وزير الثقافة: معرض الكتاب رسالة بأن فلسطين بحاجة لبعدها الإنساني والكوني
يامن نوباني
على هامش معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، التقت "وفا" وزير الثقافة ايهاب بسيسو، للاطلاع أكثر على أهمية المعرض، ومدى قدرة فعالياته المختلفة من حيث الفنون والآداب والأمكنة، على التغيير في الوعي العام، ودوره في توحيد الكل الفلسطيني، عبر الفعل الثقافي، وأهمية حضور وفود عربية إلى فلسطين، في وقت لا يبخل فيه الاحتلال الإسرائيلي من قتل الحياة في فلسطين في كافة مناحيها ومقدراتها.
حين خططتم لإقامة معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، ما الذي خطر في بالكم؟عندما بدأ التخطيط للمعرض، أخذت بعين الاعتبار بأن يكون هناك حالة نوعية فلسطينية تستطيع أن تقدم المشهد الثقافي الفلسطيني بشكل جديد، أؤمن تماما بلا مركزية الفعل الثقافي، لذا كان على المثقفين العرب القادمين إلى فلسطين وأيضا المثقفين الفلسطينيين من محافظات مختلفة، أن يشاركوا في الفعاليات والندوات الثقافية في كافة المحافظات، تحت عنوان معرض فلسطين للكتاب وفلسطين تقرأ، ليس فقط هنا في رام الله وإنما ايضا في معظم المحافظات لكي نخلق حالة ثقافية متجددة ونوعية.
وحول دور السينما في المعرض، قال بسيسو: أخذنا بعين الاعتبار أن يكون هناك دور للسينما، بحيث تم انتقاء العديد من الأفلام والعروض السنيمائية، والتي من شانها أن تعزز الهوية الوطنية والهوية الثقافية وستكون في رام الله ومحافظات اخرى.
وفيما يخص رسالة معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، أكد بسيسو: لدينا رسالتان من إقامة المعرض، الأولى: رسالة الحياة والصمود، عندما تأتي إلى معرض فلسطين الدولي للكتاب وتنظر الى الفعاليات المختلفة، تعلم أن هذا الشعب قادر على صانع الحياة بحيوية وتجدد وعطاء وثقافة، وبأن هذا جزء من حالة الصمود التي يمارسها كل يوم من أجل أن يبقى على أرضه رغم كل تحديات الاحتلال. والرسالة الثانية، بأن فلسطين بحاجة الى بعدها العربي وبعدها الكوني والإنساني، نريد للعالم أن ينتبه لنا هنا على أرضنا، وبالتالي الثقافة هي أداة من أدوات الانتباه، أردنا للعالم أن ينتبه إلى أن فلسطين هنا تنظم فعاليات ومهرجانات ثقافية مختلفة فهي للفت الانتباه إلينا.
وحول مشاركة الكويت ضيف شرف على المعرض، ووجود أجنحه حيوية للعديد من البلدان العربية، أشار بسيسو إلى أن وجود دولة الكويت كضيف شرف وحضور وزير الإعلام والثقافي الكويتي سلمان الصباح، ووزيرة الثقافة الأردنية لانا مامكغ، وأجنحة رسمية للملكة المغربية وتونس والأردن، وهذه الباقة من الأجنحة العربية، تمنحنا مزيدا من الإصرار على العمل من أجل ثقافة فلسطينية قادرة على مواجهة كل التحديات.
جزء من حرصنا على أن يكون المثقف العربي متواجدا، ينطلق من مسالة هامة: ليس من المعقول أن يحضر الكتاب العربي إلى فلسطين ولا يحضر الكاتب، وبالتالي نحن نقول إن دعوتنا للمثقفين العرب ليشاركوا الماء والخبز والزيت الزيتون وأن يشاركونا هذا الهواء، وليكونوا معنا ولو لبضعة أيام ليعيشوا بيننا في إطار ما نقدمه من ثقافة وطنية وفي إطار ما نقدمه من صمود. حتى هذه اللحظة نحن نرى أن بإمكاننا أن نقدم مزيدا من العمل في في إطار دعوة المثقفين العرب، لهذا نقول لكل مثقف ومثقفة ومبدع ومبدعة جاؤوا الى فلسطين، نحن نثمن دوركم وهذه الخطوة الهامة على صعيد دعم صمودنا الوطني وفي سياق المبدعين الفلسطينيين أخذنا بعين الاعتبار أن يشمل ضيوف المعرض المشاركين في الندوات من كامل جغرافيا فلسطين، تجد مثقفين وأدباء ونقاد وأساتذة أكاديميين من غزة والضفة والداخل والقدس والشتات. المعرض هو نداء للثقافة للفلسطيني حيثما وجدت، رغم الامكانيات المتاحة والمحدودة، ورسالتنا أن هذا المعرض هو للكل الفلسطيني.
وعن فعالية دور الشباب المثقف والمبدع، قال بسيسو: نحن مجتمع فتي، فبحسب كل الإحصاءات الرسمية المجتمع الفلسطيني مجتمع شاب، وهذا يعكس الحيوية والتجدد والإبداع، أن تقدم المشهد الفلسطيني، الشباب والمكرسين والمخضرمين والرجال والنساء، مهم جدا أن يحضر الصوت الشاب الفلسطيني في كافة الفعاليات، ممثلا بشعراء وكتاب شباب.
معرض فلسطين الدولي للكتاب هو جزء من حالة فلسطينية أوسع وأشمل نسعى من خلالها إلى النهوض بالمشهد الثقافي الفلسطيني، بالتالي هو جزء من حالة، هناك خطة عكفت على وضعها منذ أن توليت حقيبة كوزير للثقافة، بدأنا في يوم الثقافة الوطنية والذي ربطناه بيوم الأرض، ضمن أكثر من 72 فعالية امتدت لـ17 يوما وشملت كافة محافظات الوطن، وفي 7 أيار افتتحنا معرض فلسطين الدولي للكتاب وهي ذكرى ميلاد شاعرنا توفيق زياد. والقادم هو المزيد من العمل وإلى الانتباه إلى دور الشباب في تفعيل الدور الثقافي ضمن المنظومة الثقافية الفلسطينية.