أبو بكر: نجدد العهد والقسم على محاسبة ومحاكمة قتلة الصحفيين
أكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر التزام النقابة بعهدها وقسمها على محاسبة ومحاكمة قتلة الصحفيين الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان لنقيب الصحفيين، صدر اليوم الاثنين، عشية الذكرى السنوية لإحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف غدا الثلاثاء، الثالث من أيار والذي يتزامن مع تصاعد وتيرة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين وبأشكال مختلفة وفي عموم الوطن القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ويتزامن ايضا مع خروقات وانتهاكات داخلية فلسطينية يجب أن تتوقف فورا.
وقال البيان، إن العام 2016 شهد منذ بدايته حتى يومنا هذا انتهاكات من قبل الاحتلال ترتقي إلى جرائم حرب وفق القانون الدولي ووفق العهد الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة، حيث أصيب أكثر من 70 صحفيا في عموم فلسطين باعتداءات جيش الاحتلال واعتقل عدد منهم على خلفية عملهم المهني ولا زال أكثر من 20 صحفيا في سجون الاحتلال منهم عضو الأمانة العامة للنقابة الزميل عمر نزال الذي نرجو أن تكلل جهود نضالنا للإفراج عنه بالنجاح بأسرع وقت ممكن هو وجميع الزملاء والزميلات.
وتابع، لقد خاضت النقابة هذا العام نضالا على المستوى الوطني وعلى المستويين العربي والدولي من أجل حماية حياة الأسير محمد القيق الذي خاض إضرابا عن الطعام بصمود أسطوري من أجل إلغاء اعتقاله الإداري وعدم التمديد له حيث اعتقل على خلفية عمله الصحفي، وفي منتصف شهر فبراير الماضي خضنا ولا زلنا معركة ضد قرارات حكومة الاحتلال باغلاق مكاتب فضائية فلسطين اليوم بعد اقتحامها وإغلاق مكاتبها في رام الله ومنع طاقمها من العمل في الضفة الغربية بقوة الاحتلال وقبلها أغلقت إذاعتين محليتيين في الخليل هما منبر الحرية ودريم وهددت بإغلاق محطات أخرى.
وأضاف البيان، أننا ونحن نحيي هذه الذكرى نستعرض سلسلة من الجرائم التي تم ارتكابها بحق الصحفيين الفلسطينيين، نستذكر اغتيال غسان كنفاني رئيس تحرير مجلة الهدف، وكمال ناصر وماجد ابوشرار رئيس تحرير فلسطين الثورة، وحنا مقبل أمين عام اتحاد الصحفيين العرب، ومرورا باغتيال أول مصور فلسطيني الشهيد هاني جوهرية في لبنان عام 1976، ونستذكر قصف كل المواقع الإعلامية الفلسطينية وإذاعة صوت فلسطين التي قصفت في الأردن ولبنان وسوريا، وتلك القائمة الطويلة من أعلام الإعلام الفلسطيني الذي دفعوا حياتهم ثمنا من أجل فلسطين وعملهم المهني.
وأكد البيان أن جرائم الاحتلال لن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن وستبقى مسؤولية العمل على محاكمة ومحاسبة من قتلهم مسؤوليتنا التي لن نتخلى عنها، فالاحتلال لم يتوقف يوما واحدا عن حربه على الإعلام الفلسطيني والصحفيين الفلسطينيين، من أجل تكميم الأفواه ومنع نقل حقيقة جرائمه بحق شعبنا إلى العالم.
وجاء في البيان، "مع انتقال مركز ثقل النضال الفلسطيني إلى داخل الوطن كان للإعلام الفلسطيني دور بارز ومتميز في نقل فعاليات الانتفاضة الأولى وكان هو المستهدف الأول وأصيب العشرات واعتقلوا من صحفيينا خلالها في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس العاصمة الأبدية لفلسطين، وبدأت سياسة تكسير العظام لوزير الحرب الإسرائيلية آنذاك رابين واستهدفت أول ما استهدفت الصحفيين الفلسطينيين ونذكر صورة تكسير الصحفي عبد خبيصة وصور الاعتداءات على كل الصحفيين.
وتابع، وفي انطلاق الانتفاضة الثانية شكل دور الصحفيين الفلسطينيين محورا أساسيا في نقل حقيقة الاحتلال ومنذ الأيام الأولى للانتفاضة الثانية وذكر تصوير اغتيال الشهيد الطفل محمد الدرة في غزة من قبل الصحفي طلال أبو رحمة والتي أصبحت الصورة المتداولة في كل وسائل الإعلام العالمية وتوالت الجرائم ضد صحفيينا بل تصاعدت واستشهد المصور الصحفي نزيه دروزة، والصحفي عصام تلاوي وعماد ابو زهرة وأصيب العديد إصابات خطرة جدا منهم ماهر ابو خاطر وسيف الدحلة وفادي العاروري والقائمة طويلة من الصحفيين، حيث لا أبالغ إذا قلت انه لا يوجد صحفي ميداني في فلسطين لم يتعرض لإصابة أو اعتداء من قبل جنود الاحتلال.
