مدى: الحريات الاعلامية في فلسطين ما تزال هدفا لاعتداءات متصاعدة
اقرت الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1993 اعتماد الثالث من ايار، يوما عالميا لحرية الصحافة، كوقفة لتقييم أحوال حرية الصحافة في أنحاء العالم، ولتسليط الضوء على الاعتداءات التي تستهدف الصحافيين والحريات الاعلامية والدفاع عنها، ومن اجل العمل لتعزيز ثقافة حرية الصحافة والتعبير، كشرط لازدهار ولايجاد صحافة جيدة تمكن الناس من اتخاذ قرارات مستنيرة.
اليوم وبعد 23 عاما على اعتماد الثالث من أيار يوما عالميا لحرية الصحافة، فان الحريات الاعلامية ما تزال هدفا لاعتداءات جسيمة تزداد وتيرتها في انحاء العالم وفي منطقتنا العربية على وجه الخصوص حيث تتوالى عمليات قتل وملاحقة الصحافيين، واستهداف وسائل الاعلام.
وفي فلسطين فان دائرة الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية لم تتوقف عن الاتساع، والتي كان آخرها اعتقال سلطات الاحتلال الاسرائيلية، الزميل عمر نزال عضو الامانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين اثناء توجهه للمشاركة في اعمال مؤتمر الاتحاد الاوروبي للصحافيين وتحويله للاعتقال الاداري لمدة 4 شهور وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وما زال الصحافيون والمؤسسات الاعلامية في فلسطين يدفعون ثمنا باهظا لعملهم الدؤوب في تغطية الاحداث بالكلمة والصورة حيث رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" العام الماضي 2015 ما مجموعه 599 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية في الضفة وقطاع (بما فيها القدس المحتلة) أي بزيادة معدلها 16% عما كان سجل في العام الذي سبقه 2014.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلي القسم الاكبر والاشد جسامة وخطورة من هذه الاعتداءات (407 اعتداءات - مايعادل 68% منها) في حين ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة 192 انتهاكا او ما نسبته 32% منها.
ومنذ مطلع ايار 2015 وحتى اليوم قتل صحافي في قطاع غزة، بينما قتل جيش الاحتلال اثنين من طلبة الاعلام في الضفة الغربية.
ولم تحمل الشهور الاربعة الاولى من العام الجاري 2016 أي جديد ايجابي على صعيد الحريات الاعلامية في فلسطين حيث لم يسجل أي تراجع على وتيرة الانتهاكات التي ما تزال تسير بذات الاتجاه التصاعدي، لا سيما الاعتداءات الاسرائيلية منها، حيث سجل ما مجموعه 125 اعتداء[1] ضد الحريات الاعلامية، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 101 اعتداء منها، في حين ارتكبت جهات فلسطينية في الضفة والقطاع 24 انتهاكا.
وتمثل الارقام سالفة الذكر مؤشرا صارخا على التحديات والمخاطر التي تواجه الحريات الاعلامية والصحافيين في فلسطين.
واشاد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" بجهود الصحافيين ووسائل الاعلام التي لم تتوقف عن نقل الاحداث والحقائق رغم كل هذه المخاطر والتحديات، مجددا تأكيده على مواصلة وتعزيز جهوده من اجل حماية الحريات الاعلامية جنبا الى جنب مع مختلف المؤسسات والشركاء في فلسطين والعالم.
وطالب المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي وفعال على الاحتلال الإسرائيلي للافراج عن الصحفي عمر نزال وجميع الصحافيين المعتقلين ووقف سياسة الاعتقال الاداري التي يتبعها الاحتلال الاسرائيلي، ووقف مختلف اعتداءاته المستمرة والمتصاعدة ضد الحريات الاعلامية التي امتدت لتطال العشرات من المواطنين الصحافيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ويطالب الجهات الفلسطينية المسؤولة في الضفة والقطاع بوقف كافة الانتهاكات التي تستهدف الحريات الإعلامية.