الفتاة إيناس نوفل تبحث عن الشهرة من خلال رياضة الماراثون
تحلم الفتاة إيناس نوفل (15 عاما) من مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة بأن تصبح عداءة ماراثون مشهورة.
ومنذ أكثر من 9 أشهر، تتدرب إيناس كل يوم لمدة أربع ساعات مع معلمها الرياضي سامي نتيل في مساحة خالية داخل المخيم.
وقالت إيناس في تعليقها على ممارستها للرياضة، في بيان صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا": "البنات يستطعن أن يكنّ رياضيات ماهرات، وهن مؤهلات ليتنافسن، غزة لا تتعلق فقط بالصراع والدمار، بل يمكننا أن نكون ناجحين أيضا، أنا أمارس الرياضة لكي أكون بصحة جيدة، وكوني فتاة أريد أن أثبت أن بوسعي القيام بذلك".
وأوضحت أنها شاركت أول مرة في ماراثون نُظم في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة في نهاية 2015، وفازت بالمركز الأول، وبعد ذلك النجاح، أصبحت لديها الدافعية لتضاعف من تمارينها، لأنها أرادت أن تشارك في ماراثون فلسطين السنوي الرابع الذي أقيم في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية في شهر نيسان الجاري، إلا أنها والعديد من المواطنين من قطاع غزة لم يحصلوا على تصاريح من السلطات الإسرائيلية للخروج من غزة، وعلّقت إيناس على ذلك: "لقد كنت متحمسة عندما حصلت على الدعوة للمشاركة في ماراثون فلسطين، وعندما لم أحصل على التصريح شعرت بخيبة أمل".
وأشارت إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عدة سنوات لم يكن العائق الوحيد الذي واجهها، حيث التقاليد المحافظة والصور النمطية حول النوع الاجتماعي المنتشرة في قطاع غزة، وجزء كبير من المجتمع لا يوافق أن تقوم فتاة بممارسة رياضة بدنية في مكان عام، ومع مرور الوقت، ومع ذلك تشعر إيناس بأن الأمر يتغير لصالحها وأن الناس اعتادوا على نشاطها، وهذه الأيام تشاركها 15 فتاة بشكل دوري ممن يحلمن بالمشاركة بالماراثون.
وقالت: "إن تغيير الأفكار والانطباعات ليس بالأمر السهل في غزة، ولكنه في نفس الوقت ليس بالمستحيل". وتحظى إيناس بدعم كامل من عائلتها الذين غالبا ما يرافقونها في تدريباتها لمشاهدتها ودعمها، وقال والدها محمد نوفل: "أدعم ابنتي في حقها بممارسة الرياضة مثلها مثل أي شخص، إضافة إلى كون الرياضة مفيدة لصحتها".
وتتذكر إيناس مبتسمة أول جلسة تدريبية لها، وقتها كانت لا تستطيع الجري لأكثر من نصف دقيقة، واليوم، تستطيع الجري بسهولة مسافة 10 كم، وهي تستعد الآن لتهيئ نفسها للمشاركة في سباقات ماراثون حول العالم.
وتشير إلى أن رسالتها إلى الفتيات في غزة ممن يملكن أحلاما وتوقعات، "إذا كان لديك حلم، فلا تخافي واتبعيه".
وتدعم الأونروا النشاطات البدنية للفتيات من خلال التعليم الرياضي الاعتيادي في مدارسها، وعبر مشاريع خاصة مثل مشروع رياضة ريال مدريد الاجتماعي والرياضي الذي يهدف إلى تعزيز مهارات الرياضة لدى الأطفال اللاجئين ومهارات روح الفريق، وتوفير مساحات لعب وترفيه آمنة، ويُنفذ المشروع في 15 مدرسة من مدارس الأونروا البالغ عددها 257 في مختلف أنحاء قطاع غزة، ويستهدف 580 طالبا وطالبة، حيث أن 8 مدارس من الـ15 مدرسة المشاركة هن مدارس للفتيات.
كما تقدم الأونروا تسهيلات بدنية صحية للنساء والفتيات في قطاع غزة، من خلال مشروع المساحات الاجتماعية والترفيهية، والمنفذ من قبل مبادرة النوع الاجتماعي في الأونروا، وفي المجموع العام، وتدعم مبادرة النوع الاجتماعي لـ27 منظمة مجتمع محلي في مختلف أنحاء قطاع غزة، ويشمل ذلك على تقديم دروس تعليمية باللغة العربية والإنجليزية، والفنون وورش العمل الفنية وأندية الكتب والنشاطات البدنية الصحية لأغراض اجتماعية نفسية.