ثم تأتي الحروب العدوانية على قطاع غزه 2008 و 2012 و 2014 ليكون الصحفيون هم الهدف الأبرز لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وفي هذه الحروب سطر الصحفيون الفلسطينيون أروع أشكال المهنية في عملهم وأدائهم لكنهم أيضا دفعوا حياتهم ثمنا لمهنيتهم ليس لذنب إلا لأنهم ينقلون الحقيقة بمهنية، أصبح يشهد لها العالم أجمع وخاصة المؤسسات الاعلامية العربية والعالمية، وخسرت فلسطين والأسرة الصحفية خيرة أبنائها وصحفييها خاصة في عام 2014 في الحرب على غزة حيث سقط أكثر من 19 صحفيا شهداء، وأصيب أكثر من 70 صحفيا وتم تدمير وقصف أكثر من 20 مؤسسة اعلامية في غزه.
وأضاف البيان، أما العام 2015 فقد أصيب أكثر من 600 صحفي فلسطيني منهم أكثر من 77 صحفية وتوالت الاعتداءات لتصل حتى للاعتداء على الصحفيين الأجانب العاملين في فلسطين
ومع كل هذه الدماء الطاهره التي سالت من خيرة الصحفيين إلا أن الصحفيين استطاعوا أن يأخذوا مكانة متقدمة في وسائل الإعلام العالمية والعربية وبسبب هذه المهنية التي يتم محاربتنا عليها من دولة الاحتلال لكن وسائل الإعلام المختلفة في العالم أجمع ظلت تثق بمهنية صحفيينا بل وزادت هذه الثقة بشكل كبير وتعاظمت وأكدت على ثقتها هذه بالاستعانة بالصحفيين الفلسطينيين في تغطية ما سمي ثورات الربيع العربي في كل الدول التي شهدت وتشهد أحداثا، وقبلها نستذكر تغطية الاحتلال الأمريكي للعراق الذي كان للصحفيين دور بارز في تغطيته المؤلمة وزاد الألم بفقداننا واحدا من أبرز صحفيينا الشهيد مازن دعنا.
إن هذا الاستعراض السريع لاستهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين وان سقط سهوا العديد من الأحداث والأسماء التي كلها أسماء صحفيين كبار ُنجلهم ونقدرهم عاليا جميعا، ونجدد القسم والعهد لهم اننا سنبقى الأوفياء على حمل الأمانة حتى يتم محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين الفلسطينيين وعدم افلاتهم من العقاب حسب ما نصت عليه القوانين الدولية الخاصة بحماية الصحفيين,
وأكد أبو بكر "النقابة ماضية على درب الشهداء والجرحى والأسرى ولن توقفنا قوة على هذه الأرض عن النضال من أجل حرية الصحفيين الفلسطينيين وحصولهم على حرية الحركة والتنقل دون أي تأخير أو إبطاء أو مماطلة لأن هذا حقنا الذي ننال ونسعى لتحقيقة وفق القوانين الدولية وليس منحة من أحد وخاصة الاحتلال الذي يجب عليه أن يلتزم بالقوانين الدولية الخاصة بحرية عمل الصحفيين وحرية تنقلهم وعدم المساس بهم وحمايتهم وفق قرار 2222 الصادر عن مجلس الأمن الدولي العام الماضي 2015، واما على الصعيد الداخلي أؤكد أن إنجاز تشريعات وقوانين تحمي حرية الرأي والتعبير وحرية الرأي والرأي الآخر وحق الصحفيين في الحصول والوصول إلى المعلومة دون أي إعاقة أو تأخير وبدون ملاحقة أو اعتقال على هذه الخلفيات هي أولوياتنا التي نعمل على إنجازها في الأيام والأسابيع المقبلة".
وقال إن الوفاء للأسرة الصحفية الفلسطينية عموما ولنقابة الصحفيين هو بإعلاء رأيتها ودورها، من اجل ترسيخ دورها ليكون له التأثير الأكبر والاحترام الأكبر على كل المستويات الداخلية والعربية والعالمية وفي كل المحافل، وعلى المستوى الوطني يبقى الحلم الذي سيتحقق قريبا بأن نرى الجسم الصحفي واحدا موحدا في إطار نقابة الصحفيين الفلسطينيين التي أثبتت وتثبت كل يوم انها للجميع دون استثناء وهي بيت جميع الصحفيين.