في الذكرى الثانية لشهيدي النكبة.. ولادة "مساءلة العنف ضد الأطفال"
عريقات: جرائم الحرب لن تسقط بالتقادم وسنلاحق مجرمي الحرب
في الذكرى الـ68 لنكبة شعبنا الفلسطيني، والذكرى الثانية لشهيدي النكبة نديم نوارة، ومحمد أبو ظاهر.. يتجلى إصرار شعبنا على الصمود والوقوف في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، بإطلاق جمعية مساءلة العنف ضد الأطفال لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وشارك في إحياء ذكرى شهيدي النكبة وإطلاق الجمعية، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني صائب عريقات ممثلا عن الرئيس محمود عباس، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ورئيس القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة، إضافة إلى لفيف من المهتمين وأعضاء الفصائل الوطنية.
ويبرز دور "مساءلة" بحسب القائمين عليها بتوعية ذوي ضحايا الأطفال، حول آلية متابعة قضاياهم، في ظل قلة الوعي والإلمام بالقضايا القانونية، وتهميش هذا الجانب الهام، في متابعة أية قضية قانونية، وجاءت "مساءلة" لسد هذه الثغرات، مستنيرة في ذلك بتجارب عملية، بحيث تمضي الجمعية في قضاياها، بالمتابعة والملاحقة القانونية، حتى النهاية، من خلال رصد ومراقبة وجمع ودراسة وتوثيق الانتهاكات الواقعة على أطفال فلسطين من أي جهة كانت، ومتابعتها بشكل دوري، بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتنظيم حملات توعية تتعلق بحقوق الأطفال، من خلال برامج مختلفة، على صعيد كافة أرجاء الوطن، ومعاونة ذوي الضحايا، ومساعدتهم في الخروج من التأثيرات النفسية، الواقعة عليهم، بسبب الانتهاكات الواقعة على أطفالهم، بمساعدة الجهات المختصة، وتقديم إرشادات ونصائح لكافة العاملين في القطاع الصحي، بكيفية التعامل مع ضحايا العنف، طبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
وقال عريقات إننا سنلاحق عبر مساءلة وغيرها كل من حاول المس بأطفال فلسطين وأبناء شعبنا، وجرائم الحرب لن تسقط بالتقادم، وسنستمر بملاحقة مجرمي الحرب في المحاكم الدولية وعلى رأسها الجنائية الدولية، لذلك نحن جزء منها.
وأضاف "نلتقي اليوم في هذه الذكرى الأليمة علينا، ومازالت ذكراها تلاحقنا جميعا، حيث قتلت رصاصات الغدر الإسرائيلية طفولة نديم ومحمد، لتسلبهما حياتهما بغير وجه حق، ونعاهد الجميع بأننا لن نترككم وحدكم بل سنحارب من أجل فضح ممارسات الاحتلال وملاحقة مجرمي الحرب".
وأشار إلى أن دولة فلسطين أصبحت عضوا في العديد من المنظمات والمؤسسات القانونية والإنسانية، ومن ضمنها ميثاق روما لحماية شعبنا وفضح ممارسات الاحتلال العنصرية والإرهابية بحقه.
وأوضح عريقات أن العديد من الملفات أودعتها دولة فلسطين لدى الجنائية الدولية وننتظر الرد من قبل المدعي العام، لفضح الاحتلال وإرهابه، وكلنا أمل بأن يتم فتح تحقيق قضائي بحق المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو ووزير حربه.
وشدد على فخر كل فلسطيني بهويته الوطنية، ولنا كلنا الشرف أن نكون اليوم هنا لنقف خلف شهدائنا وأسرانا البواسل، ولن نتركهم لوحدهم.
من جهته، قال قراقع إن هذا اللقاء يؤكد أننا نستطيع محاكمة إسرائيل وفضح ممارساتها، والوقوف أمام آلة الحرب مهما حدث.
وأعرب عن مشاعره اتجاه حدث استشهاد نديم نوارة ومحمد أبو الظاهر في ذكرى النكبة الـ66 أمام سجن عوفر الاحتلال.
من ناحيته، قال صيام نوارة والد الشهيد نوارة، أحد القائمين على الجمعية، إن أطفالنا وأبنائنا يسقطون أمام أعيننا، وما نقوم به هو نقلهم إلى المقابر لتبقى ذكراهم، لكن من يسأل بعد ذلك.
وأضاف أن هؤلاء الشهداء ليسوا مجرد أسماء وأرقام، بل هم أجساد وأرواح فلنقف كلنا من أجلهم، من أجل أطفالنا في المنازل، لكي لا نسمح لجندي احتلالي أن يرصدهم فيطلق النار عليهم ليرديهم قتيلا.
وأوضح أن الجمعية تسعى لخلق ثقافة المحاسبة القضائية القانونية تجاه أي جرائم بحق أطفال فلسطين، وتوفير المساندة لمساءلة أي جهة مسؤولة عن ارتكاب العنف، أو الجريمة ضد الأطفال، استناداً إلى اتفاقيات حقوق الطفل الدولية، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ما يعزز خلق بيئة آمنة للأطفال.
وأشار إلى أنه لجأ للمحاكم الإسرائيلية ليس إيمانا منه بأنها ستنصفه إنما لا يوجد باب يمكن طرقه غير ذلك، لزعزعة الموضوع في الإعلام والعالم، مبينا أنه لا بديل لنا عن ذلك وسنلاحق الإسرائيليين من خلال طرق كافة الأبواب أينما كانت.
وقال نوارة إن الجمعية ستقوم بمخاطبة السفارات والدول الصديقة باسم الجندي الذي قتل نجله بأنه يشكل خطر على الدولة وعلى الأطفال في العالم، وكذلك بأسماء كافة جنود الاحتلال.
من ناحيته، قال عودة إننا نريد امتدادا لجمعية مساءلة داخل أراضي الـ48، كي لا يبقى نوارة وحيدا في المحكمة الإسرائيلية عند حضوره الجلسات، لأننا حينها سنكون بالمئات على أبواب المحكمة نتظاهر معلنين تأييدنا الكامل له ضد الاحتلال ومؤسساته العسكرية.
وأضاف هذه الجمعية أحد أشكال المقاومة، ونحن فلسطينيو الـ48 نشكل 20% من دولة الاحتلال كلنا سنخرج بمظاهرات داخل المدن الإسرائيلية كافة وأمام المحاكم لأننا كلنا فلسطينيين.
ــــــــــ