مدير عام دائرة شؤون اللاجئين بالمنظمة: اوضاع اللاجئات الفلسطينيات النازحات من سوريا صعبة
طالبت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية العمل على زيادة المساعدات الدولية للخدمات الأساسية المقدمة للاجئين المتواجدين في الدول المضيفة على صعيد الاغاثة والرعاية الصحية والتعليم وتطوير آفاق التعاون مع منظمات حقوق الإنسان في مراقبة ورصد انتهاكات حقوق الإنسان للاجئين والنازحين .
واكد أحمد حنون مدير عام دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية مسؤول ملف المخيمات ووكالة الغوث على ضرورة أن تتخذ حكومات الدول المضيفة الخطوات التي من شأنها تيسير حصول اللاجئين غير المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على الخدمات الأساسية وخاصة للأشخاص المحتاجين لهذه الخدمات واتخاذ الإجراءات التي من شأنها إضفاء وضعية شرعية على اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا غير المعترف بهم وتوفير ما يثبت هذه الوضعية.
جاءت مطالبة المسؤول الفلسطيني خلال العرض الذي قدمه في اليوم الأول للمؤتمر الذي تنظمه منظمة المرأة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمفوضية العليا لشئون اللاجئين ، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بعنوان "قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية : الواقع والمستقبل " في فندق سمير اميس في العاصمة المصرية تحت رعاية رئيس الوزراء المصري وبمشاركة الاستاذة فريال عبد الرحمن عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية ممثلة عن السيدة الاولى في فلسطين وممثلين رفيعي المستوى من منظمة المرأة العربية وجامعة الدول العربية و المفوضية العليا لشئون اللاجئين وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بمشاركة وحضور وزراء ومسئولين رفيعي المستوى من الدول العربية بما فيها الدول المضيفة للاجئين والنازحين والدول العربية المانحة وممثلين عن المنظمات العربية المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية ، وممثلين عن الوكالات الأممية المعنية ، وممثلون من الاتحاد الأوروبي والدول الغربية المضيفة للاجئين من المنطقة العربية وممثلين من المجتمع المدني في الدول المضيفة للاجئين ، ومن المجتمع المدني الدولي ، ونخبة من الاعلاميين العرب وممثلين من القطاع الخاص العربي.
وافتتح المؤتمر الذي يستمر لثلاثة ايام يوم امس بكلمات افتتاحية من السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية ومعالي الدكتور نبيل العر“بي الأمين‘ العام لجامعة الدول العربية والشيخة حصة آل ثان المبعوث الخاص للأم‘ العام للجامعة العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية والسيدة اليزابث تان ممثلة المفوضية السامية لشئون اللاجئين في مصر والجامعة العربية وكلمة لسعادة السيد محمد الناصري مدير المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة .
وطالب حنون ضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية والعمل على اعادة النازحين غلى بيتوهم وتأمين الحماية لهم والعمل على تخفيف الأعباء الملقاة على عاتق دول الجوار والتي ترزح تحت وطأة هذه الأعباء الى جانب العمل على توفير الحماية لللاجئين النازحين بعيدا عن الصراعات الدائرة .
واشار إلى ان اللاجئة الفلسطينية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بظروف النكبة ومأساة اقتلاعها وتشريدها من أرضها في أرجاء الأرض ، حيث لا تزال تعاني اللاجئة الفلسطينية في كافة أماكن تواجدها وتحديدا في داخل المخيمات في قطاع غزة والضفة الغربية وفي سوريا ولبنان والأردن والعراق ظروفاً حياتية ومعيشية واجتماعية صعبة ومعقدة والتي توصف بالأكثر قسوة وشقاء ومعاناة بعد ان اطيل امد قضيتهم مؤكداً على انها لا تزال الأقدم في اروقة الأمم المتحدة ، والأطول لجوءاً مقارنة بقضايا اللجوء الأخرى التي عادة ما يضع المجتمع الدولي الحلول السريعة .
