تقرير: أربعة شهداء والاستيلاء على آلاف الدونمات الشهر الجاري
اعتقال 400 مواطن بينهم 60 طفلاً وهدم أكثر من 97 منزلاً ومنشأه
قال مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تقريره الشهري، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، قتلت اربعة مواطنين، واستولت على آلاف الدونمات خلال شهر نيسان الجاري.
الشهداء
وأوضح المركز في تقريره حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني، أن من بين الشهداء الأربعة طفل وامرأة، وهم :ابراهيم محمد عثمان برادعية (54 عاماً) من بلدة صوريف شمال شرق الخليل، ويسكن في مخيم العروب، وعبد الحميد أبو سرور (19 عاما) من مخيم عايدة في بيت لحم، ومرام صالح حسن ابو اسماعيل (23 عاماً) من قرية قطنة شمال غرب القدس، وهي ام لطفلتين، وشقيقها إبراهيم صالح حسن ابو اسماعيل (16 عاماً).
وأشار إلى أن عدد الشهداء منذ اندلاع الهبة الشعبية مطلع تشرين أول من العام الماضي ارتفع الى 213 شهيداً، بينهم 48 طفلاً، فيما ارتفع عدد جثامين الشهداء المحتجزة إلى 18 جثمانا.
الاستيلاء على الاراضي والاستيطان
وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي، استولت على آلاف الدونمات من أراضي المواطنين الفلسطينيين خلال شهر نيسان المنصرم، حيث استولت على 2500 دونم من أراضي بلدة الزاوية غرب سلفيت وسنيريا جنوب شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة.
كما أخطرت سلطات الاحتلال بالاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي قرية جالود جنوب نابلس، إضافة إلى اراضي بلدتي ترمسعيا والمغير شمال رام الله، لأغراض عسكرية وشق طريق عسكري استيطاني يربط مستوطنة" شيلو" مع البؤر الاستيطانية الواقعة الى الشرق منها والمقامة على أراضي قرية جالود حتى شارع "الون" في محافظة اريحا، ما يهدد بالاستيلاء على آلاف الدونمات من اراضي المواطنين الزراعية، كما جرفت قوات الاحتلال طرقاً زراعية في قرية قريوت وعدة دونمات في مخيم العروب .
وفي سياق آخر، كشف موقع صحيفة "هآرتس" العبرية عن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه موشيه يعلون، على بناء 421 وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة الغربية بما في ذلك المستوطنات المعزولة، وبحسب الموقع تمت الموافقة على بناء 54 شقة سكنية في مستوطنة "هار براخا"، و17 وحدة سكنية في مستوطنة "ريفافا" المقامتين شمال الضفة الغربية المحتلة ، و70 شقة في مستوطنة "نوكديم" و34 في مستوطنة "تقواع"، و48 وحدة سكنية في بؤرة "جاني موديعين" في منطقة رام الله، و76 وحدة في "جفعات زئيف" شمال مدينة القدس، و24 وحدة سكنية في "كريات أربع" قرب الخليل و98 وحدة سكنية في مستوطنة "نيريا" قرب رام الله .
وفي اطار تسارع البناء الاستيطاني في مدينة القدس، قالت مصادر إسرائيلية، إن عدة شركات تقوم ببناء ما مجموعه 415 وحدة استيطانية جديدة في عدة مستوطنات في مختلف انحاء مدينة القدس،24 وحدة سكنية في "بسغات زئيف" و72 وحدة سكنية في مستوطنة "مودعين" و252 وحدة سكنية في مستوطنة "هارحوماه" بجبل ابو غنيم، و53 وحدة سكنية في مشروع "بارك بسغاه" في مستوطنة "بسغات زئيف"، و14 وحدة سكنية في مشروع "نوفي ادوميم " في مستوطنة معاليه أدوميم .
كما كشفت مصادر اسرائيلية النقاب عن ان سلطات الاحتلال بدأت بتنفيذ مخططات قديمة لإقامة اكثر من 1800 وحدة سكنية جديدة في اربع مستوطنات في القدس.
تهويد القدس
واصلت سلطات الاحتلال سياستها الممنهجة القائمة على تهويد المدينة المقدسة بشتى السبل والاجراءات التعسفية بحق المواطنين والمقدسات.
وأشار المركز في تقريره إلى أن المستوطنين المتطرفين بقيادة الحاخام اليهودي المتطرف يهودا غليك، واصلوا اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الاقصى، والقيام بطقوس تلمودية في ساحاته، بحراسة من شرطة الاحتلال، فيما تقوم باعتقال المرابطين والمصلين وتصدر بحقهم قرارات ابعاد عن الاقصى.
ولفت إلى أن وزارة السياحة الاسرائيلية أعدت خارطة سياحية لمدينة القدس تقوم بتوزيعها على السياح الاجانب تشتمل قائمة من 57 موقعا للزيارة في البلدة القديمة، تظهر موقعاً اسلاميا واحدا وخمسة مواقع مسيحية فقط، وبالمقابل تظهر عشرات الكنس والمعابد والمدارس الدينية اليهودية.
