ما يفرض احترام العالم لنا ، وتثبيت قناعته بجدارتنا في الحياة كراما كشعب حر في دولة حرة