واوضح بأن المعطيات الاحصائية تشير بوجود ثلاثة ملايين لاجئة فلسطينية شكل عددهم نصف عدد اللاجئين الفلسطينيين تقريبا الذين يقيم 30% منهم في 59 مخيما في داخل حدود الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المضيفة في لبنان وسوريا والأردن .
وقال ان منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة التمثيل الشامل والوحيد للشعب الفلسطيني هي عضو مراقب في الامم المتحدة وقد ارتفعت مكانتها الى دولة غير عضو في الامم المتحدة بعد اعتراف 138 دولة بمكانة دولة فلسطين عام 2012، وعضوا في اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث الدولية بصفة مراقب ، تقوم بتنسيق الجهود المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين من خلال دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة او من خلال المتابعة المباشرة لفخامة السيد الرئيس ابو مازن او من خلال الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية الفلسطينية وسفاراتها في سوريا ولبنان واوروبا باعتبارها دولة مضيفة .
واشار إلى ان دولة فلسطين حرصت على تحييد المخيمات الفلسطينية والفلسطينيين والابتعاد عن الصراعات ، وسارعت منذ بداية الازمات الى طلب تدخل دولي بالسماح للاجئين الفلسطينيين بالدخول للاراضي الفلسطينية المحتلة الامر عارضته ورفضته اسرائيل الامر الذي حصل مع اللاجئين الفلسطينيين في العراق في العام 2006 وفي المحصلة وحفاظا على ارواحهم تم نقلهم من المخيمات الحدودية للدول الاوروبية وفقا لترتيبات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين .
وشدد على ان دولة فلسطين حرصت لتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين فيما لا يتعارض والخدمات المقدمة من وكالة الغوث الدولية ، وفي اطار امكانياتها المالية رغم الازمات المالية المتلاحقة مشيراً إلى ان القيادة الفلسطينية خصصت مبلغ مليون دولار شهري كمساعدة اضافية للاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا الى الدول المجاورة وللاجئين في سوريا ، اضافة لتفاعل الاهالي في تسيير قوافل تبرعات لهم ، اضافة للمشاريع وتلبية احتياجات ودعم المراكز النسوية والجمعيات التي تعنى بذوي الاعاقة والشباب .
واوضح ان دولة فلسطين بصفتها دولة مضيفة للاجئين كانت لها تجربة فريدة في التعامل مع موجة النزوح خلال العدوان الاخير على قطاع غزة والتي وصل عدد النازحين الى 900 الف في قطاع غزة موزعين على مراكز الإيواء في المدراس والحدائق والاماكن العامة ، حيث تم التعامل مع هذه الازمة بالتنسيق والتعاون وكالة الغوث والمؤسسات الدولية ( مؤسسة الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر ) من خلال غرفة العمليات المشتركة ، وكذلك لجنة الطوارئ لغرفة العمليات المشتركة برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية وبمتابعة مباشرة من دولة رئيس الوزراء والتي قامت بأعداد سجل الاضرار والخسائر والضحايا .
واشار في ورقته المقدمة للمؤتمر الى ان عدد ضحايا الحرب 2139 ومن بينهم 350 إمرأة لاجئة و 11128 جريح ، دمر الاحتلال 2358 منزلا بشكل كلي، و13644 بشكل جزئي، اضافة للمنازل التي تضررت والتي تصل بمجملها الى ما يقارب 60الف بيت ومنشأة .
واضاف ان الحجم المهول والمخيف لأعداد اللاجئين الذين نزحوا من بلدانهم والذي يصل الى أكثر من خمسة ملايين لاجئ من سوريين وعراقيين ويمنيين وفلسطينيين وليبيين معظمهم من النساء والاطفال وكبار السن نتيجة الصراعات الدائرة في بلدانها اربك عمل الدول المضيفة (الأردن ولبنان ومصر) التي تحملت العبء الأكبر من تكاليف استضافتهم على الصعيدين المالي والخدماتي على اراضيها في ظل محدودية الموارد وانشغال العالم بأحداث متسارعة في الوقت الذي كان فيه دور المنظمات الدولية هامشياً مقتصراً على تقديم المساعدات الاغاثية والطبية في الوقت الذي وقفت فيه عاجزة من توفير الحماية لهؤلاء اللاجئين في بلدانهم
واشار إلى ان عدد الذين سقطوا في الصراعات الداخلية في العراق خلال الفترة من عام 2003 الى عام 2006 من اللاجئين الفلسطينيين إلى ما يقارب 200 لاجئ ولاجئة، من ضمنهم 50 لاجئة وطفل ، وقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من العراق الى ما يقارب 15 الف لاجئ فلسطيني نصفهم من النساء والاطفال إلى دول اوربا الذين لا يزالون يعانون الانتقاص من حقوقهم ويواجهون مشكلة الاستقرار وفرص العمل وتعليم أولادهم وضمان العلاج الطبي والحصول على أوراق ثبوتية يستطيعون التنقل بحرية من خلالها ورغم ذلك لا يزالون يعيشون في ظرف حياتية صعبة وحرجة للغاية بعد تخلي مفوضية اللاجئين عنهم ولم يتبق من اللاجئين المقيمين في العراق سوى 10 ألاف لاجئ فلسطيني من أصل 35 الف لاجئ تسعى الحكومة العراقية إلى تأمين الحماية وتحسين المستوى الحياتي لهم ، خاصة وان من تبقى هم من اللاجئات واطفالهم بعد ان افتقدوا ازواجهم وتوصف حياتهم بالصعبة والمؤلمة .
وحول اوضاع اللاجئين في سوريا اوضح حنون في ورقته ان احتدام الصراع الدائر في سوريا ، ومحاولة بعض الاطراف المتصارعة في زج المخيمات الفلسطينية في اتون هذا الصراع رغم الموقف الفلسطيني الواضح بالوقوف على الحياد حماية لابناء شعبنا ، دفع باللاجئين الفلسطينيين النزوح منها بعد تعرضها للقصف والدمار بحثاً عن ملاذ امن .
ولفت إلى ان مخيم اليرموك لا يزال عنوان مأساة اللاجئين في سوريا والذي كان يضم نصف مليون سوري وفلسطيني قبل اندلاع الصراع في سوريا عام 2011 ليتبقى منهم نحو 8000 لاجئ بعد سيطرة داعش على ثلثي المخيم وارتكابه جرائم وفظائع بحق اللاجئين الفلسطينيين وسبي اللاجئات وتسخيرهم لخدمتهم .
واوضح حنون ان عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا داخلياً في المدن السورية بنحو 235700 لاجئ فلسطينيي أما من نزح منهم خارج سوريا قدر عددهم بـ 49.5 ألف نازح إلى لبنان، 10166 نازح إلى الأردن ، وستة آلاف نازح إلى مصر؛ وألف خمسمائة نازح إلى قطاع غزة ؛ والف وستمائة نازح الى تركيا نصفهم من النساء والأطفال يضاف 71.206 لاجئاً من ضمنهم ما يقارب 40 الف امرأة وطفل نزحوا إلى الاتحاد الأوروبي منذ بداية الازمة السورية وحتى ديسمبر – كانون الأول 2015
واشار إلى أن 425 لاجئة فلسطينية قضين جراء الصراع الدائر في سوريا ، يضاف لهم ما يقارب 150 لاجئة سجلوا في عداد المفقودين .
واكد حنون أن حياة الفلسطينيات في المخيمات ومراكز الايواء صعبة ، وتفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة لافتقارها إلى الشروط الصحية وإلى الخدمات الضرورية التي تعتبر شرطاً ضرورياً للحياة الإنسانية وفقا للتقارير الدولية ويمتد هذا الواقع المؤلم للاجئات الذين نزحوا الى أوربا فلا يزال الوضع صعباً خاصة مع فقدان الامن والاستقرار لعدم منحهم حتى اللحظة اقامات مؤقتة .
واشار الى ان اللاجئات الفلسطينيات، بسبب وضعهن القانوني الضعيف ، يشعرن دائما بالخوف من تعرضهن للاختطاف والسرقة والاعتداء عليهن مما يفضي بهن إلى تقييد حركتهن مع غياب الحماية لهم التي يجب على المفوضية السامية توفيرها في مراكز الإيواء أو مخيمات اللجوء .
