في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الاحتلال يواصل انتهاكاته بحق الصحفيين
معن الريماوي
يصادف اليوم الثلاثاء، الثالث من أيار، اليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام، بينما تستمر انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق الصحفيين الفلسطينيين، في تحد سافر لكل المواثيق والمعاهدات الدولية.
ويتعرض الصحفيون الفلسطينيون لاعتقالات وملاحقات من قبل قوات الاحتلال، إضافة الى قمعهم والحد من حرية حركتهم، أثناء قيامهم بعملهم خلال تغطيتهم للأحداث، لفضح جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبهم.
وأغلق الاحتلال الإسرائيلي العديد من وسائل الإعلام والفضائيات الفلسطينية، كما دعت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها وبشكل صريح لقمع الصحفيين واعتقالهم، متهمة إياهم بالتحريض.
العديد من الصحفيين تعرض للاعتداء من قبل قوات الاحتلال، أبرزها ما تعرضت له الصحفية المقدسية كريستين ريناوي التي تعرضت لإطلاق نار مباشر أثناء تغطيتها للأحداث الدائرة في مدينة القدس المحتلة، ما أدى إلى إصابتها بعيار ناري، كما أصيبت مراسلة قناة الميادين هناء محاميد بقنبلة صوت في الوجه.
الاعتداءات لم تقتصر على قوات الاحتلال بل كان المستوطنون شركاء لهم في الاعتداء على الصحفيين الفلسطينيين، وآخرها ما تعرضت له الصحفية نبال فرسخ مراسلة قناة رؤيا، التي تعرضت لهجوم عنصري من قبل أحد المستوطنين بالقرب من بلدة النبي صالح.
وقالت ريناوي لـ"وفا": "خلال تغطيتي المواجهات التي أعقبت استشهاد محمد أبو خضير أصبت برصاصة معدنية بكتفي، وعلى الفور تم نقلي للمستشفى لتلقي العلاج، وعدت مباشرة لتغطية الأحداث".
بينما رأت فرسخ التي تعرضت لاعتداءات من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال، أن الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة يوميا على الصحفيين، لبث الرعب والخوف في نفوسهم.
وتضيف، "تعرضت خلال تغطيتي الاعلامية للإصابة المباشرة بالرصاص المعدني وقنابل الغاز السام وغاز الفلفل، وتم الاعتداء علي بالضرب والتهديد وغيرها من وسائل العنف أو الإهانة، وآخر اعتداء كان في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله لمناسبة يوم الأرض، حيث تفاجأت أثناء تغطيتي الاعلامية بوجود مستوطن خلفي وبدأ بالتشويش والصراخ، وترديد عبارات عنصرية، وقام بسرقة الخوذة الخاصة بي، كما سرق كاميرا التصوير".
بدوره، قال وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة: "إن معركتنا مع المحتل هي معركة على الوعي، ويسعى من خلال استهدافه للمؤسسات الاعلامية والكل الفلسطيني، لكن الاعلام سيبقى يعمل جاهدا، من أجل فضح جرائم الاحتلال".
وأشار إلى أن هناك ما يقارب 200 اعتداء من قبل الاحتلال على وسائل الاعلام والاعلاميين، وتحديدا منذ بداية تشرين الأول العام الماضي، كما اعتقل 19 صحفيا كان آخرهم عضو نقابة الصحفيين عمر نزال.
وشدد خليفة على ضرورة أن تتوفر للصحفيين كل وسائل الحماية القانونية والتدريب المهني، مشيرا إلى أن الوزارة سعت من خلال توقيعها على عدد من الاتفاقيات الدولية على رفع كفاءة الصحفيين، والعمل على حمايتهم جميعا.
من جهته، قال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين حسام عز الدين، إن الاحتلال يواصل اعتداءاته اليومية بحق الصحفيين سواء كان في اليوم العالمي لحرية الصحافة أو غيره من اعتقال أو استهداف خلال تغطيتهم الأحداث، في رسالة تحد للمجتمع والمؤسسات الدولية، على اعتبار أن إسرائيل فوق الجميع.
وأوضح أن هناك 20 صحفيا يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي دون توجيه أي تهمة واضحة بحقهم، وهذا ما يؤكد أن الاستهداف والاعتقال هو على خلفية صحفية، وآخر هذه الاعتقالات ما جرى بحق الصحفي عمر نزال الذي تم تحويله للاعتقال الاداري لمدة أربعة أشهر دون وجه حق.
وأكد عز الدين ضرورة أن يتوحد الصحفيون في فلسطين تحت مظلة نقابة الصحفيين، والعمل على تحقيق الوحدة داخل الجسم الصحفي في الضفة الغربية وقطاع غزة، لمواجهة انتهاكات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، ووضع حد لها.