"القدس" بضيافة جنين
بسام أبو الرب
تتجول الطالبة رهف خالد قطيط (17 عاما) من بلدة سيريس جنوب جنين، بين صفوف مدرستها وتتنقل من باب الى آخر، وتتفقد البضائع والمعروضات وكأنها بين أسواق القدس القديمة، بعد مباردة قامت بها المدرسة حملت عنوان "قدسي في مدرستي".
قطيط طالبة في مدرسة بنات سيريس الثانوية للبنات، التي لم تزر القدس، تحاول أن تعيش حلما يراودها منذ سنوات، بأن تزور القدس والمسجد الاقصى، وتتجول بين اسوار القدس العتيقة، وجدت هذا المعرض فرصة لها للتعرف على المدينة وأبوابها.
تقف عند باب الأسباط الذي رسم على جدران المدرسة الداخلية، وفتحته بأناملها ودخلت الى المدينة المقدسة، وأخذت تسرح بخيالها وتتأمل المسجد الاقصى وقبة الصخرة، لكن فجأة شتت مشهد مقاعد الدراسة المرتبة وراء بعضها، وقالت "يا ريت لو أزور القدس، فأنا لم أزرها ولا مرة، ولا أعرف عنها شئيا سوى ما درسناه في الكتب".
وتابعت الطالبة قطيط: "من خلال هذه المبادرة "قدسي في مدرستي"، تعرفنا على أن هناك عدة أبواب للقدس وعشنا دور زيارتها من خلال تجسيد القدس داخل أروقة المدرسة، ونحن هنا نشعر بأننا نزور المسجد الاقصى وليس المدرسة".
حال الطالبة قطيط يشبه الغالبية العظمى لـ283 طالبة في مدرسة سيريس الثانوية للبنات، وربما لأهل البلدة كافة الذي يبلغ عدد سكانها حوالي 7 آلاف نسمة، ما يعكس واقع الشباب الفلسطيني المحروم من زيارة المدينة المقدسة.
وقالت مديرة المدرسة دنيا زيد الكيلاني: "إن وزارة التربية والتعليم تحفز مدراء المدراس على خلق روح الإبداع لديهم عبر تنظيم مثل هذه المعارض بمشاركة الطلبة، ومن خلال التركيز على مواضيع علمية".
وأضافت "في هذا العام تم التركيز على محور القيم والسلوكيات، واختيار مبادرة تجمع بين الدين والوطن والحضارة والتاريخ والتراث، من خلال مبادرة " قدسي في مدرستي"، خاصة أن نسبة قلية من الطالبات سمح لهن بزيارة مدينة القدس.
وأشارت الكيلاني إلى أنه تم العمل في هذه المبادرة من خلال الجانب الصفي الحصص المدرسية، والتكامل بين المباحث المختلفة، بحيث أن جميعها تتحدث عن القدس، فمثلا اللغة العربية تناولت الأدب المقدسي وأدباء وشعراء القدس، والتربية الدينية تحدثت عن الجانب الديني للقدس، والجغرافيا تناولت جغرافية القدس وسكانها، والتاريخ تناول الجانب التاريخي للمدينة المقدسي وغيرها من المناهج، فيما تم إنجاز عدد من الأبحاث التي أعدتها الطالبات عن القدس".
وأضافت، "لعبت الطالبات دور إعلاميات وتجولن بميكروفون القدس" كما أطلق عليه، في إطار برنامج ثقافي يطرح أسئلة عن المدينة المقدس ويتم تقديم هدايا رمزية لمن يحالفه الحظ، وتخصيص ومضة من خلال الإذاعة المدرسية للحديث كل يوم عن جانب للمدينة".
وأكدت الكيلاني أن المبادرة عززت الدور التشاركي مع المجتمع المحلي عبر العمل مع البلدية والمؤسسات والشباب والأمهات، ومحافظة جنين ومديرية الثقافة فيها.
بدوره، قال رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية تربية قباطية عمر عبد الرحمن، إن النشاطات اللامنهجية تتكامل مع المنهجية منها في اطار العمل التربوي الذي يركز على السلوكيات والاتجاهات والقيم.
وتابع: "مثل هذه المبادرات من شأنها الكشف عن المهارات والابداعات لدى الطلبة، إضافة لكونها تساعد في جانب التفريغ".