بالأمل والعمل
برغم جراح الفقد، وعذابات التشريد واللجوء، لا تعيش فلسطين نكبتها باليأس والاحباط، وإنما ودائما بالمقاومة والامل، ثمانية وستون عاما من جائحة النكبة ما استطاعت ان تمحو حرفا من حروف اسمها، الذي بات عالميا كأيقونة لشعوب العالم المناضلة في سبيل الحرية، والعدالة الاجتماعية والانسانية، بل وهوية لكل المناضلين في هذه الدورب الصعبة ، دروب الحق العادل والمشروع، مثلما لم تستطع هذه الاعوام، بكل ما انتجت من عذابات ومرارات وجراح، ان تقصي شيئا واحدا من تاريخ فلسطين وروايتها، كما انها لم تستطع ان تنال من روح ابنائها واصرارهم على المضي قدما في طريق الكفاح الوطني، لدحر الاحتلال وانتزاع حقوقهم المشروعة، وتحقيق اهدافهم العادلة، وبما يعني ان ثمانية وستين عاما من شغل اسرائيل الشاغل الغاء فلسطين من خارطة الوجود الانساني والسياسي باء بالفشل الذريع، خاصة وفلسطين اليوم بمشروعها الوطني التحرري اقرب بما لايقاس من لحظة الخلاص والحرية، لحظة الدولة التي باتت قاب قوسين او ادنى، وليس هذا محض كلام تعبوي، بقدر ما هو كلام الواقع بمعطياته التي يواصل انتاجها الحراك السياسي والمقاومة الشعبية، بعد ان باتت فلسطين عضوا في الامم المتحدة ومنظماتها ومؤسساتها الدولية .
عاشت فلسطين وحتى في ليل النكبة المدلهم بخيامه المذلة عاشت بالامل والتحدي وما زالت على هذه الحال وستبقى وشعبها بقيادته واطره الشرعية يترجمون ذلك في كل لحظة بالصمود والثبات في ارض الوطن، وبعمل سياسات النضال الواقعية بعيدا عن لغة الشعار وبلاغته الحزبية .
عاشت وتعيش فلسطين دوما بالتحدي والامل، ولا تنظر الى الماضي بقدر ما تريد ان تستفيد من التاريخ والتجربة، وان تستخلص منها الدورس التي تعين على مواصلة درب الحرية، حتى وبعض فصائلها يناكفون، ويتعالون على الواقع والتجربة معا، بالخطاب وحده، فلا يدركون اهمية المراجعة النقدية، ولا يعترفون بضرورتها لنمضي قدما الى امام، لا بل ان بعض هذا البعض ما زال يطيح حتى اللحظة بضرورة هذه المراجعة، فلا يقدم شيئا في سبيل نقد الانقسام القبيح، الذي ما زال يعطل سلامة الوحدة الوطنية، والاخطر انه ما زال يراوغ في ذات مكانه تقريبا كي لا يتقدم خطوة فاعلة نحو انهاء هذا الانقسام المعيب، الذي يضاف اليوم الى قائمة منتجات النكبة ...!! غير ان الامل سيظل في نفوسنا اقوى من كل جائحة، واصيلا اصالة التقوى والايمان بالله العلي القدير، الامل ان وحدتنا الوطنية لابد ان تسترجع كامل عافيتها وسلامتها، واننا بهذه الوحدة سنكمل طريقنا نحو استرداد كافة حقوقنا المشروعة وتحقيق كامل اهدافنا العادلة في الحرية والاستقلال .
ثمانية وستون عاما من النكبة، وتظل فلسطين اقوى من كل جائحة حتى تطيح بالنكبة واثارها، ولها في هذه الطريق ما حققت وما تحقق وما ستحقق . بالامل نحيا وبالعمل ننتصر .
كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير