فاجعة أطفال الهندي تدمي قلوب الغزيين: أين تذهب أموال الجباية؟
أكرم اللوح- أثارت فاجعة وفاة الأطفال الثلاثة من عائلة أبو هندي بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، انتقادات المواطنين والنشطاء والذين صبوا جام غضبهم نحو شركة الكهرباء وسلطة الطاقة التي تديرهما حركة حماس بقطاع غزة , مثيرين العشرات من الأسئلة حول مصير أموال الجباية وخصومات الموظفين والسولار الخاصة بمحطة الكهرباء والأنواع المختلفة للضرائب المفروضة في القطاع. وتزداد وتيرة تبادل الاتهامات بين مختلف الشرائح والأحزاب في قطاع غزة، بعد كل حادثة يذهب ضحيتها أبرياء بسبب استمرار أزمة الكهرباء وتفاقهما خلال فترات متفاوته من كل عام، مع الإشارة إلى أن فاجعة أطفال عائلة أبو هندي ليست الأولى فقد سبقهم عشرات الأطفال في حرائق مشابهه وبنفس السبب والطريقة.
القيادي في هيئة العمل الوطني محمود الزق أكد على أن الجميع تأثر بفاجعة أطفال أبو هندي مطالبا الكل الفلسطيني للارتقاء في التعبير عن الأزمة والحديث بصراحه عن المسؤول وإلا سنمهد لمزيد من تلك الجرائم مشددا على أهمية حل الإشكالية الخاصة بأزمة الكهرباء بشكل جذري وإرساء مبدأ الجباية الصحيحة والعادلة على الجميع في قطاع غزة بدون استثناء.
وأوضح الزق :"أن مؤسسات حماس ومشاريعها الاستثمارية في قطاع غزة لا تدفع شيقلا واحدا ثمنا لاستهلاكها من الكهرباء" مضيفا:" أين يذهب المبلغ ما بين 24 و97 مليون شيقل المتعلق بأموال الجباية بغزة ومن المسؤول , وأين تذهب الـ170 شيقل التي تخصم من رواتب موظفي حماس الـ40 ألف في قطاع غزة بدعوى استهلاك الكهرباء".
ونوه الزق إلى أن الحكومة الفلسطينية في رام الله تدفع شهريا 45 مليون شيقل لإسرائيل مقابل الـ120 ميغا وات التي تستهلكها غزة من الكهرباء مطالبا وزارة الأوقاف التي تسيطر عليها حركة حماس وهي من أغنى الوزارات بتسديد استهلاك مؤسساتها من الكهرباء. من جانبه نعى عضو المجلس الثوري لحركة فتح حازم أبو شنب الأطفال الثلاثة داعيا إلى وقف التنابذ الفارغ من قبل قيادات حماس محملا المسؤولية للجميع لعدم تكرار تلك الحوادث التي يدفع ثمنها المواطن بينما أصحاب السيارات الفارهة في "أمان ومتع".
وطالب أبو شنب في تصريح صحفي للحياة الجديدة حركة حماس لتسليم مسؤولية قطاع غزة للحكومة الرسمية لتقوم بواجباتها تجاه الموطنين وحتى نعرف من نحاسب ومن ننتقد بدلا من حالة الفوضى المتوطنة مؤكدا أن الرئيس محمود عباس تولى مسؤولية علاج المحتاجين من عائلة أبو هندي والعائلات المصابة في حوادث سابقة ويبحث سبل التخفيف عن المكلومين في قطاع غزة.
وشدد أبو شنب على ضرورة التوحد صفا واحدا ضد العدو الإسرائيلي الذي حاصر ويقتل ويشرذم ويبث الفتنة ويفتك بحاضر ومستقبل شعبنا مردفا :" فيما البعض منا يتلاوم ويضيع الوقت والجهد". من جهته استنكر عضو نقابة الصحافيين الفلسطينية شريف النيرب لف جريمة قتل أطفال عائلة الهندي بعلم فلسطين قائلا:" كأن أطفال الهندي كانوا في مهمة فدائية وقضوا في أرض المعركة , هكذا تستبيحنا نظريات الإتصال الكاذبة التي عفت عليها الأزمة , لا يمتلك علم فلسطين الحق في العفو والغفران , إن الله لا يتأثر بنظريات الإتصال، ولا يحابي راية". وكان الناطق باسم وزارة الصحة التي تديرها حماس بغزة أشرف القدرة حمل المحاصرين لقطاع غزة مسؤولية وفاة أطفال الهندي مطالبا الفصائل الفلسطينية بتحرك جدي لوقف هذا الحصار محذرا من تكرار هذه الآلام المؤسفة في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ولجوء المواطنين إلى استخدام طرق بديلة تسببت في سقوط عشرات الضحايا خلال السنوات الأخيرة.
