وداعا ً أخي عثمان.. خالد مسمار
"وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت". يا الله.. هذا هو قدرنا، قدر جيلنا.. جيل الثورة الفلسطـينية المعاصرة التي قادتها حركتنا الرائدة "فتح" في العام 1965.. أن نترجّـل الواحد تلو الآخر. أردنا الشهادة و سعينا لها.. ولكن الله يجتبي ويختار من يشاء ومن يريد. وها نحن الواحد منا ينعى أخاه ورفيق دربه. جيل إثر جيل.. والمسيرة طويـلة وشـاقة تُعبّـدها أجسادنا لتعبر فوقها زهـراتـنا وأشـبالـنا لتكمل مشوارنا ومسيرتنا ويرفعون علم فلسـطين الأبية فوق أسوار القدس ومآذنها وكنائسها كما كان يحلم ويريد رمزنا وقائدنا الشهيـد ياسـر عرفـات. ترجّل عثمان ابوغربية في أرض بعيدة عن أرض فلسـطين " أينما تكونوا يدرككم الموت ".. نعم الموت حق ولكنّ جسده سيعانق تراب الوطن وتراب القدس التي ولد فيها وقاتل من أجلها وعمل على تربية اجيالها التربية الوطنّـية الحقّـة. اختاره رمزنا أبو عمار ليتولى هذه المهمة الرائدة وشرفـني بمساعدته ومعنا جيل قائد من رواد الثورة الفلسـطينية الذين لهم الباع الطويل في هذا المضمار أمثال إبراهيم أبو النجا ومازن عز الدين وسليم الوادية وصبحي عبيد والقائمة تطول .. وكم كان رائعا ً أن نخرّج أجيالا ً واعدة من الأشبال والزهرات في المعسكرات الصيفية التي حاربتها سلطات الاحتلال لأنها لا تريد لهذا النشء الجديد أن يتواصل مع قضيته الفلسـطينية. نعم أنجزنا مع عثمان عملا ً هاما ً كما أراده أبو عمار. وها هو هذا الجيل يواصل المشوار بعد أن كبر كما خطط له القائد الرمز ياسـر عرفـات، ويتولى المهام سواء في التنظيم أو الجامعات و المدارس أو المواقع الحكومية.. وتبقى بوصلته القدس..عاصمة قلوبنا وأرواحنا. فإلى جنات الخلد يا أبا عبد الله. والعزاء الحار للأخت الكريمة زوجته وابنه عبد الله وبناته وإخوته الأكارم وعشيرته الفتحاوية. وداعـا ً أخي عثمـان .. أنتم السابقون ونحن اللاحقون.