كما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أحد المباني التابعة للأوقاف الإسلامية في حي واد الجوز القريب من سور القدس التاريخي. واعتدت على حارسيْن كانا داخل المبنى، كما أقدمت بلدية وشرطة الاحتلال في القدس، على هدم حديقة أقيمت تخليدا لذكرى 47 شهيدا سقطوا في القدس منذ تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وبين المركز أن طواقم بلدية الاحتلال في القدس اقتحمت حي البستان ببلدة سلوان وبشكل متكرر، ووزعت "إنذارات قبل تقديم لوائح اتهام" لأصحاب منشآت سكنية وتجارية مهددة منازلها بالهدم، كما ردت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسا قدمته عائلة فلسطينية ضد إخلائها من منزلها في حارة السعدية في البلدة القديمة في القدس الشرقية، وقررت إخلاء العائلة لمنزلها حتى نهاية شهر حزيران المقبل لصالح جمعية عطيرات كوهانيم الاستيطانية، كما قامت بلدية الاحتلال في القدس بمضاعفة تعرفة "الارنونا " فيما يتعلق "بالعقارات الفارغة " نحو خمس مرات بذريعة تحفيز اصحابها على تأجيرها او بيعها، في نية مبيتة تسعى بلدية الاحتلال من خلالها الى تفريغ الفلسطينيين من المدينة.
وكشفت إحصائيات حديثه أن نسبة الفقر بين المقدسيين وصلت 80%، أي أن أربعة من بين خمسة مقدسيين يعيشون بمعدل أجر يومي أقل من 2 دولار و10 سنت، وأن 85% من الأطفال المقدسيين يعيشون في خطر بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المدينة المقدسة .
الجرحى والمعتقلين
ولفت المركز في تقرير إلى أن 270 مواطناً ومواطنة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بينهم 85 طفلاً، أصيبوا برصاص الاحتلال، كما اعتقل نحو 400 مواطن بينهم 60 طفلاً خلال الشهر الماضي.
وقال نادي الاسير إن نحو 7 آلاف اسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال بينهم أكثر من 400 طفل وطفلة، إضافة إلى 69 أسيرة، 750 أسيراً إدارياً بينهم ثلاث أسيرات، كما ارتفع عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال ليصل إلى 19 صحفياً .
هدم المنازل والمنشآت
هدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر نيسان اكثر من 97 منزلاً ومنشأه في الضفة الغربية والقدس من بينها 44 منزلاً ومسكن ونحو 53 منشأه سكنية وزراعية وتجارية.
ومن ابرز عمليات الهدم التي قامت بها سلطات الاحتلال، هدم منازل عوائل اربعة شهداء ثلاثة منهم في بلدة قباطية جنوب جنين وآخر في مخيم قلنديا شمال القدس، إضافة الى هدم 34 مسكنا ومنشأه في خربة طانا جنوب نابلس، منها 17 منشأه تستخدم للسكن ادت الى تشريد 69 مواطناً، بينهم 49 طفلاً، وهدم حديقة للأطفال في قرية زعترة جنوب نابلس تبرعت بها جهات مانحة .
كما هدمت سلطات الاحتلال مسلخ مدينة بيت ساحور قرب بيت لحم تبلغ مساحته نحو 2300 متر، وهو عبارة عن 6 مخازن من الاسمنت، تم بناؤها من قبل البلدية عام 2010، وتمت عملية التجريف دون السماح للعمال بإخراج أي من البضائع والمعدات التي بداخله .
اعتداءات المستوطنين
وقال مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، إن المستوطنين يواصلون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بحماية جنود الاحتلال.
وأشار المركز في تقريره إلى أن مئات المستوطنين اقتحموا "قبر يوسف " قرب نابلس واقاموا طقوسا تلمودية فيه، كما شارك المئات منهم في اداء طقوس في عدد من المواقع الأثرية بعد اقتحامهم لها بالقوة، مثل "قبر عتنائيل" وسط الخليل ومنطقة البركة في بلدة يطا، إضافة الى مجمع برك سليمان السياحي جنوب بيت لحم.
كما تعرضت عائلة من مدينة الخليل لمحاولة اعدام من قبل مستوطنين على الطريق الالتفافي رقم "60" والمحاذي لمستوطنة "كريات اربع"، حينما حاول أحد المستوطنين اطلاق الرصاص عليهم وهم بداخل مركبتهم، فيما ألقى مستوطنو "نفي دانيال" المقامة جنوب بيت لحم، كميات كبيرة من الركام والاتربة والحجارة في ارض مزروعة بأشجار الكرمة والزيتون تعود ملكيتها للمواطن ابراهيم صلاح شيخة من بلدة الخضر ما ادى الى تخريب نحو ثمانية دونمات من ارضه المزروعة بالأشجار.
وفي السياق ذاته، تقوم مستوطنة “أريئيل” ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة بضخ مياه الصرف الصحي في واد المطوي غرب مدينة سلفيت، ما يهدد تلويث البيئة ومياه الينابيع الموجودة في المنطقة والاراضي الزراعية .
اعتداءات الاحتلال على قطاع غزة
أطلقت الحربية الاسرائيلية النيران تجاه مراكب الصيادين في بحر بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقبالة مدينة الزهراء وسط القطاع، وقبالة سواحل مدينة رفح، واعتقلت ثلاثة مواطنين، كما توغلت عدة أليات عسكرية اسرائيلية شرق حي الشجاعية ونفذت أعمال تجريف.