الأسير الجنازرة.. "وما النصر إلا صبر ساعة"
- جويد التميمي
"أريد ولدي لأحتضنه كما كل الأمهات.. أطفاله يبحثون عنه في عيوني، كسروا قلبي وأدموه"، قالت والدة الأسير سامي محمد شعبان الجنازرة/ أم كايد (77 عاما)، في إشارة الى أحفادها فراس، ومحمود درويش، وماريا (13 و10 و4 سنوات).
سامي (43 عاما)، يخوض اضرابا عن الطعام منذ 55 يوما داخل سجون الاحتلال رفضا لاعتقاله الاداري،
"..اين أحرار العالم ومن يدّعون العمل لأجل الانسانية؟؟ صمتهم مخزٍ" أضافت "ام كايد" قبل أن تغرق في الدموع وحشرجات البكاء.
"لا عدل إلا في السماء"، قالت وهي تبتهل الى الله أن ينجي ولدها من شرور أعدائه ويمنحه الصحة والعافية.
وحكاية "أم كايد" قد تبدو ذاتها، بلحمها ودمها، حكاية سبعة آلاف أم أسير يكابدن مرارة الصبر ولوعة الفقدان.
وكما الأمهات، هن الزوجات أيضا يناضلن على جبهة الصمود.. يَلذن بالصمت وبارتعاشات القلب يبعثن الطمأنينة في نفوس أطفالهن الذين لا ينفكّون عن السؤال: متى يعود بابا من السجن!؟
"أم فراس" زوجة الاسير ورفيقة دربه قالت لــ"وفا": سامي شعلة من النشاط.. يحب الجميع، وخاصه الأطفال، نحن عائلته لن يلتئم جرحنا الا بعودته والإفراج عنه من سجون الظلم. نشعر بغيابه ونصبر، و"ما النصر إلا صبر ساعة".
"أم فراس" طالبت المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية العمل بجديه وإخلاص بغية الافراج عن زوجها، وقالت: "رسالتي للقيادة الفلسطينية أن تبذل مزيدا من الضغط الدولي ليعود سامي لأطفاله قبل فوات الأوان، ولتعود الابتسامة الغائبة إلى اطفاله وعائلته منذ زمن".
ويصف الشقيق الأكبر كايد (58 عاما) شقيقه الأسير سامي بـ"القائد العنيد والفذ، وأنه لا يهاب في الحق لومة لائم.
"قراراته يتخذها بإرادة صلبة لا تلين ويعمل لمصلحة الوطن دوما، متفانيا في خدمة ابناء شعبه أين حل وارتحل مرضياً وحنوناً، يعطف كثيراً على من حوله محباً للناس". يقول كايدمطالبا بإنهاء ملف الاعتقال الاداري باعتباره منافيا لجميع القوانين الدولية والإنسانية. ويضيف أن سامي ليس الأسير الأول ولا الأخير الذي يخوض اضرابا عن الطعام، غير أن كرة الثلج تكبر وهو ما سيدفع جميع الأسرى للإضراب عن الطعام في ظل ظلم حكومة الاحتلال وإدارة سجونها لأبنائنا واخواننا القابعين خلف القضبان".
وفيما انفجرت غضبا، طالبت هيام (49 عاما) شقيقة الأسير، جميع السياسيين ومحبي سامي في المخيم وخارجه ان ينتصروا له ولعائلته وان يشدوا من أزرهم.
"امي العجوز الصابرة التي تعاني أمراضا في القلب وغير ذلك أضربت عن الطعام منذ ايام وترفض تناول الدواء، لنقف سويا من أجل أسرانا وأمهاتهم"، قالت هيام.
ويقول مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار: إن الاسير سامي نقل الى عزل "آيلا" في سجن النقب عقب نقله قبل يومين للعلاج في مستشفى سوروكا ببئر السبع، وهذه التنقلات مرهقة ومتعبة للمحامين الذين لا يستطيعون الوصول اليه.. وأن الصليب الاحمر لم يلتقيه منذ بداية إضرابه" موضحا ان حالته الصحية صعبة جدا ويعاني من جرح عميق في الرأس حيث كان قد سقط مغشيا عليه قبل 11 يوما وتصيبه حالات إغماء وتشنجات حادة .
وأضاف، أن أشقاء الأسير (كايد وهيثم ومحمود وباجس، وشقيقاته ازدهار وانتصار وكوكب وهيام وسوزان) وجميع أفراد عائلته يستصرخون المجتمع الدولي والإنساني والضمائر الحية في العالم العربي والعالم بأسره من أجل إنقاذ شقيقهم، ودعم وإسناد الأسرى الفلسطينيين في انتزاع الحق في الحرية من بين أنياب السجّان الإسرائيلي، والعمل على إلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام حقوق الإنسان، ووقف العمل بالأوامر العسكرية الإسرائيلية في الاعتقال وتجديد الاعتقال الإداري، ودعا لتصعيد الفعاليات الإسنادية في كافة محافظات فلسطين للأسير الجنازرة ولكافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز صمودهم في مواجهة اعتقالهم التعسفي.
وأشار مدير هيئة شؤون الأسرى في الخليل إبراهيم نجاجرة الى أن أكثر من 700 أسير فلسطيني يعانون جراء الاعتقال الاداري في سجون الاحتلال، ويشدد على أن هذه انتهاكات وإجراءات تعسفية من قبل حكومة الاحتلال يجب لجمها محملا ادارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الاسير الجنازرة.
ودعا نجاجرة مؤسسات المجتمع الدولي المنادية بحقوق الإنسان إلى التدخل العاجل للإفراج عن جميع الأسرى خاصة الاداريين، ونوّه الى أن الاحتلال يستهتر بحياة الأسرى المضربين عن الطعام ما يشكل تهديدا وخطرا على حياتهم. وأضاف "العديد من الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية يتعرض لها أسرانا في ظل صمت دولي غير مقبول، وعلى وسائل الإعلام المحلية والدولية فضح انتهاكات الاحتلال بحقهم، وعلى الجمعيات الحقوقية تجريم قادة السجون في المحافل الدولية ونشر حقيقه أن إسرائيل تمارس أعمالها كدولة فوق القانون ولا تكترث بقواعد القانون الدولي".
يشار الى أن الأسير سامي الجنازرة، لاجئ من سكان مخيم الفوار جنوب الخليل، وبلدته الأصلية عراق المنشية، وهو من مواليد 17-9-1973م، لم يكمل تعليمه الجامعي بجامعة الخليل بسبب مطاردة الاحتلال الإسرائيلي له واعتقاله مرتين سابقتين. كان الاعتقال الأول له في أواخر الثمانينات حيث أمضى في السجن عامين ونصف، ورحل والده وهو في السجن، واعتقل للمرة الثانية عام 2003 حيث أمضى في السجن 5 سنوات، واعتقل مؤخرا اداريا في 15-11-2015 حيث تم تمديد اعتقاله من قبل المحاكم الصورية الإسرائيلية مرتين ليعلن بعد ذلك إضرابا مفتوحا عن الطعام في 3 آذار/مارس 2016 لمواجهة اعتقاله الإداري مطالبا بالإفراج عنه.