الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

عوالمٌ من الشك على جسد امرأة


ثورة حوامدة 
من المبدأ ذاته الذي ينفي إثبات الكمال أو تتمة الأشياء، لا يُستثنى الإنسان من الخطيئة والأخطاء، أو النقص الجمالي الخَلقِي والخُلقِي، كما أنه لا ينبثق من قلبه مشاعرَ مكتملة لشخص بعينه، أو لشخص واحد يتدفق هذا الكم المتخم من المشاعر.  يأتي التمام مكتملا فيمسي القمر بدرا، والشمس قرص من النار تتوهج بحرص وحر شديدين، يكون هذا بديهيا في  حال كانت المفردة _تاماً_ المستخدمة والمقصود بها التمام/الكمال.  لكن الشاعر هنا ينفي الشيء بالضدد والمرادف معاً، ثمة لون ليس أسودا تاما وليس أبيضا خالصا، وشيء ليس مقنعنا بحالته الطبيعية، وليس مقبولا بالهيئة غير الاعتيادية التي يفترض أنه عليها الآن. من هنا جاء عنوان الديوان الشعري "ليس تماما"، المتممِ بالنقصِ أو الناقص لتتمة شيء لم يجيئ بعد، للشاعر الفلسطيني "يوسف الشايب" الصادر عن الدار الأهلية/رام الله 2016م.

 

نساء لا شبه بينهن في الملامح المتقاربة .

جسدٌ أنثوي يعتاد تقنية العبث بالذي يخشاه الرجل، وبالذي تخشاه الأرواح الصامتة في القرب على استحياء، المرأة في هذه المنطقة الفاصلة بين رغبة الرجل بها وبين اللارغبة، تقف في المنتصف المميت، الظل الراكد المتماهي الصفات والسمات. العجز هنا ليس النظر دون القدرة على الحركة، بل والتحرك المفتَعِل المشتَعِل دون نتيجة تذكر على نفس السياق الذي جاء فيه هذا الفعل. وبما أن النساء يمتلكن جسدا متشابها، واحدا بلا نقص في أي جزء منه، وبلا تمام لواحدة على الأخرى بالحيز والحجم ، يتفاوت الفكر وماهية الجسد الواحد بالرؤية لما يريده، وبالطريقة التي يمكن لهذا الجسد أن يوازي الروح في علوها وتعاليها.

"كانت تترنح كشاحنة

 ليس لدي كوابح ولا مسّاحات

 جسدها المبلل بالتوابل

 والسحر

 والخرافات

 ليس بعيدا عن عالمي السفلي" .

*صفحة 13 من قصيدة " طَرَاوَة*

وبما أن الأفواه تنطق بالذي يدور في جعبة العقل والقلب معا، يعتبر الفم حلقة الوصل في إطار الحوارات والنقاشات. يوازي تلك اللغة ما يشاء الجسد إيصاله، فتكون وتتكون تلك الحركات والإيماءات على شكل رسالة توحي بمضون ما في اتجاهات لا تُعد. يأتي في هذا الباب المرأة التي تطنق بلغتين اثنتين، لغة الكلام المنطوق، ولغة الجسد  الحوارية، المتمخض عنها تلاحم أرواح مشتتة مستميلة للقاء واسع يكفي لها.  ورغم تقارب اللغة الجسدية بين النساء، إلا أن لكل واحدة منهن منهجا في تقنيات هذه اللغة، وضروبا من الإضافات والتجليات في التتمة، فالذي يحدث يجعل النساء إلهاتٌ للجسد، متلونات من بعيد كالنجوم التي لا تتقارب في السماء الواحدة حتى وإن بدت من بعيد متشابهة .

" من ملح وجراح

  وسقوف بكاء

  وشتاء يبنح في البرية

  كانت تلعق ما تبقى من جسدها على النافذة

  تهجس في عزلتها

  خوفا وعواء" .   

*صفحة 30 من قصيدة "عُواء"* .

وفي ذات السياق، يمكن للتجارب النسائية أن ترسم عمرا مغايرا للرجل وبعدا معرفيا ، فيظهر أقل عمرا مما هو عليه الآن، وخبيرا في الذي يجهله من عاش ويلات أجساد أنثوية. تكرار التجربة تلك وتنوعها يمنح الرجل تعدادا عمريا جديدا لا يقارب العمر الافتراضي للإنسان، يتعدى به تجارب العمل والعلم والخبرات المكتسبة. في قصيدة "أربعون" ليس العمر سنوات تتلاحق، بل لحظة من هدوء وسكينة تدعم ثقافة الجسد وتكنيك الدقات القلبية في حضور امرأة.

" يا عُمْرُ

  والأربعون تقفو خطايّ

  مأواي كوخ من أفخادهن

  وشيء من فجور

  مأواي ثورة عاصفة

  وحر شتاء

  وشَعرٍ وشِعرٍ وشعور وعمر لا ينتهي وثياب ونساء ".

 *صفحة 47 *

الديوان الذي جاء في 100 صفحة، ومن خلال صورة الغلاف التي حملت أبعادا نفسية وفنية تجمع الأنثى بالقمر الذي ليس في تمامه، يضع الشاعر من خلال ذلك يده على جزئيات معممة ذكوريا،  لشك وعوالم خفية ليست واضحة/مكتشفة لمن حرم من مشاهدة الأنثى المتوغلة في الأنوثة عن قرب، والتي لا تتطابق صفاتها الشكلية والمادية مع ما تتكون منه الأنثى العادية، فالإناث أيضا مذاقات، والمذاقات تأتي من مكونات ومكنونات، والمكنونات أسرار تنبع من عوالم السأم والنار و السماوات والماء.

" كان يقطر من بين أصابع قدمها اليمنى

  ماء الورد

 ومن حول عنقها تخرج الملائكة ".

*من قصيدة "اتبعني" صفحة 30* .

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025