واكد على ان اللاجئات الفلسطينيات الفارات من جحيم الصراعات في سوريا تواجه مخاطر التعرض لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وأشكال إساءة تُرتكب بحقهن بما في ذلك العنف القائم على نوع الجنس والاستغلال في ظل استمرار تقاعس المجتمع الدولي عن توفير الأموال الكافية لتنفيذ عمليات الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفارين من سوريا ، ويُضطر هذا النقص في التمويل الأمم المتحدة إلى تقليص حجم الدعم الذي تقدمه للاجئين ، مما يولد مخاطر حياتية وسبباً في المغامرة على ارواحهم وركوب قوارب الموت في عرض البحار بحثاً عن ملاذ امن لهم في دول اوربا لافتاً إلى أن 24 لاجئة فلسطينية قضين غرقاً خلال رحل الموت للوصول إلى الدول الأوروبية هرباً من جحيم الحرب في سوريا.
واوضح لا يوجد تفريق واضح بين اللاجئين على مستوى الجنس في اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951وهذا بحد ذاته يشكل حالة اضطهاد للاجئات والنازحات فالاتفاقية لم تتضمن صراحة الاضطهاد القائم على المرأة والمشاكل الخاصة التي تواجهها اثناء النزوح أو اللجوء من حيث التمييز كونها امرأة بذلك تنشأ مشاكل حماية محددة في أوساط الإناث اللاجئات والنازحات بسبب وطأة العمل الشاق والحرمان والاستعباد، نتيجة التمييز من جميع الذين حولهن.
واكد على اهمية وضرورة تمكين المرأة اللاجئة والنازحة من خلال تسهيل ودعم المرأة اللاجئة للعيش بطريقة كريمة تلبي من خلالها تلبية حاجاتها المادية والمعنوية وفتح الباب أمامها للقيام بأدوارها الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية دون مضايقات أو ممارسات تهينها أو تنتقص من حقوقها كامرأة .
وعبر حنون عن شكره العميق لسعادة السفيرة مرفت تلاوي المدير العام لمنظمة المرأة العربية والمجلس التنفيذي للمنظمة على تنظيمهن لهذا المؤتمر الهام والحضور الرفيع المميز والذي يأتي بعنوان "قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية - الواقع والمستقبل" بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والمفوضية العليا لشئون اللاجئين، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة معرباً عن امله ان يخرج المؤتمر بتوصيات ت دعم قضايا اللاجئات والنازحات من المناطق العربية والعمل على معالجة مشاكلهم وتخفيف معانتهم وصولاً نحو عودتهم إلى بلدانهم التي نزحوا منها قسراً نتاجاً للصراعات الداخلية الدائرة فيها .
وسيناقش المؤتمر على مدار ثلاثة ايام خبرة الحكومات المضيفة للاجئين في التعامل مع النازحين ، والاطار العام لأزمة اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية كما سيناقش المؤتمر تقرير منظمة المرأة العربية عن أوضاع اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية ، والواقع المعاش والدور الإقليمي والدولي إزاء قضايا اللاجئين والنازحين ، كما سيكون على طاولة النقاش دور المجتمع المدني والأكاديميا في دعم اللاجئات والنازحات يضاف لها دور الإعلام في مواجهة أزمة اللاجئات والنازحات في المنطقة كما سيكون على اجندة المؤتمر بحث ملف تمويل أزمات اللجوء والنزوح في المنطقة العربية
وعلى هامش الجلسات سيقام معرض للصور الفوتوغرافية التي تسجل معاناة اللاجئŒ والنازح حيث سيعرض المصور الصحفي أحمد هيمن نتاج رحلته مع منظمة المرأة العربية إلى مخيم الزعتري في معرض للبورت´هات تحت عنوان (الحلم) ، ومعرض لبعض المنتجات والمشغولات اليدوية للاجئات سوريات في مصر كما ستقام معارض لمنتجات يدوية ومأكولات تقليدية صنعت بأيادي اللاجئات .