النكبة.. عرش للشيطان بالاستيطان - موفق مطر
- النكبة انواع، اشدها قدرة على الافناء نكبة العقل. - نكبة الثقافة، متاهة اذا دخلها شعب، ما خرج منها، حتى وان اسعفه التاريخ فقد ينجو منه بعض بلا جذور.
- تدفع القوى الاستعمارية الشعوب الى ابواب المتاهة، حيث يتم نزع قلوبها الأصلية (الثقافة) وتستبدل باالصناعي، فتحل النكبة بالكينونة الشخصية الفردية، فيسهل عليها سرقة الأرض.
- تضييع الثقافة يعني تبديد الوعي والهوية الوطنية، واحلال الخوف والرعب والرضى بالذل والعبودية على حساب الكرامة والحرية.
- هرب يهود اوروبا المساكين من ظلم النازية، فطوقتهم بريطانيا العظمى (الاستعمارية) ودفعتهم بوعد بلفور اولا الى المتاهة، فدخلوها، وظنوها طوق النجاة، فيما زعماؤهم (مستثمرو) المشروع الاستعماري في المنطقة العربية والعالم ايضا كانوا يعلمون خارطة ألغامها.
- هل حسب المظلوم هذا اي منقلب سيبلغه، واي روح انسانية سيفقدها، واي متاهة تاريخية سيدخلها بلا نهاية عندما يتحول الى ظالم؟!
- ان كان قد فعل فقد دخلها غير مرغم، وان لم يفعل، فقد دخلها بغير حساب مدفوعا بقوة ضغط أفظع انواع النكبة، فالعقل الانساني المبدع ليس ذلك المصمم او المخترع او الصانع وناظم النظريات وصاحب الرؤية الخارقة على استثمار المال وحسب، بل هو الذي يستخدم كل هذه القدرات في الحق والعدل، وازاحة الباطل والظلم.
- دفعتنا خيول العسكر الى المتاهة، لكنا صمدنا، صبرنا، قاومنا ولم ندخلها، خسرنا، ارتقى منا ضحايا شهداء اطفال ونساء ورجال وشباب وشيوخ.. حتى البيت الذي غادره اجدادنا تحت نزعة الخوف، بقي مفتاحه اغنى واغلى الموروثات، وبقيت جدرانه وقبابه وشبابيكه شاهدا تاريخيا، ولو فحص (التائهون) (العابرون) ما بين شقوقها لوجدوا آدم الفلسطيني الأول نفسه هناك.
- بقيت جذورنا هنا، حتى عندما انكسر بعضنا، واخذتنا الرياح العاتية بعيدا، بقيت جذورنا في فلسطين الوطن. - غفل الظالمون المظلومون من قبل ان جذور انسان فلسطين في ارضه لا تموت، ونسوا ان التيه الحقيقي هو الغدر بقيم الانسان.. والتحول عن سابق تصميم وترصد الى الشر، وتدمير بيت الخير وشجر الانسان المقدسة لبناء عرش وتاج جديد للشيطان على بالاستيطان.