وفي نفس السياق غمز نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى قائد حماس في غزة اسماعيل هنية مشيرين إلى أن منزله الموجود في نفس المخيم الذي وقعت به الكارثة كان مضاءا بالكهرباء التي لا تنقطع عنه أبدا مؤكدين أنه وبرغم المسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتق حماس التي تسيطر على غزة شارك هنية في جنازة الأطفال وتعهد بتوفير مسكن وراتب للعائلة المكلومة. وحملت حركة فتح على لسان الناطق باسمها اسامة القواسمي "حماس" المسؤولية عن استشهاد أطفال عائلة أبو هندي مؤكدة أن شعبنا الفلسطيني يعلم يقينا أن حماس هي من منع حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها في قطاع غزة فيما نعت حركة حماس الأطفال الثلاثة محملة الاحتلال والحكومة الفلسطينية المسؤولية عن الجريمة بدعوى التمييز والتهميش التي تمارس ضد أهل غزة والإصرار على فرض ضريبة البلو على غزة.
وأطلق نشطاء فلسطينيون هاشتاق #الشمعة_بريئه للتضامن مع أطفال الهندي الذين حرقوا نتيجة احتراق منزلهم في مخيم الشاطئ بمدينة غزة مؤكدين أن من تسبب بقتل أطفال عائلة بعلوشة قبل 9 سنوات هو نفسه من تسبب اليوم بقتل أطفال الهندي قائلين في "بوستات" مختلفة حول الفاجعة :" ناس مش قادرين يوفروا كهرباء … كيف سيحرروا وطن ؟!، فحكاية مخيم الشاطئ سيرويها الليلة أطفال الهندي لبقية العصافير … في الجنة".
ونشر النشطاء فيديو لوالدة الأطفال الثلاثة وهي تبكي بحرقة خلال وداعهم قبل مراسم التشييع في غزة معبرين عن صدمتهم وحزنهم للفاجعة التي أحلت بالعائلة داعين لهم بالصبر ومحملين صناع القرار والمسؤولين في غزة المسؤولية عن العذاب والحصار والحرمان والخناق الذي يعيشه شعبنا في غزة. ودعا الناشط الحقوقي مصطفى إبراهيم للوقوف مع الذات ومصارحة المواطنين في غزة بالحقيقة وليس "بتسويد" حياتهم بالعتمة والظلام والظلم والقتل مشيرا إلى أن شعار غزة العزة والمقاومة وبيوتها مظلمة لم يعد شعارا مقنعا مضيفا :" وليس بالشعارات وتحميل الاحتلال والرئيس عباس المسؤولية فقط، فحماس مسؤولة كونها الحاكم لغزة، وما قيمة العبادة والصلاة في مساجد مكيفة والفقراء يموتون ويدفعوا ضريبة سلع وأدوات كهربائية لا يستطيعوا شرائها، ولا تدفع فاتورة ثمن الكهرباء، والوزارات والمسؤولين يعيشوا حياة الرفاه ورغد العيش وركوب السيارات الحديثة الفارهة , وترك الناس لمصيرهم".
وعلق الناشط نضال علي على تصريحات القيادي في حماس صلاح البردويل الذي حمل الرئيس مسؤولية فاجعة أطفال عائلة أبو هندي قائلا:" ضريبة البلو تم رفعها منذ بداية شهر 5، ومع ذلك لم يتحسن جدول الكهرباء إطلاقا " مضيفا :" حركة حماس تحكم غزة وهي مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة تحدث في نطاق حكمها، أما التذرع بالحصار والمؤامرة الكونية فهو كلام فارغ ليس المقصود منه إلا التهرب من المسؤولية". ووفقا للناشط علي فإن سياسات حماس ونهجها الخاطئ وعلاقتنا السيئة بالداخل والخارج قادت إلى عزلتها ومقاطعتها وحصارها متسائلا:" هل وظيفة السياسي أو الحاكم أن يقود بلاده إلى الحصار والخراب والدمار ؟ أم وظيفته أن يحسن من أوضاع الناس وييسر أمورهم ويعبد لهم الطرقات ويذلل لهم الصعوبات لا أن يخلق لهم المشاكل والأزمات من العدم".
وختم قائلا:" إذا لم يستطع الزوج مثلا توفير متطلبات الحياة الكريمة لزوجته وعائلته من مأكل ومشرب، فيحق لها شرعا ان تطلب الطلاق منه , و يقوم القاضي بتطليقها منه نظرا لتقصيره في واجباته الزوجية، لأنه ليس أهلا لأن يكون رب أسرة. وقياسا على ذلك إذا لم يتمكن الحاكم من توفير متطلبات شعبه فيحق لهم المطالبة بخلعه. ولا يجوز شرعا له التمسك بكرسي الحكم في تلك الحالة. و حكمه في تلك الحالة حكم المغتصب و قاطع الطريق" وفقا لما نشره الناشط عبر صفحته على الفيسبوك.
عن الحياة الجديدة