شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

عوالمٌ من الشك على جسد امرأة


ثورة حوامدة 
من المبدأ ذاته الذي ينفي إثبات الكمال أو تتمة الأشياء، لا يُستثنى الإنسان من الخطيئة والأخطاء، أو النقص الجمالي الخَلقِي والخُلقِي، كما أنه لا ينبثق من قلبه مشاعرَ مكتملة لشخص بعينه، أو لشخص واحد يتدفق هذا الكم المتخم من المشاعر.  يأتي التمام مكتملا فيمسي القمر بدرا، والشمس قرص من النار تتوهج بحرص وحر شديدين، يكون هذا بديهيا في  حال كانت المفردة _تاماً_ المستخدمة والمقصود بها التمام/الكمال.  لكن الشاعر هنا ينفي الشيء بالضدد والمرادف معاً، ثمة لون ليس أسودا تاما وليس أبيضا خالصا، وشيء ليس مقنعنا بحالته الطبيعية، وليس مقبولا بالهيئة غير الاعتيادية التي يفترض أنه عليها الآن. من هنا جاء عنوان الديوان الشعري "ليس تماما"، المتممِ بالنقصِ أو الناقص لتتمة شيء لم يجيئ بعد، للشاعر الفلسطيني "يوسف الشايب" الصادر عن الدار الأهلية/رام الله 2016م.

 

نساء لا شبه بينهن في الملامح المتقاربة .

جسدٌ أنثوي يعتاد تقنية العبث بالذي يخشاه الرجل، وبالذي تخشاه الأرواح الصامتة في القرب على استحياء، المرأة في هذه المنطقة الفاصلة بين رغبة الرجل بها وبين اللارغبة، تقف في المنتصف المميت، الظل الراكد المتماهي الصفات والسمات. العجز هنا ليس النظر دون القدرة على الحركة، بل والتحرك المفتَعِل المشتَعِل دون نتيجة تذكر على نفس السياق الذي جاء فيه هذا الفعل. وبما أن النساء يمتلكن جسدا متشابها، واحدا بلا نقص في أي جزء منه، وبلا تمام لواحدة على الأخرى بالحيز والحجم ، يتفاوت الفكر وماهية الجسد الواحد بالرؤية لما يريده، وبالطريقة التي يمكن لهذا الجسد أن يوازي الروح في علوها وتعاليها.

"كانت تترنح كشاحنة

 ليس لدي كوابح ولا مسّاحات

 جسدها المبلل بالتوابل

 والسحر

 والخرافات

 ليس بعيدا عن عالمي السفلي" .

*صفحة 13 من قصيدة " طَرَاوَة*

وبما أن الأفواه تنطق بالذي يدور في جعبة العقل والقلب معا، يعتبر الفم حلقة الوصل في إطار الحوارات والنقاشات. يوازي تلك اللغة ما يشاء الجسد إيصاله، فتكون وتتكون تلك الحركات والإيماءات على شكل رسالة توحي بمضون ما في اتجاهات لا تُعد. يأتي في هذا الباب المرأة التي تطنق بلغتين اثنتين، لغة الكلام المنطوق، ولغة الجسد  الحوارية، المتمخض عنها تلاحم أرواح مشتتة مستميلة للقاء واسع يكفي لها.  ورغم تقارب اللغة الجسدية بين النساء، إلا أن لكل واحدة منهن منهجا في تقنيات هذه اللغة، وضروبا من الإضافات والتجليات في التتمة، فالذي يحدث يجعل النساء إلهاتٌ للجسد، متلونات من بعيد كالنجوم التي لا تتقارب في السماء الواحدة حتى وإن بدت من بعيد متشابهة .

" من ملح وجراح

  وسقوف بكاء

  وشتاء يبنح في البرية

  كانت تلعق ما تبقى من جسدها على النافذة

  تهجس في عزلتها

  خوفا وعواء" .   

*صفحة 30 من قصيدة "عُواء"* .

وفي ذات السياق، يمكن للتجارب النسائية أن ترسم عمرا مغايرا للرجل وبعدا معرفيا ، فيظهر أقل عمرا مما هو عليه الآن، وخبيرا في الذي يجهله من عاش ويلات أجساد أنثوية. تكرار التجربة تلك وتنوعها يمنح الرجل تعدادا عمريا جديدا لا يقارب العمر الافتراضي للإنسان، يتعدى به تجارب العمل والعلم والخبرات المكتسبة. في قصيدة "أربعون" ليس العمر سنوات تتلاحق، بل لحظة من هدوء وسكينة تدعم ثقافة الجسد وتكنيك الدقات القلبية في حضور امرأة.

" يا عُمْرُ

  والأربعون تقفو خطايّ

  مأواي كوخ من أفخادهن

  وشيء من فجور

  مأواي ثورة عاصفة

  وحر شتاء

  وشَعرٍ وشِعرٍ وشعور وعمر لا ينتهي وثياب ونساء ".

 *صفحة 47 *

الديوان الذي جاء في 100 صفحة، ومن خلال صورة الغلاف التي حملت أبعادا نفسية وفنية تجمع الأنثى بالقمر الذي ليس في تمامه، يضع الشاعر من خلال ذلك يده على جزئيات معممة ذكوريا،  لشك وعوالم خفية ليست واضحة/مكتشفة لمن حرم من مشاهدة الأنثى المتوغلة في الأنوثة عن قرب، والتي لا تتطابق صفاتها الشكلية والمادية مع ما تتكون منه الأنثى العادية، فالإناث أيضا مذاقات، والمذاقات تأتي من مكونات ومكنونات، والمكنونات أسرار تنبع من عوالم السأم والنار و السماوات والماء.

" كان يقطر من بين أصابع قدمها اليمنى

  ماء الورد

 ومن حول عنقها تخرج الملائكة ".

*من قصيدة "اتبعني" صفحة 30* .

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024